يطل علينا هذا الشهر العظيم.. وكان لا بد أن تكون هناك وقفة لهدأة النفس الأمارة بالسوء نراجع فيها حساباتنا والتاجر صاحب الدكان كما تعلمون في آخر السنة يجرد حسابه فإن وجد نفسه رابحًا حمد الله كثيراً وإن وجد نفسه خسران غيَّر سلوكه نحو العمل وعمل غيارات في النوع من البضاعة. ومنع بعض الديون وكتب يافطة أمام الدكان قائلاً «ممنوع الدين ودفع بعدين جرَّبنا وجدنا نخسر مرتين».. وهكذا نحن وأنتم سيداتي سادتي.. اجردوا حسابكم من رمضان الفات عملتو شنو من أعمال الخير هل حافظتم على الصلاة في وقتها وهل حافظتم على صلاة الجماعة في المسجد صباحاً ومساءً وهل رتَّلتم قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً وهل وصلتم الأرحام من أهلكم وجيرانكم وهل عملتم منذ رمضان الماضي هذه الأعمال إن كان كذلك في هذه الأعمال عملتوها فأنتم من أهل الخير وحسابكم مضبوط.. وإن كان في خلال هذه السنة قصرتم في الصلاة وشربتم بعض المحرمات وتناولتم التمباك بأنواعه وعملتم أعمالاً سيئة طبعاً تكون مكتوبة وما ينطق من قول إلا لديه رقيب عتيد وكما قال سبحانه وتعالى في كتابه سورة إذا زلزلت الأرض زلزالها قال من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره... أيها الناس وأنتم مقبلون على شهر كريم اجردوا حسابكم وتوبوا إلى الله تعالى فإن الله يقبل التوبة ولا تكونوا من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم والتوبة الخالصة تمسح ما قبلها من الذنوب أكثروا من الاستغفار وكثرة العبادة وتلاوة القرآن في هذا الشهر وداوموا على أعمال الخير ولكن في حديث قدسي قال تعالى: (أنا عند حسن ظن عبدي بي فإنني أحسن الظن في الله تعالى أن يغفر لي ويرحمني وأنتم كمان حسنوا الظن في ربكم فإنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً وأرجو من الله أن يكون حظنا من رمضان ليس الجوع والعطش فقط إن حظنا الصيام والقيام التمام والصلاة والناس نيام والحمد لله أغلب الناس يصومون هذا الشهر الكريم ولكن قبل مئات السنوات الماضية كان بعض الناس يجهلون رمضان والصلاة حتى أنه من الطرائف التي قيلت في رمضان إنه في شمال السودان عندنا السادة المجاذيب وهم المشايخ أهل القرآن والصلاة ولما جاء رمضان قال أحدهم نحن ما بنصوم نضّامر ورمضان هلّ قبل الدامر معناه نحن ما بنصوم نضعف ورمضان هل للمجاذيب المشايخ يصوموه هم فقط هذه من الطرائف التي كانت تقال قديماً أما الآن أيها السادة فإن رمضان لم يهل بالدامر وحدها وإنما يهل في جميع أنحاء السودان المدن والقرى وكل الناس رجالاً ونساء وشبابًا يصومونه تماماً ولكن مراجعة الحسابات ليكون صياماً صحيحاً بجميع أركانه قراءة القرآن وتلاوته بتدبر.. وأن يكون فيه التهجد ثم لا بد من توحيد الله سبحانه وتعالى وأن لا يكون معه شريك أيها الصائمون القائمون الأهل والأحباب قبول سلامي وتحياتي لكم جميعاً وأرجو وأكرر أن لا تقولوا العمدة ما شاء الله بقى واعظاً وأنا قلت أخير أقدم لكم مثل هذا الكلام الذي يناسب شهر رمضان المعظم بدل ما أقدم ليكم أغاني وأغاني التي يقدمها السر قدور والذي أتمنى أن يقدم لنا بدل أغاني وأغاني مدائح ومدائح وبالمناسبة ابننا الأستاذ السر قدور والده المرحوم أحمد قدور كان من مداح الرسول صلى الله عليه وسلم وابننا السر ذاتو مادح تمام نرجو أن ينقلب مادح وأن يؤجل برنامج أغاني إلى شهر غير رمضان.. أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لأداء أيام هذا الشهر المبارك وأن نتوب ويقبل الله توبتنا وفي الختام تقبلوا تحيات الحاج عبد الوهاب من بربر.. ودمتم وإلى لقاء في استراحة أخرى إن كان في الأيام بقية والسلام.