تشكل المعامل الجمركية واحدة من أذرع الدفاعات المهمة للاقتصاد القومي وذلك انطلاقاً من مهامها وواجباتها المتعاظمة في إجراء التحاليل المعملية المختلفة للمواد المصدرة والمستوردة والمواد المشتبه بها حسب الاختصاصات والإشراف على أجهزة التحاليل، كما تقوم المعامل بالإشراف على تخليص وتخزين البضائع المشعة والخطرة.. وتتكون إدارة المعامل الجمركية من عدة أفرع في كل من ولاية الخرطوم، البحر الأحمر، المخدرات والسموم وفرع البيئة والسلامة.. (حوادث وقضايا) وقفت على فرعية المعمل الجمركي بولاية البحر الأحمر بوابة الثغر وخلصت بالمساحة التالية: ٭ مع مدير المعمل في البدء التقينا العقيد شرطة الإمام عبد الرحيم مدير فرع المعمل الجمركي ببورتسودان وأخبرنا أنهم يقومون بعمل تصنيف البضائع بكل الموانئ ومساعدة بعض المعامل الأخرى كالصحة والمواصفات وكشف البضائع التي تحتوي مواد مشعة والتأكد من سلامتها خاصة الملوثات وقال إنه يوجد قسم مختص بالإشعاع الذري في كل الموانئ حيث تتم الفحوصات داخل الحاويات. ٭ ماذا تعني بالتصنيف؟ التصنيف هو عملية فنية تطابق المستندات مع البضائع وهذا الأمر يساعد الموردين أنفسهم بتوفير الحماية لهم من الغش حيث نقوم بتحليل المادة ومكوناتها الأساسية مثلاً إذا اشترى مورد قماش وأكدت المستندات أنه من القطن بنسبة (100%) يراجع التحليل هذه النسبة وكثيراً ما نجده مخلوطاً وبنسب عالية أيضاً في عمليات توريد غاز الثلاجات قد نجده غير مطابق للمواصفات بل يؤثر على البيئة وطبقة الاوزون بشكل سالب. ٭ ماذا تفعلون عند اكتشاف مثل هذه الحالات؟ نتعامل بالقانون إما إبادة أو إرجاع الرسائل خاصة التي تكون بها نسب إشعاع عالية وكثير من الموردين ضحايا للغش، وهناك بعض الحالات التي يحاول فيها بعض المتهربين من الرسوم إخفاء المعلومات الأساسية للبضائع نسبة لاختلاف التسعيرة الجمركية أن يكتب في المستندات للحديد مثلاً أنه مسحوب على الساخن ويكشف المعمل أنه مسحوب على البارد ومعروف أن هناك فرق سعر كبير بين السلعتين لكن المعمل الجنائي وبفضل ما يملك من معينات متطورة وكوادر مؤهلة قادر على كشف أي تلاعب أو غش ومن هنا يجدر بنا أن ننبه الإخوة الموردين أن يستفيدوا من خبرات المعمل ولا يحاول المتهربون منهم أن يتلاعبوا في المستندات. ٭ سماد مشع بالاطلاع على بعض الضبطيات التي أنجزها المعمل الجمركي ببورتسودان وردت شهادة جمركية المعلن فيها سماد عضوي وبعد التحليل المعملي اتضح أنها تحتوي على نسب عالية جداً من العناصر المشعة (سيزيوم 137 ويورانيوم). ٭ جلسرين مغشوش أيضاً وقف المعمل الجمركي ببورتسودان على ضبطية مهمة وقع المورد فيها ضحية غش تجاري حيث وصلت شهادة جمركية معلنة وفقاً للمستندات بأنها جلسرين وبعد التحليل اتضح أنها مادة مجهولة في براميل وعليها رواسب ماء وأشارت التحاليل إلى أنها تحوي مواد ضارة وخطرة. ووجد مكتوباً على البراميل (tart.putyl.amine) وقد طالبوا بإبادتها إلا أنه تم إرجاعها فوراً.. وتشير تحريات أنه يراد التخلص منها في السودان لخطورتها إلا أنه تم إرجاعها بإعادة الصادر. ٭ شحنة طوب غريبة وصلت شهادة جمركية لمادة تستخدم في تعدين الذهب ووصلت بكميات كبيرة وهي باهظة الثمن وبالكشف المعملي تم العثور على كميات كبيرة من الطوب داخل الحاويات التي تم الكشف عليها بالأشعة السينية واتضح أن المادة المطلوبة كانت في الأربعة صناديق الأمامية فقط بالحاوية والبقية عبارة عن طوب وصخور.
