في العاصمة الأريترية، وفي مقبرة أسمرا الحديثة 1939 1945م يوجد قسم خاص يتضمن مقابر قتلى الحرب العالمية الثانية من الجنود السودانيين، الذين قاتلوا ضمن قوة دفاع السودان. مقبرة أسمرا الحربية مَُسوَّرة، وعلى ثراها دِفن الجنود القتلى من كافة الجنسيات، سودانية، بريطانية، هندية، بنجابية، وغيرها ممن حاربوا على الأرض الاريترية خلال الحرب العالمية الثانية. في قسم قتلى الحرب السودانيين، يحتوي كل قبر على شاهد من الرخام،مكتوب عليه باللغة الإنجليزية اسم الجندي وتاريخ الوفاة ورقمه العسكري، وفي أعلى شاهد الرخام كُتب «هو الغفور». وقد كتبت عبارة «هو الغفور» كذلك على شواهد قبور القتلى من الجنود المسلمين من الجنسيات الأخرى التي قاتلت تحت الراية البريطانية. دفن الجنود السودانيون في مقبرة أسمرا الحربية، في صفوف مُرتَّبة. هناك عدد من القبور عليها شواهد رخامية لا تتضمن أسماء المتوفين. واضح عدم الإستطاعة في التحصل على اسم الجندي أو عدم التعرف على بعد مقتله. يبلغ قتلى الجنود السودانيين في المقبرة الحربية في أسمرا تسعة عشر، دفن كل واحد في قبره الخاص به. والجنود هم : 1/ «وكيل امباشي» أبشر ياسين محمد قتل في 15/ أبريل 1945م من قوة دفاع السودان 2/ «وكيل امباشي» الشريف آدم محمد قتل في 1/8/1945م. قوة دفاع السودان يوجد بجانب مقبرة الشريف آدم محمد مقابر جنود هنود مسلمون هم محمد طفيل ورمضان خان، وغيرهما. 3/ «نفر» ابراهيم آدم قوارقيل قتل في 2/8/1945م. قوة دفاع السودان. يوجد إلى جانب هذا القبر قبور قتلى آخرون أسماؤهم غير مكتوبة على الشواهد الرخامية 4/ «نفر» آدم موسى قتل في 12/ أبريل 1945م. قوة دفاع السودان 5/ «وكيل أمباشي» أحمد محمد عثمان. قتل في 26/ فبراير 1945م. قوة دفاع السودان 6/ « وكيل أمباشي» آدم اساغة. قتل في 23/ فبراير 1945م من قوة دفاع السودان 7/ «نفر» مصطفى اساغة قتل في 18/ فبراير1945م. قوة دفاع السودان 8/ «نفر» الضو فرج. قتل في 14/ يناير 1945م 9/ «نفر» جعفر محمد. قتل في 19/ يناير 1945م 10/ «نفر» العطا أحمد. قتل في 14/ مارس 1942م 11/ «نفر» محمد محمد أحمد أديركا. قتل في 8/ أبريل 1942م 12/ «نفر» آدم أدوبير أدوم. قتل في 22/ يناير 1943م 13/ «نفر» هارون محمد بخيت. قتل في 20/8/1943م 14/ «نفر» محمد علي يوسف. قتل في 12/ مارس 1942م 15/ «نفر» محمد مصطفى أحمد قتل في 24/11/1941م 16/ المترجم/ صديق محمد فريد قتل في 28/9/1941م. قوة دفاع السودان 17/ «وكيل أمباشي» سالم كوكو. قتل في 10/9/1941م 18/ «نفر» صادق الحبيب. قتل في 1/9/1941م 19/ «نفر» محمد عثمان علي. قتل في 18/9/1943م قاتل أولئك الجنود ضمن قوة دفاع السودان معاركهم على الأرض الأريترية، ضد جيوش موسوليني من القوات الإيطالية الفاشية. يذكر أن القوات الفاشية احتلت مدينة كسلا في يوليو 1941م لمدة (7) شهور قبل أن تُطرد عن المدينة. كما قصفت حينها الطائرات الإيطالية خشم القربة. كان مقتل الجنود السودانيين في الحرب الثانية ثمناً لإنجاز حربي كبير، تمثل في بداية انكسار القوات الايطالية الفاشية في شرق إفريقيا. حيث توالت تلك الإنكسارات حتى هزيمتها الكبرى وحليفتها المانيا النازية العنصرية في 8/ مايو 1945م. حيث كسب الجنود السودانيين بقتالهم الرجولي الباسل احتراماً كبيراً للسودان. وساهم ذلك في انجاز سياسي كبير، تمثل في دعم الحركة الوطنية السياسية في معركة الإستقلال الوطني، والتي تتوّجت بجلاء بريطانيا عن السودان إعلان الإستقلال. يذكر أن الزعيم الجزائري أحمد بن بيلا عمل جندياً في الجيش الفرنسي، قبل انضمامه لاحقاً إلى الثورة الجزائرية التي أصبح أحد زعمائها التاريخيين. يذكر أن نشيد المدفع الرّزام لعمر البنا قد ساهم كثيراً في تحريض الجنود السودانيين على القتال في الحرب العالمية الثانية. المدفع الرّزام طلقاته من صدرك.. يا جبل الضرا.. المافي سيل حدرك النار ولعها.. واتوطأ فوق جمرك.. الخ. وتفيد بعض الروايات أن لحن ذلك النشيد قد جاء على لحن نشيد كان بمثابة السلام الجمهوري للزعيم المك نمر. في واحدة من تلك المرتفعات الأريترية مثل جبال درفو Durfo وجبل «عربُ ربوع»، في شرق مدينة أسمرا على طريق اسمرا- مصوع «115كلم»، يوجد قبر فنان السودان محمد أحمد سرور الذي غنى لجميلات السودان «نظرة يا السمحة أم عجن»، و»أجلي النظر يا صاحي» و»أنّة المجروح»، «أترك الأحلام يا جميل واصحي»، و»قائد الأسطول» و»أفكر فيه وأتأمل» وغيرها. الجنود السودانيون في مقبرة أسمرا الحربية، كُتب على شواهد قبورهم عبارة «هو الغفور»، أما في مدينة لندن، وفي المقبرة التي دفن فيها كارل ماركس، فقد اختار عدد من الشيوعيين العرب، أن يدفنوا في نفس المقبرة الى جواره، وقد كُتب على شواهد قبورهم عبارة «هو الباقي»!.