عشرات الآلاف تخرجوا في الجامعات السودانية، ولكن الخدمة المدنية لم تستوعب الا القليل منهم، فانتظروا كثيرا وتحصنوا ببوارق الأمل لكي يحصلوا على وظيفة بشهاداتهم الجامعية، ولكن احلامهم ذهبت أدراج الرياح، واتجه بعضهم لممارسة المهن الهامشية ليوفروا احتياجاتهم الشخصية.. «تقاسيم»» استطلعت بعض هؤلاء لمعرفة تفاصيلهم، وكم هي كثيرة ومثيرة قصص هؤلاء في رحلة البحث عن وظيفة.. فكانت الحصيلة التالية: الشبلي نصر الدين، خريج كلية اعلام ويعمل كمسارياً، ابتدر حديثه لنا بأن «أي عمل بجيب قروش اخير من العطالة» لأن الخريج منا ليس بالضرورة ان يعمل في مجال تخصصه، لأن انتظاره سوف يطول، وبالتالي يدخل ضمن قائمة العطالى، لأن الوظيفة التي ينتظرها قد لا يعثر عليها، وقد قدمت لعدد من الوظائف ولم يتم قبولي في أي منها، وانا في سعي دؤوب كي أحصل عليها. الزبير أحمد خريج كلية علم النفس وعامل ببقالة قال: بعد التخرج وقضاء الخدمة الوطنية بحثت بشهادتي الجامعية عن وظيفة تضمن لي العيش الكريم. ولكن كغيري من آلاف الخريجين لم اجن سوي السراب حتى اتمكن من مواجهة متطلبات الحياة، وكي لا اكون عاطلاً وحتى لا ينظر المجتمع لي نظرة من يستهلك ولا ينتج اضطررت للعمل في هذه البقالة كما ترى حتى تتاح لي الفرصة واجد الوظيفة التي تناسبني. انور عثمان خريج علوم حاسوب ويعمل بشركة الهدف قال: قدمت في كثير من الوظائف ولم اتمكن من ان احصل علي أي منها، ورأيت ان اعمل في أي مجال أجني منه المال، وان اشق طريقي واعتمد على نفسي حتي اجد الفرصة كي اعمل بشهادتي. علاء الدين بكري خريج كلية اقتصاد وعامل باليوميات «طلبة» قال: تخرجت من الجامعة وبحثت عن فرصة للعمل بمؤهلاتي الجامعية، ولم يتم قبولي في أي منها، حيث أصبحت فرص استيعاب الخريجين ضيقة جداً، وكي اجني بعض المال ولا اكون عالة علي غيري فأنا أعمل باليوميات حتى اجني القليل من المال الذي يعينني على الحياة الكريمة، والشغل مهما كان نوعه أفضل من العطالة، واي شغل مادام حلال ما عيب. صلاح الطاهر خريج كلية التربية ويعمل سائق ركشة او «جوكي» كما يطلق عليه الزملاء يقول: اضطررت الى العمل في الركشة بعد التخرج والبحث المضني عن وظيفة بشهادتي ولم اتمكن من نيلها، لذلك اعمل بالركشة واجني القليل من المال لمجابهة متطلبات الحياة التي اصبحت صعبة جداً، وسوف استمر في ذلك حتى أعثر على ما اتمني من وظيفة بمؤهلاتي الجامعية. وناشد جميع من استطلعناهم الجهات المسؤولة توفير فرص عمل للخريجين في مجال تخصصاتهم الجامعية، حتى لا يدفنوا في المهن الهامشية طول العمر.