حدد الاتحاد العام لكرة القدم السبت المقبل موعداً للقاء قمة السيول والفيضان. نتوقع أن تحقق المباراة دخلاً خرافياً، ونرجو أن يستفيد منه أهلنا المتضررون من السيول والفيضان. غريب جداً أمر السودان يرفض وضع التدابير حينما تكون مجاناً ويبحث عنها بالأموال. إن وضعت حكومة الخرطوم «ومنظروها» الخطط السليمة قبل الخريف لما تضرر رعايا الولاية. وإن عمل الجميع بضمائر «صاحية» لنام المواطنون مع هطول الأمطار دون تخوف. في خريف العام الماضي وقبله بشهور عديدة وضعت محلية الخرطوم موادها أمام المصارف حتى تجهزها للأمطار. وجاء المطر وغرق الجميع دون إن تفعل شيئاً، وهكذا الحال الآن في ذات المحلية. السيول تجتاح شرق النيل كل عام منذ أن كنا صغاراً نلهو برمال الخريف. والآن السيول تقتل وتكسر منازل المواطنين في المحلية ومعتمدها لا يحرك ساكناً. وذات الملامح والشبه في أم درمان وريفه الجنوبي وكرري وامبدة وجبل أولياء وكل الخرطوم تبحث عن ضمير «صاحي». سنوات طوال والسيول تقتل أهلنا في شرق النيل والراعي لا يتحرك لفعل شيء. سنوات والخرطوم تبحث عن مبتكر لينقذ أهلها من الخريف. أصبح الجميع يخاف من هطول الأمطار في الخرطوم حيث تقفل الشوارع وترتفع أسعار كل شيء فيها. أغرب ما حدث كان في محلية جبل الأولياء حيث مشروع توسعة الطريق القومي الرابط بين الخرطوم وكوستي والأبيض. تم قفل المجري الوحيد لتصريف المياه من شرق الزلط بقرية السليمانية إلى غربها. غرق أهلنا في الفحلاب بسبب غباء المنفذين. إن اجتهد معتمدو محليات الخرطوم وواليهم لما احتاجوا للهلال والمريخ من أجل إنقاذ المتضررين من السيول والأمطار. وإن وظفت نثرية اجتماعات اللجان المختصة بهذه السيول لأصبحت الخرطوم من أفضل مدن العالم تصريفاً للمياه. ولكن هذا لا يحدث ويغرق أهلنا ونحتاج للهلال والمريخ حتى نوفر أموالاً للدعم، ألم أقل لكم إن أمر السودان غريب. اليوم يواجه المريخ أبناء السلاطين في المربع الذهبي لكأس السودان. مريخ الفاشر لأول مرة يصل لهذه المرحلة ولا نخشى عليه من منازلة المريخ. أفضل النتائج التي حققها أبناء الفاشر منذ صعودهم للممتاز هو المركز الثالث في بطولة سيكافا. نتوقع أن يؤدي أبناء محسن سيد مباراة قوية اليوم. من أجمل شعارات سيكافا في الفاشر «تيمك جيد يا محسن سيد». نرجو أن نهتف اليوم مع أهل الفاشر بذات الشعار. لأول مرة يصل أبناء الفاشر وشندي لهذه المرحلة من الكأس ونرجو أن يصلا سوياً للنهائي. سيكون الكأس مختلفاً إن وصل أهلي شندي ومريخ الفاشر للنهائي. وسيعتبر هذا الوصول هو البداية لتغيير خريطة كرة القدم في السودان. النمور والسلاطين.. حلم النهائي. بعد تحديد قمة السيول بالسبت نقترح لفرقة عقد الجلاد غناء «فاجأني الخريف». فاجأني الخريف على وزن فاجأني النهار.