جيوش من الذباب والباعوض فتكت بالعاصمة عقب الأمطار التي ضربت الولاية مؤخرًا والتي وقفت المبيدات عاجزة أمامها بعد أن خلت منها المحلات التجارية نتيجة الاستهلاك الكبير من قبل السكان، فغضب الله كأنه قد حل بنا ذباب نهاراً وباعوض ليلاً، فجميع الأحياء بولاية الخرطوم شكت مر الشكوى من انتشار الباعوض والذباب وسط غياب تام لوزارة الصحة بالولاية عن المكافحة، وأبدى مواطنون بأحياء النصر والقادسية وسوبا شرق والفتيحاب وأركويت والوادي الأخضر مدينة الصحفيين ومربعي (21) و(15) والهدى والواحة والأحياء المنكوبة بالسيول والأمطار في شرق النيل وأم درمان والكلاكلة اللفة، تخوفهم من ظهور أمراض الخريف. الوضع تحت السيطرة بينما أكدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن حاجتها إلى (8) ملايين جنيه لتنفيذ حملة رش الباعوض والذباب في المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول.. وقال مأمون حميدة وزير الصحة بالولاية إن المبيد المستخدم في الرش بحوزة وزارته يكفي ل (6) أشهر ولكنه أكد في تصريحات إعلامية أنه في حال استخدامه في الحملة الحالية فإنه لن يكفي ل (3) أشهر مقبلة وقال إن الوضع الصحي بالولاية ما زال تحت السيطرة وقطع بعدم تسجيل أي حالة إصابة بإسهال مائي لكنه توقع ظهور حالات إصابة بالملاريا في غضون الأيام المقبلة بسبب ازدياد الباعوض. صحة البيئة في خطر جولة «الإنتباهة» بالمناطق المتأثرة بالولاية سجلت حالات من الحساسيات والجيوب الأنفية والملاريا التي تفشت بصورة كبيرة والتايفويد والالتهابات الناتجة عن التلوث المائي والغذائي بفعل مياه السيول الراكدة التي تنبعث منها روائح مزعجة مع غياب تام للجهات المسؤولة التي وعدت بتنفيذ حملت رش لم تنفذ بنسبة 80% حتى بات المواطنون وجلين يتوقعون حدوث وبائيات نتيجة الوضع البيئي المتردي بالمناطق المنكوبة والتي اختلطت فيها مياه الشرب بالصرف الصحي بعد انهيار كثير من المراحيض البلدية والحمامات، وفي منطقة مرابيع الشريف قد سجلت حالات كبيرة جداً من الملاريا الناجمة من تراكم مياه الأمطار التي وجد الباعوض الناقل لمرض الملاريا مرتعاً جيداً لتوالدها بجانب الإهمال الكبير من قبل إدارة الكهرباء التي تساهلت مع الأمر فقد سجل حي المرابيع عشرين حالة إصابة بصعقات كهربائية من جراء مياه السيول وشكوا مر الشكوى من انتشار الذباب والباعوض الناقل للأمراض مستنكرين الطريقة التي يتم بها توزيع الأدوية والمواد الأخرى لكونها لا تصل إلى المواطنين المتضررين. انعدام الأمصال فيما ذكر مصدر طبي بمركز صحي أم عشوش: أن دواء الملاريا قد نفد من المركز فحقن الملاريا نفدت نتيجة الأعداد الكبيرة من المصابين بالمرض. أما الحارة خمسة وتسعين الثورة كرري فقد شهدت إصابات بالبكتيريا المعوية بسبب تناول المياه التي اختلطت بمياه السيول التي بدورها ساعدت في كثافة الذباب الناقل للأمراض، ويتوقع حصول وبائيات في الأيام القادمة من جراء كثافة الذباب وتراكم النفايات التي جلبتها السيول رغم أن طائرات الرش تقوم بطلعات في سماء الحارة بجانب انتشار نزلات البرد بفعل التلوث الناجم من الروائح النتنة التي تسببت في حدوث مشكلات في الجهاز التنفسي للكثير من سكان الحارة. الصحة تنفي في الوقت الذي قال فيه وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة في مؤتمر صحفي في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح إن انهيار المراحيض عادة يسبب الوبائيات ولقد رصدنا انهيار كميات من المراحيض في مرابيع الشريف وقرى الفتح والفرق التي كونها تقوم بسكب مواد في المراحيض لتقي انتشار وبائيات ونقوم اليوم بعمليات الرش بالطائرات ولمدة يومين، وأشار إلى أن ساعة الرش الواحدة بالطائرة تكلف ثلاثين ومئتين مليون جنيه، وأن عملية الرش لمدة يومين تكلف ثمانية مليارات لمدة ستين ساعة وأن الوضع الصحي مستتب ما عدا لسعات العقارب والثعابين ولقد وفرنا لها الأمصال المضادة. كما أنه ذكر تكوين لجنة للمعالجات الصحية والعلاجية برئاسة وزير الصحة بولاية الخرطوم، وأضاف الوزير نحن في كل سنة نتحسب للوبائيات والإسهالات الحادة ووبائيات الأطفال من خلال الرصد ونفى تسجيل أي حالة للإسهالات المائية الحادة «الكوليرا» وأوضح أن هناك خمسة وثلاثين مركزًا لتقصي الحقائق وأن الإسهالات التي حدثت أثناء السيول والفيضانات محدودة وعادية وأن نسبة الملاريا حتى اليوم «3.5%». رغم مساعي تابيتا.. الظلام ما زال يحاصرهم عرض: راحيل إبراهيم الحارة (43) الوحده بأم بدة كانت تسمى بالجزء الخامس تقع بعد أنقولا وقبل الحارات التعويضية (33، 38) التي تقع جنوب سوق ليبيا، وهي موزعة كقطع سكنية منذ 1996م، وهي تكاد تكون ممتلئة تماماً بالسكان، تحتوي جميع المرافق الخدمية من مدارس ومراكز الصحية، منذ ذلك التاريخ وخدمة الكهرباء لم تصل هذه المنطقة، بالرغم من أن حارات قامت بعدها وتم إنشاؤها في الاتجاه الغربي منها، والاتجاه الشمال الغربي، وتم توصيل الكهرباء لها، اشتكى مواطنو هذه الحارة من تجاهل مسؤولي الكهرباء لقضيتهم وأوضحوا أنه قبل الانتخابات بخمسة شهور بدأت إحدى الشركات في تنفيد توصيل الكهرباء ثم توقفت، وأخبرهم بأن الشركة عجزت عن تكملة التنفيذ، وأنه تم تسليمها لشركة أخرى في فبراير من العام 2012م، وفي تاريخ 27/2/2012م تحديدًا دفعوا مبلغ 250 عبارة عن أمانات كهرباء كما أخبروهم، وفي عام 2013م أوجبوهم بدفع مبلغ ألف جنيه مقدم حتى يتم توصيل الكهرباء والذين دفعوا ال 250 عليهم فقط تكملة المبلغ، في الرابع من رمضان هذا العام، جاءهم والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر والوزير بوزارة الكهرباء والموارد المائية تابيتا بطرس ووجهوا بافتتاح الكهرباء وتوصيلها للمواطنين في غضون اسبوع ، ثم قامت وزارة التخطيط والبنى التحتية قطاع إمداد الكهرباء بالولاية بتسليم خطابات لكل المواطنين الذين أكملوا الرسوم بتاريخ 17/7/2013م معنون للسيد/ مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء قطاع أم بدة دار السلام، ولما ذهب مواطنو الحارة لهذه الجهة أخبرهم أنه لم يتم تسليمهم هذه الحارة، وأنهم غير معنيين بحديث الوالي والوزير، وكانت تابيتا قد تبرعت بسبعة آلاف علبة من أجل التوصيل ظناً منها تسريع عملية توصيل الكهرباء للمواطنين، إلا أنهم يناشدوا الوالي ود. تابيتا أن الظلام ما زال يلفحهم. أوضاعهم تؤكد صدق أقوالهم