هذه هي الحلقة السادسة من هذه الحلقات التي أُعقِّبُ فيها على ما نُشر بصحيفة «الحُرة» في حلقات ثلاث مع مساعد بشير السديرة الذي وصف نفسه بأنه أحد رموز ما يسمى بالسلفية الجهادية في السودان. التعقيب السادس: بين «السديرة» وبعض المدافعين عنه!! بقيت حلقتان في الرد على السديرة في أخطائه ومغالطاته وتناقضاته في ما أثاره من مسائل تتعلق بالإرجاء وفقه الجهاد ودعوته للهجوم على السفارات.. وقد رأيت أن تكون حلقة قبل تلك الحلقتين، وهي هذه الحلقة التي عنونت لها بعنوان: بين السديرة وبعض المدافعين عنه!!! فقد فاجأ مساعد السديرة كثيراً ممن يتبعونه، وآخرين ممن يُلَمّعُونَه !! بما قاله في تلك الحوارات في كثير من الشخصيات وبعض الجهات التي لها ود خاص ومكانة كبيرة لدى كثير من هؤلاء الأتباع وبعض المُلَمِّعِين !! حتى بدا أن السديرة لم ينجُ أحد من سهامه في هذا الحوار، وأعرض بعض عباراته في ما يلي: تحدث عن جبهة الدستور الحالية التي تضم مجموعة من الشخصيات التي لها منزلة ومكانة لدى كثير من المدافعين عن السديرة، فقال إجابة عن سؤال: «هل دُعيت للمشاركة في مشروع دستور جبهة الدستور الإسلامي؟» فقال: «لا ما دُعيت له ولو دُعيت لما أجبت.. وأنا اطلعت على دستورهم وهو لا علاقة له بالدستور الإسلامي.. مواده تشبه مواد العلمانيين، وأنا سألت خالد شيخة بنفسي هل كتبتم هذه الوثيقة؟ كتبها بعض المحامين وهم لا يعرفونها، جماعة علمانيين ومعاهم جماعات تانية.. كتبوا هذا المشروع وهؤلاء تبنوه.. كلام فضفاض.. كلام إخوان مسلمين.. ما فيهو شيء غير البسملة، ماذا يضرهم لو قالوا الدستور هو القرآن والسنة». وقد فرّق السديرة في حواره بين ما سماه «السلفية الجهادية» والتي عدّ نفسه واحداً من قادتها وبين «السلفية السرورية» التي اعتبرها فصيلاً من جماعة الإخوان المسلمين!! والقسم الثالث سمّاه: السلفية التقليدية!! وقد ذكرني تقسيمه هذا بتقسيم الترابي وعدِّه شركاً تقليدياً وشركاً سياسياً!!! قال مساعد السديرة: «أما السرورية عبدالحي وجماعة سلمان العودة.. وغيرهم» وقال: «محمد سرور أخو مسلم وهو شيخهم» وقال: «لكن السرورية في الأصل هم إخوان مسلمين.. هم والسرورية حاجة واحدة، ولما جا د. محمد سرور هنا استقبله الإخوان المسلمين بمن فيهم الدولة وعملت معه لقاء في مسجد جبر آل ثان بمنطقة كافوري وحضرت جميع فصائل الإخوان المسلمين بالسودان ووسعت الدعوة شيخ سليمان ابونارو وعمر عبد الخالق، وأخانا فخر الدين المنسوب للتيار السلفي الجهادي.. هذا اللقاء. ولذلك السرورية ما هي إلا فصيل من فصائل الإخوان المسلمين». وقال: «وفرنسا الآن تقاتل في مالي؟ هل فرنسا وصية على دولة مالي؟ ومن جعلها لها ذلك؟ ألم تسمع د. عبدالحي ماذا قال؟ ألم يقل بأنّ الجهاد في مالي طيش!! وقال نصحناهم!! انت زول ماشي يقاتل بنفسو انت مالك ومالو.. خليهو يمشي لا تامرو ولا تنهاو على اقل تقدير.. لكن تنهاو وانت تقعد مع المخلفين.. أقعد معهم ما زول سائلك.. لكن ليس من حقك أن تنهى الناس وتثبطهم عن الجهاد». وقال: «أريد أن أبين حال السرورية ثم أجيبك.. هناك فرق بين السرورية والسلفية الجهادية وفرق بين السرورية والسلفية الجهادية وأنصار السنة، لكن لا فرق بين السرورية جماعة الإخوان المسلمين.. وقادة السرورية تربطهم علاقات قوية جداً بالحكومة وقياداتها».. وقال عن الرابطة الشرعية للدعاة: «بمناسبة د. محمد عبد الكريم ما علاقتك والرابطة الشرعية للدعاة؟ قال: «لا علاقة لي به سوى علاقة اجتماعية.. أما الرابطة فخرجت عنها منذ أكثر من سبع سنوات.. لأنها إخوانية». وعن سؤال: كيف هي علاقتك بقيادات الرابطة.. الشيخ الأمين الحاج أبو ناور مدثر وغيرهم؟ قال: «علاقتي فقط بالشيخ الأمين الحاج وأبو ناور علاقة جيدة، وكنت في الرابطة مسؤولاً عن الفتوى ولا فتوى واحدة ما أصدرتها كان محمد عبد الكريم ومدثر وعلاء الدين هم من يصدرون الفتاوى ويخرجون البيانات، وانا لا أدري شيئاً عن ذلك.. شغل إخوان مسلمين بس». أقول: إذا كان كثير ممن يلمّعون «مساعد السديرة» ويحثون الشباب على الأخذ منه ممن تكلم عليهم وقدح فيهم السديرة في عباراته السابقة إذا كانوا قد اطلعوا على تقييمه لهم، فينبغي لهم أن يبينوا موقفهم في ما قيل عنهم!! هل السديرة على حق في حكمه عليهم أم مخطئ؟! ولا أريد أن أذكر بالأسماء بعض الدعاة والشخصيات التي تُلمّع السديرة، فهم معلومون.. لكني أذكر نموذجاً واحداً لهم، فقد قال الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد في كتابه «السلفية والسلفيون في السودان»!! ص 115: «بجانب الجماعات والجمعيات والهيئات سابقة الذكر، هناك العديد من الشخصيات السلفية الفاعلة التي لا تقل سلفيتها وتمسكها بمنهج السلف الصالح وعطاؤها في هذا الجانب عن الجماعات والجمعيات والهيئات السالفة الذكر، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر من يأتي: الشيخ مساعد بشير...» فبدأ الأمين الحاج قائمته بالسديرة ثم ذكر الصادق عبد الله وثلّث بعبد الحي يوسف.. وإذا كان الشيخ الأمين الحاج يعد السديرة في رأس هذه القائمة فما هو موقفه من حكم السديرة على الرابطة التي يرأس الأمين الحاج مجلسها التنفيذي؟! وما قوله في طريقة صياغة الفتاوى والبيانات في هذه الرابطة حسب قول السديرة المنشور بهذه الصحيفة؟! أرجو أن نسمع إجابات من هؤلاء المشايخ الذين وجه السديرة لهم نقداً واضحاً.. وأطمع ألا يكون موقفهم موقف بعض الدعاة والشباب الذين اجتمعوا للرد على حلقاتي هذه في صفحتي في «الفيس بوك» عند بداية نشرها.. وبعد نشر الحلقة الثانية طلبت منهم توضيح موقفهم من السديرة في هجومه على هذه الجهات وهؤلاء الأشخاص الذين يقدرهم ويودهم هؤلاء الشباب.. فانقطعوا من وقتها ولم يرجعوا حتى كتابة هذه الحلقة.. ونلتقي في الحلقة القادمة من هذه الحلقات إن شاء الله وهي السابعة.