أذكر أنه في أوائل العام الماضي (2012م) أن كنت ضيفاً على ابن خالي الأمير عبد الخالق الأمين وأعلمني أن اليوم هناك زواجًا لابنة رجل الأعمال الأمين الشيخ الأمين وطلب مني أن ألبي الدعوة معه لأن آل الشيخ مصطفى من آل دار جعل أعزّها اللَّه وذهبت لأجد دار رحبة خضراء على ضفاف نهر النيل ووجدت الحيشان تزخر بالناس من مختلف الاتجاهات = ثم ذهبنا للمنصة الرئيسية ووجدنا الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية يجلس إلى يمين الشيخ حسن الترابي عمدة المعارضة ووجدنا الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وأحد قواد المعارضة الهادئة يجلس في الوسط. ووجدنا الدكتور الجزولي دفع اللَّه رئيس الدولة السابق، يجلسون في منصة عالية ويتجاذبون أطراف الحديث ونحن في مكان أدنى نجلس في مكان قريب ومعنا في هذا المكان الابن عبد اللَّه حسن أحمد أحد الوزراء السابقين ومن قيادات المعارضة الترابية الهادئة الملتزمة بالوطن وبعض الصحفيين ورأيت الأستاذ الصادق الرزيقي رئيس تحرير جريدة الإنتباهة وصاحب القلم المحلل للسياسة في معرفة تامة ولما شهدت البشير وشيخ الترابي والصادق المهدي قلت للجماعة إن هذا السودان بخير في أصالته وعاداته.. وما دام الأمر كذلك بعد نهاية العقد المبارك سوف أصعد للمنصة وأحيي هذه الزعامات قائلاً لماذا هذا التخاصم والخلاف وأنتم بهذه الصورة في مودة ورجل الشارع ومؤيدكم الذين لا يعلمون يأخذون الأمر بأنه خصام ومقاطعة ودحين ما دمتم أنتم بهذه المودة في اللقاءات القومية = أنا بصفتي من بقايا السلف الصالح رجال الإدارة الأهلية أعلن بينكم صلحاً ويجب أن يكون بينكم لوم وشكر أولاد بلد وأولاد قبائل وأبناء هذا الإسلام الذي يهدي للطريق القويم وقلت للمجموعة الذين أجلس معهم سوف أصعد للمنصة وأعلن هذا الرأي بكم = ووقفوا يباركون لصاحب الدعوة وأصهاره وبعد أن بدأ الجمع ينفض وجدت البشير غادر والصادق المهدي نزل من المنصة ولكن وجدت شيخ حسن الترابي وسلمت عليه بحرارة قائلاً أنا عمدة الجعليين وضحك كعادته ورحب بي ونزلت قائلاً للأمير عبد الخالق الجماعة غادروا ولكن سوف نعقد مجلس صلح يكون من أعضائه أنتم وصاحب هذه الدعوة ابن الشيخ الأمين = وفي الصباح الباكر طالعت جريدة الإنتباهة ووجدت الأستاذ الرزيقي رئيس تحرير الإنتباهة وعمدتها يكتب كلمة رائعة في بابه بعنوان (إياه ده السودان) يصف هذا المشهد وجلوس هذه الزعامات بعضهم مع بعض قائلاً بحق إياه ده السودان، وعقَّبت على هذه المقالة داعياً إلى مجلس لوم وشكر: نعم يا أيها السادة والسيدات هذا السودان بهذه القيم حفظه اللَّه من الفتن وفجور الخصومة: وبالأمس كانت مريضة من البلد ورأيت أبناءنا من الخرطوم يجلسون منذ الصباح الباكر لحضور العملية وحتى الطلبة من أبناء نهر عطبرة والدامر كانوا حضوراً وتزاحموا على أخذ الدم للمريضة وتداعى الأبناء من السعودية يرسلون المال للعملية وكان الابن عبد الواحد وعوض النعيم الذي منزله مركز للمرضى من البلد يشرفون على هذا الجمع ويجمعون المال تلفونياً من الخارج والداخل وهكذا أوحى لي هذا التجمع ولقاء الناس في المناسبات وفي الأفراح والأتراح بهذه الصورة أن أحيي هذا السودان بقاماته وعاداته قائلاً إياه ده السودان كما قال الأستاذ الصادق الرزيقي بقلمه الفياض وأخيراً أدام اللَّه هذه المواقف على البلد ولننظر ما يجري في الدول من خلاف ومقاطعة واغتيالات ونحمد اللَّه كثيراً قائلين إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية جزاكم اللَّه خيراً وشكراً.