فيلم صامت كوميدي للممثل البارع «شارلي شابلن». الفيلم يعبِّر بحركاته الصامتة والبليغة عن معاناة نعيشها نحن وأنتم، وتعيشها بعض المجتمعات الأخرى، وهي ما نعانيه من المتهجمين على «الصِنعة» تجدها في مجتمعنا بالذات في الآونة الأخيرة عزيزي القارئ.. ألست ملدوغاً من بعض الكهربجية؟ وإن كنت تملك عربة.. ألم تعانِ من بعض «الميكانيكية» وحدِّث ولا حرج عن المتهجمين على الصنعة في مجالات أخرى كثيرة.. ولكن نقول إن هناك قلة منهم أنعم الله عليهم بالصدق والأمانة والكفاءة وهؤلاء إن كنت محظوطاً فستعثر عليهم بعد عناء شديد. اللقطة التالية يمثلها «شارلي شابلن» ببراعة شديدة. شارلي شابلن يمثل دور ساعاتي أحد الزبائن يقف أمامه يحمل «ساعة منبه» كبيرة، وشابلن الجالس على كرسي الساعاتية وأمامه تربيزة صغيرة كان منهمكاً في عمله ثم يرفع رأسه وينظر للزبون الذي يضع قبعة فخيمة على رأسه وهو يمد الساعة «لشابلن». شابلن يستلم الساعة.. يقلبها من كل الاتجاهات ثم ينظر للزبون الصامت المسمَّر أمامه في انتظار إصلاحها.. شابلن يقرب الساعة لأذنه فيتأكد أنها لا تعمل.. ثم في حركة ساخرة يهزها هزاً عنيفاً ويدنيها ثانية من أذنه. فيتأكد أنها متوقفة.. ثم ينظر للزبون المسمر المنتظر أمامه في صمت.. بعدها شابلن يحمل شاكوشًا صغيرًا وزردية وربما مفتاح صلصة.. ذلك لأنه لا بد أن يتعرف على ما بداخل الساعة.. لم لا و هو ساعاتي!! ويا للهول ينجح في فتح الساعة «بالعافية» وحينما يجد أنها معقدة من الداخل ينظر للزبون المسمر أمامه «في بَلَه» كأنه يقول له ما هذا الذي بداخل الساعة!! ثم يرجع للساعة فيخرج كل ما في داخلها.. وأخيراً حينما تضطرب أفكاره ويجد أنه قد فعل فيها الأفاعيل وأنها لن تعود لسابق عهدها ولو ارجعوها للشركة التي صنعتها.. يرفع رأسه فينظر إلى الزبون الذي يقف امامه وكأنه صنم والمشهد للاثنين شابلن والزبون قمة في دقة تصوير ما يحدث للكثيرين.. هنا ويلاحظ شابلن شيئاً هاماً على رأس الزبون.. آآآآه إنها القبعة.. هي المكان الأنسب لجمع خردة الساعة المنبه وإعادتها لصاحبها وبالفعل كان الزبون يستلم الساعة التي جاء بها للساعاتي شابلن لإصلاحها من عطب بسيط، عادت إليه خردة في قبعته.. ويحمد الله أنه كانت هناك قبعة تسع الساعة الخردة.