ما أكونه هو ما أراه!! ومن منا لا يتمنى رؤية باهرة أينما حل واتجه.. فكيف نحقق تلك الرؤية؟ كيف نلملم تلك المحفزات الصغيرة من وسط الإحباطات التي أصبحت لا تقوى على فراقنا! ونجعلها دافعاً مستمراً للعمل والانجاز كل يوم.. ومقوماً للاحساس بتلك المتعة الداخلية التي تملأنا حسًا ايجابيًا يزيد فينا الانتاجية والعطاء والابداع.. عبارة لا تنفك تتردد في مسامعي.. خاصة مع كل احباط خارجي أو فوضى معنوية تصيبني.. فحواها ان بداخلنا طاقة لا تحد وامكانات فوق ما نتخيل وتبقى القضية ايجادها واخراجها والاستمتاع بها!! نحن نستمتع حين نحب الحياة ونتفاعل معها دون غبن أو تحامل، وكلما تفاعلنا نحصل على المزيد من التحفيز والمزيد من الطاقة.. ونستمتع حين تتفاعل معنا الحياة حين تمدنا بذلك الإلهام الذي يمدنا بطاقة الابداع. الإلهام ذلك اللا شيء والكل شيء .. شيء مبهم يغذي أفكارنا ونتبعه، لكننا لا نستطيع التحكم فيه.. يأتي ويدهشنا في أنفسنا أو يغيب فنحس بذلك الفراغ والفقدان لشيءٍ ما لا ندري ما شكله ولا لونه، فقط ينقصنا ونتمناه حضورًا لا يغيب! ولا ندري كيف تكون أجمل الأشياء هي تلك التي تقع خارج حدود سيطرتنا!! وتأتينا فكرة طارئة.. تسعدنا، نتلمسها، نتعرف عليها، ننجزها، وفي خطوة نتمتع بها ثم لا يهم بعد ذلك. ونترقب أخرى! ونقرأ عن بيكاسو أنه قال في الإلهام: أنا لا أبحث عنه أنا أجده! ونحن لا ندري بداية ما قد يحفزنا .. فقط يحدث، وعندما يحدث ذلك علمنا أو تجاهلنا ذلك المحفز.. فقد فعلها .. سواء أكان عملاً ضخمًا لا تخطئه العين أم كان إنجازاً متواضعاً في أعين الآخرين رأوه أو أغفلوه.. لكنه بداخلنا حجر حراك ينعشنا .. يسعدنا ويجدد فينا طاقة الحياة .. ولا أظن أن من الحكمة أن ننبش وراءه للمزيد.. فما أحدثه ووعيناه يكفينا حتى حين!! رغم ما حدث ويحدث لقوى ملهمة أوجدت لنا عبقريات أدبية وفنية رائدة وباقية بيننا وبقوة جعلتنا لا ندرك من الأقوى إبداعاً المبدع ذاته ام الملهم مفجر ذلك الإبداع؟ تتساءل أحلام مستغانمي في روايتها «ذاكرة الجسد» هل ما كتبه نزار قباني عن ضفائر بلقيس أجمل أم تلك الضفائر التي كان محكومًا عليها ان تبيض وتتساقط شعيراتها؟! وما رسمه ليوناردو دافنشي في ابتسامة واحدة للجوكندا، فهل تجلت عبقريته في تلك الابتسامة العابرة للموناليزا أم في قدرة الفنان المذهلة على نقل احاسيس متناقضة وابتسامة غامضة تجمع بين الحزن والفرح في آن واحد.. فمن منهما المدين بالمجد؟ وبراون الذي اعتمد على حياة دافنشي وكتب روايته «شيفرة دافنشي» وأحدثت زلزالاً في اوساط كثيرة . و «مريا» صلاح أحمد إبراهيم هل بقدر روعة الوصف أم الروعة في خيال شاعرنا. وكما بيكاسو نتمنى أن نجد الإلهام أينما كنا، لإيماننا أنه لا يأتي إلا وسط نقاء وسلام داخلي يفتح له الأبواب ليدخل آمناً مطمئناً.. ولا نرجو يوماً أن يزورنا ويسطر فينا.. حضرنا ولم نجدكم!! إلهامكم!!