لم يتوقع مزارعو الجزيرة وهم يضعون بذور تقاوي القمح في رحم الأرض انهم يحصدون السراب في خاتمة المطاف، وان ما امدهم به البنك الزراعي من تقاوٍ ليست صالحة للزراعة بسبب تغول آفة التخزين «السوسة».. وهناك حالة من الاستياء العام واليأس انتابت مزارعي مشروع الجزيرة جراء الصدمة التي تلقوها من قبل إدارة مشروع الجزيرة بشأن فساد تقاوي القمح، مما يعني فشل الموسم الشتوي وذهاب جهود تحضيرات زراعية ادراج الرياح، إضافة الى تخوفهم وقلقهم من المطالبات والتعهدات التي خطتها ايديهم لدى البنك الزراعي نظير زراعة القمح هذا الموسم، وتوقف مزارعو مشروع الجزيرة عن زراعة القمح في العروة الشتوية بعد أن تبين لهم فساد التقاوي المحسنة التي وزعها البنك الزراعي اقل ما يوصف به أنه كارثة، بعد أن بلغ ضعف الإنبات في المحصول «40%» من الحواشات المزروعة في حين ثار حديث هامس من قبل احد كبار قيادات اتحاد المزارعين بالجزيرة محذرا المزارعين من زراعة التقاوي بحجة أنها غير قابلة للنمو، في وقت تعول فيه حكومة المؤتمر الوطني على زيادة الإنتاج والانتاجية ومحاولاتها المستمية في نزع جلباب فاتورة القمح التي أرهقت كاهل اقتصاد الدولة ورفع الدعم عنه تدريجياً.. وهناك عدة اسئلة تقف ماثلة امام الواقعة حول كيفية دخول مثل هذه التقاوي وتحت اي مايكرسكوب يحقق مواصفات الجودة تم بها فحصها، بالرغم من تحذيرات مراقبين زراعين في وقت سابق من تقاوي القمح التي تم استيرادها من تركيا، واكدوا انها جلبت في وقت متأخر، وأن طريقة تخزينها كانت سيئة مما قد يعرضها للتلف بالرغم استخدام البنك أسلوب التغابي والتلاعب بعقول المزارعين ومحاولة الاحتمالية في ان تحضيرات الارض وراء عدم بطء الانبات، الا ان الخبير الزراعي ورئيس إدارة التقاوي سابقا المهندس انس سر الختم ذهب عكس ما ذهب اليه البنك، واكد ان الارض ليست لها علاقة بمشكلة النمو، وقال ان التقاوي استجلبت في نوفمبر من العام الماضي، مشيراً الى انها وصلت الى البلاد سليمة، ووصف طريقة التخزين بالخطأ ولم تتبع الاجراءات الصحيحة في التخزين، مما ادى الى تعرض الصنف لآفة السوسة بسبب تخزينها في مخازن الدقيق، واكد فشل المعالجات للخروج من الأزمة، واستند في ذلك إلى عدم وجود تقاوٍ كافية بالبلاد، بجانب عدم توفر الوقت للزراعة، واتهم جهات لم يسمها بإجهاض قيام برنامج انتاج التقاوي بالرغم من توجيهات رئاسة الجمهورية. وحاولت ادارة مشروع الجزيرة تلافي ذلك وايجاد علاج ناجع لها، عبر تحذير المزارعين من ري التقاوي الفاسدة بغية استيعاضها باخرى بعد أن تمت زراعة الاولى لمدة اسبوع ولم يحدث اي نبات للمحصول. وفي خطوة اتخذتها وزارة الزراعة والري للتقصي حول الشكاوى التي وردت الى الوزارة من مزارعين في عدة اقسام بشأن تقاوي القمح بمشروع الجزيرة، شكلت لجنة لتقييم الوضع بالمشروع مع هيئة البحوث الزراعية والبنك الزراعي الممول للمزارعين. وأعلن وزيرها تحمله المسؤولية كاملة حال ثبوت خلل من جانب وزارته بشأن قضية تقاوي القمح التركية، وتجاهله الواضح للقضية بتغيير الاتجاه الى تيارات وصراعات سياسية بعيدة كل البعد عن إدارك المزارع الذي جل همه تحقيق انتاجيه تعينه على مشاق الحياة التي أرهقتها سياسات الدولة الحاكمة. وتماشياً مع مقولة «أمانة الصبر ما طيب» طالب اتحاد المزارعين السودانيين الذي حمل وزارة الزراعة مسؤولية ما يحدث، طالب في بيانه المزارعين ومنتجي محصول القمح بالصبر تجاه تقاوي القمح التركية لحين صدور قرار اللجنة الفنية المكونة لهذا الغرض، متجاهلا حقيقة أن المزارع اصبح مغلوباً على أمره بسبب سياسات الدولة في المشروع، ولا يملك غير الصبر والانتظار عند كل كارثة تأتي بأيادي غيرهم، وفي المقابل كشف اتحاد مزارعي الجزيرة أن الصنف تم شراؤه من تركيا في العام الماضي، حيث تم تخزينه لمدة عام وتوزيعه للمزارعين خلال الموسم الشتوي الحالي، لافتاً الى ظهور مشكلة في الإنبات. وكشف عن تكوين لجان من هيئة البحوث الزراعية والاتحاد والبنك الزراعي. ويبقى أن ما يحدث بمشروع الجزيرة يشير إلى إرهاصات خطيرة لا بد يتم تداركها، ومحاسبة من تسبب في الإخفاقات وتلاعب بأرزاق المزارعين البسطاء.