كنا ومازلنا وسنظل من أشد المؤيدين لرئاسة الحاج عطا المنان لمجلس الهلال الجديد، ليس من باب المجاملة أو لأسباب شخصية أو مصلحة ذاتية، ولكن لأنه الرجل المناسب لقيادة الهلال في هذه المرحلة الدقيقة والمنعطف الخطير في تاريخ الهلال الذي يعاني من الخلافات والانقسامات وتراكم الديون، ويحتاج إلى قائد صاحب شخصية قوية وقدرات إدارية وفكرية ومقبول من الجميع، لأنه لم يكن يوماً طرفاً في الصراعات التي أوصلت الهلال لهذه المرحلة من التدهور والتفكك. وقد أكد الحاج عطا المنان جدارته برئاسة الهلال من خلال أحاديثه المسؤولة للصحف والقنوات الفضائية والتي كان آخرها أمس الأول، وكان فيها في قمة المنطق وهو يؤكد أن الخلافات والصراعات هي مشكلة الهلال الكبرى، وبدون حلها لن يستقر النادي ويحقق طموحات جماهيره المشروعة في المنشآت الحديثة والإنجازات الخارجية. وأشار إلى أنه استشعاراً من المجلس بأهمية الموضوع تم تكوين لجنة للم الشمل ستجتمع بكل الشرائح الهلالية وتعمل على توحيد الصفوف، حتى يكون الهلال قوياً بمشاركة الأقطاب والأعلام وكل التنظيمات والروابط، مطالباً الجميع بالتخلي عن عصبية الشلليات والمجموعات من أجل مصلحة الهلال، ودعا الإعلام الهلالي للسعي بين الناس بالحسنى والالتزام بالنقد الموضوعي والبعد عن اثارة المشكلات والفتن، وأن يكون دوره إيجابياً في دفع الناس للوحدة وشحذ همم الترابط والتآخي، بهدف تحقيق الاستقرار والدفع بالهلال نحو أهدافه وغاياته الكبرى. وقد وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الحاج عطا المنان يضع مسألة لم الشمل وتوحيد الصفوف ضمن أولوياته وفي مقدمة خريطة الطريق التي يعمل على تنفيذها خلال فترة ولايته التي لا تتعدى ستة أشهر، ذلك لأنه يؤمن بأنه بدون وحدة حقيقية نابعة من نفوس صافية وصادقة لن يحقق الهلال النجاح في أي مجال حتى لو توفرت له مليارات الدولارات، لأن قوة الهلال في وحدة أبنائه واستقرار أوضاعه التي تهيئ الأجواء لمجلسه الجديد للعمل الجاد والمتواصل لتنفيذ المشروعات ومعالجة كل الأخطاء والمشكلات التي ظلت تنخر في جسد الهلال منذ سنين طويلة، ولذلك رفع الحاج شعار لم الشمل، ودعا الجميع لمعاونته في تحقيقه بوصفه هدفاً استراتيجياً تقوم على ركائزه كل الأهداف الأخرى. وبالنسبة للتسجيلات قال الحاج عطا المنان إن قرارها متروك للجنة الفنية التي نعتقد أن عملها يشوبه الكثير من بطء الحركة الذي تسبب في سفر سيدي بيه قبل الوصول معه لاتفاق بمواصلة مشواره مع الهلال، وهو تصرف قد يتسبب في فقدان الهلال هذا اللاعب الذي يعتبر أفضل محترف لعب للهلال في السنوات الأخيرة، بقدراته الكبيرة ومهاراته العالية في التمرير والحركة السليمة والمراوغة المجدية وخلق الفرص والتهديف بالرأس والقدم، ولذلك فإن نجاح لجنة التسجيلات يعتمد على سرعة الحركة وامتلاكها صلاحية الاختيار والتنفيذ بدفع المبالغ المتفق عليها للاعبين، وليس كما حدث مع كاريكا حيث تم تخفيض مبلغ السنة الأولى من «600» إلى «400» بعد أن تم الاتفاق مع الوكيل، وقد سبق أن نبهت إلى خطورة التلكؤ في عمل لجنة التسجيلات وعدم الالتزام بالاتفاقيات، وقلت بالحرف إن نجاح المجلس الجديد في التسجيلات بضمه نجوماً على مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرات الفنية سيكسبه شعبية كبيرة وسط الجماهير التي ستسانده وتقف خلفه بكل قوة لأداء مهامه وواجباته بالمستوى المطلوب خلال فترة ولايته.. أما إذا فشلت لجنة التسجيلات في ضم أربعة أو خمسة محترفين يصنعون الفارق ويجعلون الفريق قوة ضاربة تشق طريقها نحو منصات التتويج الداخلية والخارجية، فإن هذا المجلس لن يجد من يؤيده حتى لو نجح في كل القضايا الأخرى، لأن فريق الكرة هو الذي صنع شعبية الهلال بعروضه الرائعة وانتصاراته وإنجازاته عبر مسيرة امتدت ثمانين عاماً.. فلا صوت يعلو على صوت معركة التسجيلات التي ينبغي أن توفر لها الإمكانات المادية والصلاحيات الكاملة للجنة التسجيلات لإبرام الصفقات ودفع الأموال، حتى لا تفشل اللجنة في أداء مهمتها وينعكس ذلك على مجلس الإدارة الذي سيواجه بمعارضة جماهيرية شرسة تطالب برحيله، كما حدث ذلك مع الكثير من المجالس السابقة.