كشف الرئيس سلفا كير ميارديت عن معلومات جديدة بشأن المحاولة الانقلابية بتورط قيادات لم يسمها بقبيلة الدينكا في المحاولة، وبالمقابل برأت أرملة زعيم الحركة الراحل د. جون قرانق ربيكا من تورط نائب الرئيس السابق د. رياك مشار في الانقلاب، في الوقت الذي عادت فيه الاشتباكات من جديد فجر ومساء أمس أمام مجمع الوزارات في جوبا، وشهدت المنطقة مواجهات عنيفة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انتوني ويك إن الرئيس سلفا كير ميارديت التقى صباح أمس كبار قادة قبيلة النوير العسكريين والسياسيين بالقصر الرئاسي في جوبا وطلب منهم المساعدة في تهدئة التوتر في العاصمة، وذكر أن رسالة الرئيس لقادة النوير هي أن الحادثة الأخيرة في جوبا كانت نتيجة لمحاولة انقلاب وليست حرباً قبليةً. من جهتها، قالت ربيكا قرنق إن العملية لا تعدو كونها انشقاقاً داخل صفوف الجيش الشعبي، متهمة سلفا كير بقيادة الجنوب نحو ديكتاتورية جديدة، وقالت ربيكا لوسائل الإعلام من منزلها داخل جوبا، إن مشار رجل ديمقراطي ولا يمكن أن يفكر في القيام بانقلاب. في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس بجوبا، وسمع المواطنون بمنازلهم أصوات نيران ومدفعية عنيفة. اعتقال الرؤوس واعتقلت السلطات الأمنية القيادي بالحركة الشعبية باقان أموم والقيادي دينق ألور وكوستا مانيبي وجون لوك ووكيل وزارة الدفاع السابق ومدير جهاز الأمن الداخلي السابق الفريق وياي دينق أجاك ووزير الشباب شارلو أتانق ووزير التعليم السابق بيتر أدوك، كما تمت تصفية القيادي الجنوبي التابع للنوير جون أجاك داخل منزله، وقامت السلطات الأمنية كذلك بعملية دهم واعتقال وتفتيش واسعة أوقفت على إثرها أكثر من «100» شخص، فيما أكدت مصادر خاصة تشكيل الرئيس سلفا كير لحكومة جديدة الأسبوع المقبل، وأوضحت أن التشكيل الجديد بتعيين قادة عسكريين لبعض المواقع فقط. قتلى وجرحى وفي غضون ذلك ارتفعت حصيلة الموتى وسط المواطنين إلى أكثر من «60» شخصاً بحسب إحصائيات غير رسمية، لكن وكيل وزارة الصحة ماكور ماتور قال لإذاعة جوبا أمس، إن عدد القتلى بمستشفى جوبا «26» شخصاً، نافياً علمه بالأعداد الأخرى خارج المستشفى، وبينما عاد الهدوء نسبياً إلى العاصمة، ظلت المدرعات العسكرية تجوب شوارع جوبا التي تحولت إلى ثكنة عسكرية كبيرة بانتشار غير مسبوق لقوات الجيش الشعبي. اشتباكات عنيفة وفي ولاية جونقلي اندلعت اشتباكات عنيفة بين جنود الفرقة الثامنة بالجيش الشعبي بمقاطعة بور، وشهدت مقاطعة البيبور كذلك اشتباكات داخلية بذات الفرقة، وذكر راديو «تمازج» التابع للأمم المتحدة أحداثاً أخرى وقعت بمقاطعة بور وقامت كتيبة من النوير انضمت إلى كتيبة من معسكر «غوموروك» بالدخول في اشتباكات مع آخرين، وأبان أن هناك بعض الإصابات بينها ضابط برتبة نقيب. فرار الآلاف وفي السياق نفسه، قالت البعثة الدبلوماسية السودانية في جنوب السودان إن كل الرعايا السودانيين والبعثة الرسمية بخير ولم تقع أية إصابات وسطهم، بينما أعلن وزير الخارجية علي كرتي أن السودان حريص على استقرار جنوب السودان، ويمضي في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك، وأبلغ كرتي المبعوث الصيني لإفريقيا في لقاء بوزارة الخارجية أمس، أن السودان حريص على استقرار الجنوب. وفي سياق متصل، قال المندوب الخاص للأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر في تغريدة على تويتر أمس الثلاثاء، إن نحو «13» ألف شخص لجأوا إلى قواعد المنظمة الدولية، وقال المبعوث الأمريكي الخاص بجنوب السودان، دونالد بوث، ل «بي بي سي» إن المطار أُغلق، وإن الاتصالات الهاتفية أصبحت مقيدة بشدة. وأكد شهود عيان أن القتال لا يزال مستمراً، لكنه بصورة متقطعة ويسمع في عدد من الشوارع القربية من مقار الجيش، في حين لا تزال شوارع المدينة خالية من المارة. وذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» من عاصمة الجنوب: «سمعت أصوات إطلاق نار من أسلحة ثقيلة من ناحية مقر القيادة العامة لقوات الجيش الشعبي، وأن صوت الأسلحة لا يزال مسموعاً حتى التاسعة من الصباح». قلق إفريقي من ناحيته، عبر الاتحاد الإفريقي عن قلقه البالغ إزاء تطور الأحداث بدولة الجنوب. ودعت رئيسة الاتحاد د. نكوسازانا زوما، قيادات جنوب السودان وجميع أصحاب المصلحة الآخرين لممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي تصعيد، وحثت على حل الإشكال بالطرق السلمية، مشددة على ضرورة احترام القانون والشرعية الدستورية، وأعلنت عن استعداد الاتحاد للمساعدة في إيجاد حل للوضع.