قال منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة بدولة جنوب السودان توبي لانزير إن أجواء الخوف واليأس يسيطران على البلاد وسط ازدياد حدة العنف في البلاد، في الوقت الذي وجهت فيه بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان نداء إلى الأطراف السياسية المتناحرة من أجل التوصل إلى هدنة والاتفاق على إجراء مفاوضات مفتوحة، وبحسب لانزير فإن المدنيين يحتمون في ملاجئ الأممالمتحدة وسط تدهور الوضع الأمني في البلاد، كما أن البعض منهم يختبئون في الأدغال، بالتالي فإن المعارك إذا استمرت على الشكل الدائر عليه اليوم، فمن المرجح لها أن تؤدي إلى تقسيم البلاد خاصة وأن كل طرف يحاول أن يسيطر على المناطق النفطية لأنها توفر له الإمكانيات التي تتيح له تغطية نفقات الحرب في حال طال أمدها، وفيما يلي تفاصيل يوم أمس: المجتمع الدولي ينتظر كشفت نشرة «ديبكا» الاستخباراتية بأن إسرائيل والأممالمتحدة والزعماء الأفارقة أوقفوا مفاوضاتهم مع رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميادريت ونائبه السابق رياك مشار، وقالت النشرة الاستخبارية الإسرائيلية أمس أن كل محاولات رأب الصدع بين المجموعتين بات بالفشل، وأن جميع الأطراف الدوليين ينتظرون المعركة القادمة بين قواتي سلفا كير ومشار في ولاية جونقلي. «برنت» يرتفع ارتفع خام برنت صوب «112» دولاراً للبرميل أمس، بفعل الصراع في جنوب السودان والذي يهدد إمدادات النفط في وقت تعاني فيه السوق بالفعل من جراء تعطيلات الإنتاج الليبي. ويترقب المتعاملون أنباء عن إضرابات في فرنسا أدت لتوقف ثلث طاقة التكرير في البلاد. وارتفع سعر خام برنت «27» سنتاً، إلى «111.83» دولار للبرميل، وصعد سعر الخام الأمريكي «25» سنتاً، ليصل إلى «99.16» دولار، وتغلق بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» قبل الموعد المعتاد بساعة. ونزل إنتاج جنوب السودان بواقع «45» ألف برميل يومياً إلى «200» ألف برميل يومياً بعد إغلاق حقول النفط بولاية الوحدة بسبب معارك. وقالت «جيه. بى. سي إنرجي» في تقرير مع اقتراب العام من نهايته يتنامى خطر اندلاع حرب أهلية شاملة مما يهدد إنتاج البلاد البالغ نحو «250» ألف برميل يومياً. مشار وكيري بحث نائب رئيس جنوب السودان السابق، رياك مشار هاتفياً مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تطورات الأوضاع في جنوب السودان. وذكر راديو فرنسا الدولي أمس، أن مشار يقوم حاليًا بتشكيل وفد رفيع المستوى للمشاركة في المباحثات المقبلة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت. وأضاف الراديو: أن مباحثات مشار سلفا كير ستكون في عاصمة إثيوبيا «أديس أبابا» مشيرًا إلى أن مشار يطالب برحيل سلفا كير، وتنظيم انتخابات حرة ومستقلة. انتقاد امريكي وجه المبعوث السابق للولايات المتحدة إلى السودان وجنوب السودان برينستون ليمان انتقادات نادرة لرئيس جنوب السودان سلفا كير عندما قال إنه مسؤول عن أعمال العنف الحالية التي اجتاحت البلاد، وقال السفير ليمان في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إن سلفا كير تردد في قبول التحول الديمقراطي داخل حزبه الحاكم الحركة الشعبية مما أسفر عن الفوضى الحالية. «45» ألف لاجئ أوردت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية خبرًا يُفيد بأن منظمة الأممالمتحدة أعلنت أمس أن «45» ألف مدني على الأقل في الجنوب لجأوا إلى القواعد الأممية في جنوب السودان، في الوقت الذي وصلت فيه المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار إلى خمس ولايات من إجمالي عشر ولايات في البلاد. وقد لجأ «20» ألف شخص على الأقل في قاعدتين في جوبا، عاصمة جنوب السودان، ولجأ «17» ألف آخرين في قاعدة أخرى في بور، عاصمة ولاية جونقلي، و«7» آلاف آخرين في القاعدة في بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة، الغنية بالنفط. وتقع مدينتا بور وبانتيو في أيدي المتمردين. وأضاف مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان له أن عدد النازحين جراء الأزمة الحالية في جنوب السودان يُقدر ب «81» ألف شخص. كما تطرق مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى وقوع معارك في ولايتي أعالي النيل وشرق الإستوائية وكذلك ولاية وسط الإستوائية، معربًا عن خوفه من ارتفاع عدد النازحين. وربما قد يكون مئات الآلاف من الناس قد هربوا إلى الأدغال. ورسمياً، أسفرت المعارك التي شهدتها جنوب السودان منذ أكثر من أسبوع عن سقوط «500» قتيل. ولكن، تعد هذه الحصيلة بالتأكيد أقل بكثير. وأضافت الأممالمتحدة: هناك معلومات موثوق فيها بوقوع انتهاكات ضد المدنيين في مختلف أنحاء البلاد، وبصفة خاصة أعمال القتل. قوات جديدة أفادت إذاعة «صوت أمريكا» (VOICE OF AMERICA) أن الولاياتالمتحدة قد أعلنت أن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي تلقوا الاقتراح المقدّم بشأن إرسال «5500» من قوات حفظ السلام إلى جنوب السودان، لحماية المدنيين من أحداث العنف المتصاعدة هناك، من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور إن جنوب السودان في خطر، وعلى قادتها أن تختار إما أن تدخل في حوار لحل الأزمة أو أن تمزّق الدولة إربًا، وأوضحت الأممالمتحدة، أن العنف الدموي بجنوب السودان ينطوي على عنصر عرقي واضح بين جماعتي الدينكا المنتمي لها الرئيس سلفا كير، والنوير المنتمي لها نائبه المخلوع ريك مشار. وقالت السفيرة سامنثا، إن مستقبل جنوب السودان في خطر، وطالبت القيادة السياسية في جوبا بتجنب المزيد من إراقة الدماء واستعادة الاستقرار في البلاد. وذكرت المندوبة الأمريكية، في تصريحات للصحافيين، أن عدد المشردين من جراء الأزمة الحالية في جنوب السودان وصل إلى أكثر من «100» ألف شخص، تأوي الأممالمتحدة منهم «45» ألفًا من المدنيين الفارين من أعمال القتال. وأوضحت السفيرة الأمريكية، عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأزمة في جنوب السودان، أن التقارير التي استمع إليها ممثلو الدول الأعضاء في جلسة المشاورات المغلقة، تدعو إلى القلق الشديد، وأثنت المندوب الأمريكية، على التحرك السريع الذي أبداه الأمين العام إزاء الأزمة في جنوب السودان، وقالت: إن هناك رغبة عارمة داخل المجلس للتحرك السريع، مشيرة إلى أن نشر القوات الإضافية في جنوب السودان لن يكون فوريًا، وأن الأمر قد يستغرق بضعة أيام لنقل الجنود والمعدات. بدوره طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إرسال «5500» جندي إضافي من قوات الأممالمتحدة إلى جنوب السودان. وقال بان للصحافيين: سأرسل خطاباً إلى مجلس الأمن يتضمن توصياتي بزيادة قدرة الحماية لبعثة الأممالمتحدة بقوات إضافية وشرطة ودعم في مجال الإمداد والتموين. وأشار إلى أن الأممالمتحدة تتصل بالفعل بالدول لتطلب منها المساهمة بقوات وإمدادات. ويبلغ عدد البعثة حالياً «7000» جندي و«900» شرطي، وأكثر من ألفي مدني. أشتون تطالب طالبت مسؤولة الأمن والعلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى الأطراف المتنازعة في جنوب السودان بالتخلي عن استخدام السلاح، وإبرام هدنة فيما بينها. وقالت كاثرين أشتون، في بيان نشر أمس في بروكسل: على جميع الأطراف السياسية الفاعلة«في جنوب السودان» أن تبدأ حوارًا سياسيًا على الفور لحسم نقاط النزاع بينها. ورأت أشتون، أن العنف لن يؤدي إلى شيء، وأكدت ضرورة إشراك المتمردين والسجناء في هذا الحوار، وقالت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم مثل هذه المحادثات. بدورها أعلنت المفوضية الأوروبية عن تخصيص «50» مليون يورو «42ر68 مليون دولار» كمساعدات طارئة استجابة للأزمة الإنسانية التي يشهدها جنوب السودان حالياً على خلفية الاشتباكات الدائرة هناك. شفا الانهيار سلطت مجلة «جون أفريك» الفرنسية الصادرة أمس في باريس، الضوء على تطورات الوضع في جنوب السودان التي وصفتها بأنها الدولة الوليدة التي توجد حاليًا على شفا الانهيار. وقالت: إنه في غضون أيام قليلة، تنحدر جنوب السودان على طريق الحرب الأهلية بسبب المنافسات السياسية الداخلية، والصراعات العرقية القديمة والمصالح النفطية الضخمة. مخاوف إنتاج النفط ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الأزمة في جنوب السودان التي أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص بدأت تضرب إمدادات النفط العالمية، وتضيف إلى آثار خسائر الإنتاج في نيجيريا وليبيا وتشكل ضغطاً على الأسعار. وقالت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن إفريقيا حلت محل الشرق الأوسط كمركز للقلق بشأن إمدادات النفط العالمية بسبب العراقيل التي تواجهها مؤخرًا في الدول الثلاث الغنية بالنفط. مذبحة رواندا رأت صحيفة «الوطن» القطرية الصادرة أمس في افتتاحيتها، أن المشهد الراهن في جنوب السودان يشبه مذبحة رواندا، وهي مجزرة عنف قبلي منظم أدت إلى موت مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الروانديين الأبرياء، وإلى تمزيق المجتمع الرواندي. وقالت: إن جنوب السودان التي اختارت الانفصال عن السودان الأم وكأنها تسير إلى المأساة ذاتها، وكأن مئات القتلى الذين سقطوا في الساعات الأولى لنشوب الصراع الدموي بين رئيس البلاد ونائبه عود الثقاب الذي سيضرم النار في أنحاء البلاد. وخلصت الوطن إلى أنه وفي الوقت ذاته لا يمكن استبعاد أن تؤدي تدخلات إقليمية في هذا النزاع، مثل وصول وحدات عسكرية أوغندية لتأمين العاصمة إلى توسيع دائرة الصراع على نحو لا يخدم أحداً بقدر ما يضر جميع الأطراف، ومن المؤسف أن طرفي الصراع يعلنان استعدادهما للحوار، بينما الحقائق العسكرية على الأرض تؤكد نواياهما التصعيد وخوض قتال ضار. «3» آلاف أجنبي في بور كشف مسؤول أممي رفيع المستوى أمس، عن وجود مواطنين بريطانيين وكنديين وكينيين ضمن ثلاثة آلاف أجنبي محاصرين حاليًا في مدينة بور، وهي أحد أكثر المناطق التي تشهد أعمال عنف بجنوب السودان. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن توبى لانزر منسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة، أن مواطنين أستراليين وأوغنديين وإثيوبيين يوجدون حاليًا ضمن «17» ألف شخص لجأوا إلى مقر الأممالمتحدة في بور طلبًا للحماية. تهديد بالسلاح تعرض أعضاء سويديون ببعثة الأممالمتحدة إلى جنوب السودان للتهديد بالسلاح من قبل جنود مسلحين، وذلك أثناء قيامهم بفحص مروحيات تابعة للأمم المتحدة في مطار العاصمة جوبا. ونقل راديو السويد أمس عن رئيس فريق السويد المكون من خمسة ضباط الكولونيل توماس ويسمان قوله إنه لم يتم إطلاق النار على الفريق بشكل مباشر، لكنهم تم تهديدهم فى ظل تزايد أعمال العنف فى جوبا. وأشار ويسمان إلى أن المنطقة القريبة من المطار شهدت إطلاق نار كثيف خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب القتال العنيف بين قبائل متناحرة فى المنطقة. كوريا تنفي نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سوك في مؤتمر صحفي أمس أن تكون الوزارة بصدد إرسال قوات إضافية إلى جنوب السودان التي يخيم عليها شبح الحرب الأهلية. وأوضح كيم أن الوزارة لم تتلق طلبا رسميا من الأممالمتحدة بإرسال قوات إضافية إلى جنوب السودان، موضحاً أن الحكومة ستدرس الطلب بشكل شامل في حال تلقيه من الأممالمتحدة. وأشار كيم فيما يخص وضع القوات الكورية الجنوبية المتمركزة في بلدة بور إلى أن القوات آمنة عسكرياً في الوقت الراهن، قائلا إن هناك حالة وقف إطلاق نار حالياً بين قوات جيش جنوب السودان والفصائل المسلحة المتمركزة شمال مدينة بور. وأشارت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية إلى أن هذا الإيضاح يأتي بعد طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من مجلس الأمن الدولى إرسال «5500» جندي ضمن قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام من أجل حماية الشعب في جنوب السودان.