استمرت المعارك الميدانية في دولة جنوب السودان في «7» ولايات مختلفة، بينما تزداد الأوضاع الإنسانية تردياً، مع فرار أكثر من ربع مليون شخص من منازلهم، بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حتى يوم أمس «الأحد»، في وقت يبدو أن المحادثات التي قامت لإنهاء الصراعات والاقتتال في الدولة الوليدة دخلت نفقاً مظلماً، خاصة بعد فشل الوسطاء فى إقناع وفدي الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه المقال ريك مشار بتقديم تنازلات، بعد خلافات حادة بين المفاوضين والوسطاء حول الأجندة التفاوضية، هذا بجانب عدم جدية وفدي المفاوضات، خاصة أن الشخصيات المشاركة في المفاوضات لا تزال دون المستوى المطلوب لأجل تقديم تنازلات جدية تثمر عنها وقف إطلاق النار المرتقب، وفيما يلي تفاصيل أحداث دولة جنوب السودان يوم أمس: قتلى سودانيين أفاد شهود من ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان عن مقتل اثنين من السودانيين واختطاف آخر على مقربة من مقر الأممالمتحدة على أيدي المليشيات الموالية لمشار وسط شكاوى من تراجع الأوضاع الأمنية، ويطالبون الأممالمتحدة ودولة جنوب السودان بترحيلهم إلى معسكر إيدا، وشكا أحمد عيسى وهو لاجيء سوداني من مقر الأممالمتحدة، من تراجع الأوضاع الأمنية، وقال إنهم يطالبون الأممالمتحدة ودولة جنوب السودان بترحيلهم إلى معسكر إيدا، وذكر أحمد عيسى من مقر الأممالمتحدة بربكونا أن هنالك «2800» سوداني تقطعت بهم السبل بمقر الأممالمتحدة جراء الاشتباكات الأخيرة في ولاية الوحدة وهم وسط أوضاع أمنية صعبة بسبب التهديدات المستمرة من قبل المليشيات الموالية لمشار، وكشف عن أن هنالك اثنين من السودانيين تم قتلهما على مقربة من مقر الأممالمتحدة على أيدي المليشيات وهما حيدر كوكو وعادل إبراهيم، هذا إلى جانب اختطاف التاجر آدم إسماعيل، وقال إن الخاطفين يطالبون بفدية قدرها «2» مليون لإطلاق سراحه، وطالبوا الأممالمتحدة ودولة جنوب السودان بترحيلهم إلى معسكر «إيدا» بسبب المخاوف الأمنية بمقر البعثة الأممية في ربكونا. إجلاء سوداني قال سفير السودان في جوبا د. مطرف صديق إنه يجري إجلاء السودانيين الذين فروا من القتال في مدينة بور وبانتيو، وأشار في تصريح لإذاعة «العين» الجنوبية إلى أنه تم إجلاء السودانيين الذين تضرروا جراء الأحداث، مشيراً إلى أن الذين جاءوا من بور فقدوا كل شيء وليس لديهم ما ينفقونه في جوبا، وقال السفير إنه تم إجلاء السودانيين من ولاية الوحدة. مشارف جوبا نفت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ((UNMIS أنه قد جرى قتال حول العاصمة جوبا، وكان الكولونيل مايك في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) قال إن مجموعتين مسلحتين كانوا يقاتلون حوالي «40» ميلاً في الطريق بين بور و جوبا، من جانبه أكد القائد العام للمتمردين كول شول بأن مدينة بور تحت سيطرة قوات مشار، وأن المعارك التي دارت يوم الجمعة الماضية أدت لتراجع القوات الحكومية إلى جوبا مرة أخرى ومنعهم من التقدم، وقال القائد إنهم حالياً يسعون لضم الجنود المؤيدين لسلفا كير وإنهم سيدخلون جوبا قريباً، وأشار القائد المتمرد إلى أن حكومة جوبا لا تقول الحقيقة للمواطنين بشأن ما يجري حالياً من معارك وأن المتحدثين الرسميين يكذبون على الرأي العام الجنوبي بشأن تلك المعارك، واصفاً حديث المتحدث باسم الجيش فيليب أغوير عن نيتهم مهاجمة بانتيو مجرد دعاية لرفع الروح المعنوية للمحبطين في الجيش الحكومي، كما حذر القائد سكان جوبا بالبقاء في منازلهم أو اللجوء إلى مجمعات الأممالمتحدة لأن اقتحام العاصمة قريب. طرد قناة الجزيرة قامت سلطات دولة الجنوب بطرد مراسل قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية بسبب نقله تقريراً متلفزاً عن التطورات العسكرية في البلاد، بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انتوني ويك، وقال شاهد عيان إن مراسل قناة الجزيرة «محمد أدو» غادر تحت حراسة أمنية وأن تقاريره التي تحدثت عن تقدم قوات مشار أزعجت المسؤولين الحكوميين، عندما قال مراسل الجزيرة إن قوات مشار بالقرب من جوبا في مكان بولاية وسط الإستوائية، بدوره قال المتحدث باسم الرئاسة إن بلاده لم تطرد كامل طاقم القناة الفضائية الذين لا يزالون يعملون بالجنوب، وإنما فقط المراسل «محمد أدو». آلاف النازحين دفعت المواجهة المسلحة في جنوب السودان آلاف الأشخاص إلى النزوح، وفق ما أعلن عنه مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي ناشد طرفي النزاع تسهيل وصول وكالات الإغاثة إلى المدنيين. وقال ينس لاركي المتحدث باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية بجنيف إن ستين ألف شخص لجأوا لقواعد الأممالمتحدةبجنوب السودان، وأشار إلى أن المنظمة تعمل على توسيع نطاق عملها خاصة المدن الأكثر تضرراً بسبب العنف، والمواقع الريفية حيث فر المدنيون من أجل سلامتهم. وأضاف أن المنظمة الأممية أطلقت خطة ستتيح تقديم المزيد من المساعدات للأشخاص الأكثر تضرراً من الأزمة، وتشمل «628» ألف شخص على مدى الأشهر الثلاثة القادمة، مؤكداً أن وكالات الإغاثة ستحتاج إلى «166» مليون دولار من المانحين الدوليين لتطبيق خطتها الإغاثية. بدوره نبه منسق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة في جنوب السودان، توبي لانزر، الجنود والمتمردين لضرورة حماية المدنيين والعاملين في الوكالات الإنسانية، وإلا فإن الوضع الصعب أساساً سيتفاقم. الآلاف إلى يوغندا عبر الآلاف من المدنيين الجنوبيين النازحين بسبب العنف بلدة نمولي الحدودية في طريقهم إلى يوغندا حيث سيتم تسجيلهم كلاجئين، ويخيم الكثيرون في شوارع نمولي، ومعظم اللاجئين هم من النساء والأطفال، وقال شاهد عيان في بلدة نمولي إن العديد من اللاجئين جاءوا من بور و جوبا، وأضاف أنه لولا أقاربه في نمولي لكن اضطر للنوم في الشوارع قبل أن ينتقل إلى يوغندا، مشيرا إلى أن الطقس بارد حالياً، ويقول شاهد العيان إن هناك ارتفاعا خياليا لأسعار المواد الغذائية في نمولي منذ أن أصبحت البلدة منطقة عبور لأولئك الذين يعبرون ليوغندا، كما أنهم يعانون من مشكلة مياه الشرب مما يضطر النساء بالنوم عند نقطة المياه بسبب ضخامة الطابور للوصول إلى الحنفية. «لا» تنازلات استبعد سفير جمهورية جنوب السودان لدى الصين، ألوزاي موجا يوكوي، أن تقدم حكومة بلاده أية تنازلات قبل وقف إطلاق النار، مضيفاً، أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عودة المتمردين لعقولهم والاحتكام لصندوق الانتخابات، وقال يوكوي، فى تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، إن الصراع في جنوب السودان ليس عرقياً، إنما هو محاولة تمرد من قبل مجموعة أشخاص تريد الإطاحة برئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وأضاف يوكودي، أن هؤلاء الأشخاص ال «11» الذين ألقي القبض عليهم هم خليط من قبائل عدة من «الدينكا والنوير والشلك» وغيرهم، ولا يعني وجود واحد أو اثنين من النوير مثلاً أن كل النوير مع هؤلاء المتمردين. كيري يدعو ذكرت صحيفة (THE DAILY STAR )، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد دعا لدعم محادثات السلام في جنوب السودان، محذرًا من استخدام أي طرف القوة لتكون له اليد العُليا في المحادثات. وتوقّع كيري، أن تكون المحادثات المباشرة أكثر موضوعية. وقال كيري: يجب أن تكون المفاوضات جادة بما يتناسب مع خطورة الوضع الحالي، ولا يكون قرار تأخيرها أمس وسيلة تهدف إلى مواصلة القتال على حساب أرواح شعب جنوب السودان. وأضاف: سنعمل على تطبيق الضغوط الدولية على أي فصيل يحاول استخدام القوة للاستيلاء على السلطة، لأن هذا الأسلوب غير مقبول، وفي ذات السياق أكدت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ما زالت تدعم بشكل عميق وقوى الجهود الإقليمية والدولية التى تبذل من أجل إنهاء أعمال العنف الراهنة فى جنوب السودان. ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن المتحدثة قولها إن الولاياتالمتحدة ما زالت عند رأيها بضرورة مغادرة المواطنين الأمريكيين فى جنوب السودان على الفور. وأضافت المتحدثة تقول إن طائرة عسكرية من طراز سي 130 تابعة للبحرية الأمريكية قامت الجمعة بإجلاء دفعة أخرى يبلغ عددها نحو عشرين شخصاً من أفراد السفارة الأمريكية في جنوب السودان، غير أن السفير الأمريكي فى جوبا مازال موجودا هناك. وكان الكولونيل ستيفن وارنر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قد أكد مؤخرا أن البنتاجون على استعداد لتلبية أية طلبات تصدر عن وزارة الخارجية لإجلاء الدفعة الباقية من الأمريكيين في جوبا عاصمة جنوب السودان. وفي الإطار قالت الصحيفة الأمريكية (NEW YORK TIMES) نيويورك تايمز إن جنوب السودان صناعة أمريكية بشكل أو بآخر؛ حيث خرجت تلك الدولة الحديثة عن السودان التي مزقتها الحرب في استفتاء نظمته الولاياتالمتحدة، ومنظماتها الهشة كلها قائمة بمساعدات أمريكية تقدر بمليارات الدولارات. وأضافت الصحيفة، أن الصراع الغامض العنيف في جنوب السودان جعل إدارة أوباما تسعى جاهدة لمنع تفكك إنجاز أمريكي كبير في إفريقيا.
