ترجمة: المثنى عبد القادر وجه رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وزير العدل بحكومة بلاده بتسريع إنهاء التحقيق مع المعتقلين السياسيين البالغ عددهم «11» شخصاً، حتى يتسنى له إصدار قرار بالإفراج عنهم استجابةً للضغوط الدولية التي طالبته بذلك. فيما ترددت أنباء عن إطلاق نار بالقرب من مقر الأمن القومي في مدينة جوبا حيث يحتجز المعتقلون، وأن قوات الأمن نزلت إلى الشوارع منذ الساعة الخامسة مساءً أمس، ونصحوا المواطنين بالبقاء في منازلهم دون معرفة الأسباب، مما جعل التجار يغلقون محلاتهم التجارية. ونقلت «سودان تربيون» أمس، أن وزير خارجية إثيوبيا سيوم مسفن الذي التقى مشار ضمن وفد «إيقاد» كشف عن مقترح تقدمت به الوساطة لسلفا كير بإطلاق سراح المعتقلين، ليشاركوا في عملية التفاوض على أن يظلوا تحت وصاية الأممالمتحدة والإيقاد. وقال مسفن إن سلفا كير أبدى استعداده للنظر في أية طريقة من شأنها معالجة ذلك، وأوضح أن بعض المعتقلين لديهم تهم يجب أن يسمع ردهم فيها والتعامل معهم وفق القانون. إلى ذلك واجهت مفاوضات أديس أبابا بين وفدي حكومة الجنوب ورياك مشار عقبة جديدة أمس، إذ اعترض بعض المشاركين على عقد جلسات الحوار في ملهى «غازلايت» الليلي في العاصمة الإثيوبية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر مقربة من المفاوضات قولها إن بعض المشاركين غير راضين بسبب الصخب في القاعة ومساحتها الكبيرة وإضاءتها الضعيفة. وفي ذات السياق نجا رئيس الأركان في جيش الشعبي الجنرال جيمس هوث ماي من محاولة اغتيال خلال زيارته لولاية أعالي النيل، وبحسب مصادر استخبارية فإن هوث زار أمس الأول مدينة بانتيو ثم كان متجهاً إلى ملكال قبل عودته إلى جوبا، وتعرض موكبه لإطلاق نار من قبل مجموعة موالية لمشار في منطقة بولينت مما اضطره للعودة إلى ملكال والمغادرة إلى جوبا على الفور عبر الطيران، ونقلت مصادر عسكرية أن الجنرال هوث كان هدفاً محتملاً، وأن قوات مشار نصبت له كميناً للقافلة العسكرية وتم صدها. وقال مراسل «سكاي نيوز عربية» إن قوات خصم رئيس جنوب السودان سلفا كير، نجحت في الاستيلاء على مدينة ملكال الاستراتيجية، عاصمة ولاية أعالي النيل. وكشفت مصادر استخبارية أن قوة من الجيش الشعبي ترافقها قوات يوغندية اتجهت إلى مدينة بور أمس، بينما أكدت مصادر أن طائرات مجهولة قصفت مواقع الجيش الأبيض في مدينة بور، وأضافت أن الطائرات استهدفت دفاعات عسكرية للجيش الأبيض موجودة في وسط الحي التجاري في المدينة. ومن ناحيته أصدر الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني قراراً بتعيين العقيد كايانجا موهانغا قائداً عاماً للقوات اليوغندية المشاركة في العمليات العسكرية في دولة جنوب السودان، وبحسب صحيفة ديلي مونيتور اليوغندية الصادرة أمس فإن العقيد موهانغا يعمل حالياً قائداً للشرطة العسكرية. الى ذلك قال القيادي الجنوبي المحاضر بجامعة هارفرد الأميركية لوكا بيونق، إن تجاوز وساطة «إيقاد» لوفدي المفاوضات بأديس أبابا والتفاوض مباشرة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه المعزول رياك مشار، يضع صدقية وجدوى المباحثات على المحك. وعزا لوكا في حديث ل «شبكة الشروق» سعي الوسطاء لعقد لقاءات مع سلفا كير ومشار والمعتقلين في جوبا، إلى انعدام ثقتهم في وفدي المفاوضات، وأضاف قائلاً: «يبدو أن لديهم شكوكاً حول التفويض الكامل للوفدين». وأكد أن عدم اعتراف الوسطاء بالمفاوضين من شأنه هز الثقة في جدوى التفاوض، كما أنه يقلل من مصداقية رؤساء الوفدين فضلاً عن إبراز ازدواجية التعامل التي تضعف فرص التوصل إلى تسوية. ونصح لوكا وساطة «إيقاد» بتعزيز الثقة في وفدي التفاوض، على أن يوكل لرئيس الوفد الحكومي نيال دينق ورئيس وفد المنشقين تعبان دينق مهمة الرجوع والتشاور مع سلفا كير ومشار.