يقول مشردون من منازلهم بسبب القتال في جنوب السودان، إنهم يشعرون بخوف شديد من العودة، رغم التقدم الذي أحرزه جيش جنوب السودان على الأرض ضد المتمردين في الأيام الأخيرة. وتستعيد الحكومة السيطرة على عدة مدن مرة أخرى، بعد الصراع الذى بدأ فى الخامس عشر من ديسمبر الماضى، عندما سيطر المتمردون على عدة مدن رئيسية، لكن النازحين، الذين يعيشون فى ظروف صعبة داخل مقر بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان فى جوبا، يقولون إنهم يخشون من القتل إذا عادوا إلى ديارهم. وقالت سيدة تدعى غريس إنها من قبيلة النوير لم تكشف عن اسم عائلتها لو عاد المرء إلى الديار، سيأتون ويقتلونه، يريدون منا العودة لكى يقتلونا. فيما يلى تفاصيل الاحداث بدولة جنوب السودان امس: العدل والمساواة كشفت تقارير صحفية جنوبية ان متمردي حركة العدل والمساواة غادروا مدينة بانتيو عقب مساعدتهم لقوات سلفا كير في تحرير المدينة من متمردي رياك مشار، وبحسب مصادر التقارير فإن الحركة شاركت في العمليات بناء على طلب الرئيس سلفا كير ميادريت لمساعدته في طرد المتمردين، واضاف المصدر ان الحركة انتقلت المجموعة بعد الاستيلاء شمالاً إلى حدود السودان عبر مقاطعة باريانغ. مظاهرات جوبا خرج المئات من انصار الرئيس سلفا كير ميادريت في عاصمة جنوب السودان جوبا ظهر امس احتجاجًا على وجود بعثة الاممالمتحدة في البلاد وممثلتها هيلدا جونسون، وتأتي الاحتجاجات عقب اتهام سلفا كير لبعثة الأممالمتحدة ب «عدم الحياد» في الصراع الدائر في البلاد، مشيراً إلى وقوفها إلى جانب التمرد، قائلاً: عليهم «الأممالمتحدة» أن يخجلوا من تصرفاتهم في جنوب السودان، البعثة تتصرف في جنوب السودان وكأنها هي الحكومة، فإذا أراد بان كي مون ذلك، فعليه أن يعلنها صراحة. مشروع الاتفاق تنشر «الإنتباهة» مسودة الاتفاق النهائي بشأن وقف الأعمال العدائية بين حكومة جنوب السودان والمتمردين الموالين لنائب الرئيس المعزول رياك مشار، المتوقع ان يتم التوقيع عليها قبل نهاية شهر يناير الجارى، والتى سلم فريق الوساطة التابع ل «الإيغاد» نسخة منها الى الطرفين يوم الجمعة الماضية والتى تأتي محاورها بوقف وقف الدعاية المعادية للطرفين، وحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي مزقتها الحرب، والوقف الفوري للأعمال العدائية وغيرها، ويتحدث مشروع الاتفاق المتوقع أن يتم التوقيع عليه قريبًا بين الطرفين في أديس أبابا إنشاء آليات للرصد وفريق للتحقق ووضع طرق لتنفيذ اتفاق السلام. ووفقًا لمشروع الاتفاق فإنه يطالب الأطراف بوقف وسائل الاعلام المعادية والحملات الدعائية الأخرى بما في ذلك أي عمل قد يقوض عملية السلام، وخاصة تلك التي التى تتناول الكراهية العرقية، من خلال أي شكل من أشكال وسائل الإعلام، بجانب التوقف عن ارتكاب هجمات على السكان المدنيين ووضع آليات لحماية حقوق الإنسان، وحفظ الأرواح والممتلكات على النحو المنصوص عليه من قبل مختلف الاعراف الوطنية والاقليمية والدولية، وايضًا سيكون فريق الرصد والمتابعة لتنفيذ الاتفاق باقامة مقر في جوبا لضمان أقصى قدر من التغطية وخفة الحركة، ويدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ بعد 24 ساعة من توقيع الأطراف. إعلان الطوارئ طلب رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، من البرلمان الموافقة بشكل عاجل على إعلان حالة الطوارئ فى ولاية أعالى النيل الغنية بالنفط، حيث تدور الاشتباكات بين قوات الحكومة والمتمردين. وبحسب وثيقة نشرها البرلمان طلب سلفا كير قطع عطلة البرلمان وعقد جلسة طارئة لتمرير قرار إعلان حالة الطوارئ خلال 15 يومًا. وتدور الاشتباكات بين الجيش والمتمردين المؤيدين لنائب سلفا كير سابقًا رياك مشار، من أجل السيطرة على عاصمة الولاية مدينة ملكال التى تبادل الجانبان السيطرة عليها مرارًا. كاتومبا يحذر مشار وحذر رئيس هيئة الاركان بالقوات اليوغندية القائد العام للجيش الجنرال كاتومبا وامالا زعيم التمرد في جنوب السودان الدكتور رياك مشار لعدم ذريعة التدخل اليوغندي لرفض محادثات السلام، وقال القائد اليوغندي ان مشار يستخدم القوات اليوغندية ذريعة لعدم الجلوس في طاولة المفاوضات لاحلال السلام، وقال مصدر حضر اجتماع مشار مع المبعوثين الدوليين بان زعيم التمرد شدد على انسحاب يوغندا من جنوب السودان قبل حدودث اى اتفاق للمحادثات. وفد يوغندي كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الأوغندي بادي أناكوندا، ان «9» جنود يوغنديين فقط لقوا حتفهم خلال المعارك في دولة جنوب في الكمين الذي قامت به قوات مشار للجيش اليوغندي وليس «250» كما اوردت تقارير صحفية، واشار انكوندا ان قوات بلاده لن تبقى في جنوب السودان طويلاً وانهم سيغادرون بمجرد احلال السلام، واشار الناطق باسم الجيش بانه عاد شخصيًا برفقة وفد عسكري من بور صباح امس. برلمان شرق إفريقيا عقد برلمانيو دول شرق افريقيا جلسة خاصة بشأن الصراع في دولة جنوب السودان في كمبالا امس، فيما من المتوقع ان يفتتح الرئيس الجلسة، بدورها اعربت مارغريت نانتونجو رئيسية برلمان دول شرق إفريقيا عن أسف أعضاء البرلمان للصراعات الجارية في جنوب السودان واعدة ببذل كل ما يلزم لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد لأثرها السالب على الدول الأعضاء الأخرى، كما اشار البرلمانيون إلى التحديات التى تواجه الدول بشان اللاجئين في جنوب السودان. تقرير أممي قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ايفان سيمونيفيتش إن تقريرًا أوليًا سيصدر خلال الأسبوعين المقبلين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات الحكومية والمعارضة لها في الصراع الدائر في جنوب السودان منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي. وأكد المسئول الأممي في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأممالمتحدة في نيويورك عقب عودته من جوبا تورط قيادات ومسؤولين كبار في حكومة جنوب السودان وقوات نائب رئيس جنوب السودان السابق في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، مشيرًا الى أن عدد الذين لقوا مصرعهم حتى الآن، وصل الي أكثر من 10 آلاف من المدنيين. وأضاف ايفان سيمونيفيتش قائلاً إن التقرير الذي سنصدره خلال الأسبوعين المقبلين سيكون تقريرًا أوليًا، ولن يحتوي على أسماء الشخصيات المتورطة في تلك الانتهاكات، لكنه سيشتمل على توثيق حوادث محددة تورط في ارتكابها كلا الجانبين في الصراع الحالي. وقال إن الأممالمتحدة تقوم حاليًا بجمع معلومات وأدلة موثقة قبل الإعلان عن أسماء مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في الأسابيع الماضية في العاصمة جوبا وفي بانتيووملكال وأماكن متفرقة أخرى من البلاد. وشدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية اعلان ونشر نتائج التحقيقات التي تقوم بها الأممالمتحدة حاليًا من أجل ردع الذين يقومون بتلك الانتهاكات وتأكيد مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب. ونوه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ايفان سيمونيفيتش بأن المادة الثالثة من معاهدة جينيف الدولية وقانون حقوق الإنسان الدولي تنطبق تمامًا على الصراع الدائر حاليًا في جنوب السودان، وقال إن إحدى التوصيات التي سيقدمها الى الأمين العام للأمم المتحدة تتمثل في ضرورة مراقبة واعلان حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان والمتورطين في ارتكابها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأكد أن الأممالمتحدة بصدد ارسال مراقبين الى جوبا للتحقيق في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في جنوب السودان، وتوقع أن يواجه المراقبون الدوليون تحديات هناك من قبل الجانبين المتنازعين، لكنه أضاف أن المسؤولين الحكوميين والمعارضين الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة لجنوب السودان الأسبوع الماضي، أكدوا له تفهمهم للدور الذي سيقوم به فريق التحقيق، وانهم سيقدمون الدعم الكامل لهم. مخاطر الحرب قال موقع «هفينج بوست» الأمريكي، إن هناك مخاطر قد تنعكس على السودان ويوغندا، بسبب الصراع الدائر في جنوب السودان. وذكر الموقع، في مقال بعنوان «التداعيات الإقليمية للحرب الأهلية بجنوب السودان»، أن رغبة السودان في إتمام اتفاق ترسيم الحدود مع دولة الجنوب، لن تتحقق في ظل حرب أهلية تدور رحاها في جوبا، كما أن الخرطوم تدرك تمامًا أن مصالحها السياسية مرتبطة باستمرار تدفق النفط من الجنوب، ذلك أن توقفه يتسبب في أزمات اقتصادية. وأضاف «هفينج بوست» أن يوغندا ترى أن مصالحها مرتبطة بإنهاء الصراع في جنوب السودان، ذلك أن لديها خططًا استثمارية موسعة تهدف من خلالها لأن تصبح مستثمرًا مؤثرًا في البلد الجديد، وعلى الأرجح أن تلك الاستثمارات لن يمكن إنجازها في ظل الاضطرابات الحاصلة بالجنوب، هذا إضافة إلى وجود حقول النفط اليوغندية على بعد 200 ميل من حدود جنوب السودان. النفط يلعب تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مدى تأثير النفط على الصراع فى جنوب السودان، وقالت إنه عندما حصل جنوب السودان على الاستقلال فى عام 2011، كان النفط يعتبر الشرارة المحتملة التى يمكن أن تشعل التوترات وتشل البلد الوليد، لكن النفط يلعب دورًا فى تحريك الجهود الساعية لإنقاذه. فتلك السلعة الثمينة تدفع جيران جنوب السودان وأكبر الداعمين الأجانب لها إلى المساعدة على إنهاء الأزمة التى بدأت قبل شهر بين الحكومة والمتمردين. فنحت الصين سياستها التقليدية بعدم التدخل، وتدعم الآن محادثات السلام. كما تغاضى السودان عن عقود من العداء من أجل دعم حكومة جنوب السودان، كما حاولت كينيا أيضًا وقف نزيف الدماء. ويقف جنوب السودان على المحك الآن، وهي واحدة من أكثر ودائع النفط ثراء فى القارة الإفريقية، وتوفر تلك الصناعة مليارات من الدولارات لأصغر دولة فى العالم وشركائها. ويقول لبيون مورو، الأستاذ بمركز دراسات السلام والتنمية بجامعة جوبابجنوب السودان إن القوى لكبرى ولاسيما الصين لديها مصلحة كبيرة فى ذلك، فالنفط يمكن أن يكون منقذًا، لكن لو كان هناك مزيد من القتال حول النفط، فسيصبح لعنة. ويرى لوك باتى، الخبير بالمعهد الدانماركى للدراسات الدولية، ومؤلف كتاب ملوك الخام الجدد عن حنوب السودان ونفطها إن المعارضة تأمل أن يكون لها اليد الطولى فى مفاوضات وقف إطلاق النار بالسيطرة على حقول النفط، ومن ثم تعليق مصدر الدخل الحكومى الرئيسى. ويضيف قائلاً إن النفط هو جائزة فى نهاية الصراع الدائر الآن فى جنوب السودان.