شنَّت صحيفة «الجريدة» ممثلة في اثنين من صحفييها هجومًا عقيمًا خلال اليومين الماضيين على مدينة المسعودية أوحت لنا أنها حملة منظمة المقصود بها المسعودية ومواطنيها وقد استغل الصحفيان المطبات التي تم انشاؤها أخيرًا على طريق الخرطوم مدني لمعالجة الحوادث المرورية المتكررة في هذه المدينة «مدينة بشيم أهل القرى كما نعتها أحد أبنائها» والتي زادت عن الحد المعقول حيث إنه يموت خلال أسبوعين فقط أكثر من شخصين أو ثلاثة، فخلال أسبوع واحد نشرت الصحيفة مادتين تسيء فيهما للمسعودية وأهلها فالأولى عمود صغير لا يتعدى التسعة أسطر يسيء كاتبه إساءة بالغة لمدينة المسعودية وأهاليها حيث جاء في العمود في أخيرة الجريدة بتاريخ الخامس عشر من الشهر الحالي عنوانه «مطبات المسعودية» قال فيه نصًا «حيث أقام المواطنون هناك سبعة مطبات بصورة عشوائية على طول القرية حفاظًا على أرواح المواطنين الذين يعبرون هذا الطريق وقد تسببت هذه المطبات العشوائية الصبيانية في حدوث الكثير من الإصابات للمركبات المختلفة بينما وجد مواطنو المسعودية في هذه المطبات فرجة وتزجية لأوقات فراغهم وهم يرسلون الضحكات سخرية من مستخدمي الطريق». وفي المقال الآخر بذات الصحيفة وبتاريخ الثلاثاء «21» يناير الحالي أيضًا كتب الأستاذ سليمان الفكي عبد الكريم في عموده المسمى «فليكن للتاريخ» بعنوان «أين والي الجزيرة من إمبراطورية المسعودية» أيضًا مستفزًا لمواطني المسعودية وساخرًا منهم بدءًا بالعنوان الذي تساءل فيه عن الوالي وأين هو من امبراطورية المسعودية؟ فالمقال مليء بالمغالطات والهنّات منذ بدايته مبينًا فيه جهله الفاضح بتاريخ وجغرافية المنطقة التي يكتب عنها فمن أبجديات العمل الصحفي والإعلامي أن تكون ملمًا بكل حذافير المادة والموضوع الذي تتناوله حتى لا يزل قلمك. وهذا ما وقع فيه الأستاذ سليمان حيث نسب مدينة المسعودية لوحدة الصناعات وهي لعلمه وعلم من جهل المسعودية ويسوق في الإساءات جزافًا لها ولمحلية الصناعات دون ذنب جنته سوى الخلط البين في قلم الكاتب وجهله بجغرافية وطنه أو حتى المنطقة التى يعبر بها ذهابًا وايابًا من سنار واليها كما يشير في مقاله فهي تتبع محلية المسيد وليس الصناعات يا أستاذ. ويتحدث الأستاذ عن قومية الطريق والتعدي عليه باعتباره حقًا عامًا وهكذا.. فمن قال غير ذلك؟ ومن أنكر قومية طريق الخرطوم مدني يا أستاذ؟ من تغول على قوميته ومدى أهميته إن كان لنا أو لسوانا؟ هل حماية أرواح المواطنين تمس قوميته؟ وهل عندما نطالب بمعالجة أخطاء يرتكبها عابرو الطريق في حقنا وحق فلذات أكبادنا وشهدائنا الذين تركوا أيتامًا وأرامل وعجزة وراءهم بسبب هذا الطريق الذي يقسم المدينة إلى قسمين وليس محاذيًا لها كما تفضلت فهل هذا يعني أننا تغولنا على قوميته؟ وهل معنى ألا تطالب 77 قرية كما ذكرت في مقالك سيئ الذكر يمر بها الطريق أو أنه لا توجد حوادث بنفس الكثافة التي لدينا هل معنى هذا أن نسكت نحن أيضًا ونتغاضى عن حقنا الذي كُفل لنا لحماية أرواحنا؟ بل ذهب الكاتب لأكثر من ذلك وقال إننا «شتنا» القوانين العالمية للطرق السريعة «high way» ولا ندري كيف شتناها ولأي ملعب؟ أما الحضارة والسلوك الحضري فنحن أهله ولا فخر «وتقول لي شنو وتقول لي منو؟» أما المضحك المبكي في الموضوع قوله كان يجب عمل استفتاء لعمل المطبات. واستشارة أهل المنطقة من الخرطوم حتى سنار. وأين كان من تطالب باستفتائهم بل أين كنت أنت وكاتب العمود الآخر والصحيفة بأكملها من رئيس تحريرها حتى أصغر صحفي فيها من الحوادث التي أزهقت روح أكثر من «180» مواطنًا غير الذين تسببت لهم في عاهات مستديمة أين أنت والصحفي منوط به أن يكون لسان وجع المواطن وخلال خمسة عشر يومًا فقط فى سابقة لم تحدث في الدول التي أقمت بها مقارنتك المعلولة توفي لنا ثلاثة هم الخير محمد عمر وماجدة منصور وطالبان من أسرة واحدة توفي واحد منهما ابن مدثر أحمد مساعد وأصيب ابن عمته الذي ما زال يعاني من آثار الحادث المشؤوم وهما قادمان من مدرستهما التي يفصل بينها وبين منزلهما الطريق القومي وهذان تم دهسهما بصورة معًا أي أن السيارة تدهس اثنين في ذات اللحظة وليس واحدًا.. أين كنت يا «جريدة»، وقد أُذيعت هذه الحوادث على المستوى القومي بل كأخبار عاجلة كما حاء في برنامج مع حسين خوجلي.. أين كنتم والمواطنون ثائرون نقمة على الإهمال المروع والسرعة المريعة على الطريق الذي توجد حوله كل الخدمات والمنشآت الحيوية من سوق ومدارس وعيادات ومراكز صحية؟ هل يسوي تأخير عشر دقائق كما ذكرت في مقالك هل يسوي إزهاق نفس بشرية والله تعالى نهى عن قتلها في قرآن منزل من فوق سبع سموات. نعم نحن طالبنا وناشدنا وثرنا ولكن لم نقم بالتنفيذ.. نحن طالبنا بمعالجات وقدمنا مقترحات ومن ضمنها عمل مطبات لتفادي تلك الحوادث والحفاظ على أرواحنا والولاية مشكورة قامت بالتنفيذ في اطار أننا من رعاياها وأنها مسؤولة عنا ونحن لم نقم بالتنفيذ كما أسلفت أنت ومجهول الهوية فى عموده بأخيرة «جريدتكم».. نحن قدمنا طلبًا بتاريخ «18» مارس من العام «2011» وأخذ وقتًا طويلاً في أضابير المعتمدية وتفاقمت الحوادث وزادت ثورة المواطنين احتجاجًا على عدم الاهتمام لمدة ثلاث سنوات طالبنا خلالها بعمل إشارات ضوئية وعلامات مرورية ومطبات بلاستيكية وثلاثة كباري طائرة إن أمكن وبعد لأي تم تنفيذ المطبات وعددها بالشكل الذي تتحدث عنه واصفًا من خلالها أنت وزميلك في الصحيفة أهالي المسعودية بعدم الحضارة والعشوائية والتصرفات الصبيانية وغيرها من الأوصاف التي يعاقب عليها القانون الذي تتشدقون به وغاب عنك أننا فقط قمنا باستضافة من قاموا بهذا العمل بكرم أهل المسعودية المعهود والذي أشك في أنك قد مررت بها وتعطلت السيارة التي تمتطيها أو مررت بها ساعة الإفطار في رمضان فأنت تجهل أهالي المسعودية ولا تعرف عنها إلا هذه المطبات فلك العذر أنت وزميلك المجهول. فمن خرق القوانين وتجاوزها نحن الذين ليس لنا لا ناقة ولا جمل في تنفيذ المطبات، فالتنفيذ لم يقم به مواطن المدينة المغلوب على أمره بل شركة «بيتركوست» التي تعاقدت معها الولاية والوحدة الإدارية التي نتبع لها وهي شركة معروفة ولها سمعة طيبة في هذا المجال. نحن من خرق القوانين أم السائق الذي يتعدى السرعة المسموح بها ويقتل ويهرب؟ ثم لماذا أنت تناقض قلمك وتتخبط في الاتهام لمواطن المسعودية تارة وتارة أخرى تعيد الأمر للولاية ولمحلية الصناعات التي حشرتها في مقالك حشرًا وهي لا صلة لها بالأمر لا من قريب ولا من بعيد؟. نعود للمجهول الآخر من أين أتيت بأن مواطني المسعودية وجدوا في هذه المطبات فرجة وتزجية لأوقات فراغهم؟ سبحات الله هذه ليست من خصال أهل المسعودية أن يضحكوا على مصائب غيرهم فهم معروفون بالطيبة وحسن المعاملة بالذات مع الضيف والعابرين على الطريق يعتبرونهم ضيوفًا عليهم وما وجودهم على المنطقة المحيطة بالطريق إلا لأنها تمثل مركز ثقل اقتصادي وخدمي كما أسلفت. فيا استاذ «تنح جانبًا» أنت وزميلك ودعوا الامبراطورية تزداد نموًا وازدهارًا.