تلتئم قمة دول «الإيقاد» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الأسبوع الجاري عقب تأجليها من الأسبوع الماضي بسبب تعنت دولة يوغندا بتدخلها في دولة جنوب السودان، وقال مكتب رئيس دولة جنوب السودان إن اجتماع «الإيقاد» الذي كان مقررًا في جوبا سيعقد على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، التي تبدأ في «28» يناير، وفيما يلي تفاصيل الأحداث بدولة جنوب السودان أمس: الجيش الأبيض مصر رغم الاتفاق الذي وقع لوقف العدائيات بين طرفي النزاع التقى مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مارك لوين بمليشيا الجيش الأبيض الذي صرحوا له بأنهم سيواصلون القتال ضد قوات سلفا كير «الدينكا»، ويقول أحد أعضاء المليشيا ويسمى تعبان بأنه دخل الجيش الأبيض لأن سلفا كير قتل شيوخ ونساء وأطفال قبيلتنا. تأجيل مفاوضات أديس قال رئيس مبعوثي دول «الإيقاد» السفير سيوم مسفن إن محادثات السلام بين دولة جنوب السودان والمتمردين سوف يتم تأجليها حتى السابع من شهر فبراير القادم لإفساح المجال لآليات الرصد والمتابعة على وقف إطلاق النار على العمل. ضمان يوغندي كشف الرئيس اليوغندي يوري موسفيني أن قواته سوف تبقى في دولة جنوب السودان لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع بالدولة الوليدة، وقال موسفيني في تصريحات أمس بقصر الرئاسة في عنتيبي خلال لقائه بأعضاء الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور جيمس إنهوف إن نشر القوات اليوغندية جاء بالاتفاق مع مجموعة «الإيفاد» وطلب من حكومة جنوب السودان لإنقاذ المدنيين الذين يتعرضون للقتل في الصراع، وإن قوات بلاده سوف تواصل خدمة دولة جنوب السودان حتى يتحقق السلام الشامل، كما بحث موسفيني مع وفد الكونغرس اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعقد قمة بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا لبحث جهود مكافحة الإرهاب. البرلمان يعترف اعترف رئيس برلمان جنوب السودان مناسي ماقوك رونديال أن قوات الأمن بدولته قامت بتعذيب الأجانب خلال الأحداث التي جرت عقب المحاولة الانقلابية الشهر الماضي، ونفى مناسي خلال لقائه نظيره اليوغندي في كمبالا أمس أن ما يجري في بلاده هو حرب قبلية كما تتناوله وسائل الإعلام، كما كشف رئيس برلمان جنوب السودان أن الرئيس سلفا كير ميارديت لم يرسل إلينا أي خطاب بأنه سوف يقوم بتدخل عسكري أجنبي من القوات اليوغندية، بينما ذكرت مصادر أنه ربما سلفا كير طلب ذلك من موسفيني عبر اتصال هاتفي. سرقة الأغذية قال برنامج الأغذية العالمي أمس «الجمعة» إن لصوصاً في جنوب السودان نهبوا أكثر من «3700» طن من الغذاء تكفي لإطعام «220» ألفاً لمدة شهر. وقالت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بايرز في إفادة في جنيف إن مخازن البرنامج في بلدة ملكال أفرغت بالكامل تقريباً. وذكرت أن البرنامج يعمل على استعادة المخزونات المسروقة إذا أمكن وحماية ما تبقى منها. وستعيق السرقة جهود إطعام «73» ألف مدني لجأوا إلى قواعد تابعة للأمم المتحدة وأكثر من «200» ألف لاجئ يعتمدون على دعم المنظمة الدولية في ولايتي أعالي النيل والوحدة قبل بدء الأزمة الأخيرة. وقالت بايرز في مثل هذا الموقف يصعب للغاية حماية مخزونات الغذاء. وذكرت أنها لا تعرف تفاصيل واقعة السرقة. أعمال وحشية نقل موقع صوت إذاعة ألمانيا دويتش فيله، عن إيفان سيمونوفيتش، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، قوله إن المنظمة الدولية سوف تعلن عن أدلة على ارتكاب الجيش الشعبى والقوات الموالية لنائب رئيس جنوب السودان ريك مشار أعمالاً وحشية جماعية. ورصد سيمونوفيتش ارتفاع نسبة تجنيد الأطفال في دولة الجنوب، وأعمال قتل جماعي، وحالات إعدام جماعي بدون حكم قضائي، واعتقالات عشوائية، وانتهاكات جنسية. وألمح سيمونوفيتش إلى إمكانية خضوع جنوب السودان لمحاكمة دولية خاصة بجرائم الحرب، داعياً إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في الانتهاكات الوحشية وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة. وتأتي تصريحات المسؤول الأممي بعد ساعات من إعلان طرفي النزاع في جوبا التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار برعاية هيئة التنمية الحكومية الأفريقية إيقاد، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الأول. قتل المرضى اتهمت حكومة جنوب السودان قوات المتمردين بارتكاب فظائع ضد المدنيين بقتل «127» مريضًا بمستشفى في بلدة بور الشهر الماضي. وتقول الأممالمتحدة، إن آلاف الأشخاص قتلوا في الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من شهر بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمتمردين المؤيدين لريك مشار، الذي عزل من منصب نائب الرئيس في يوليو. وقال المتحدث باسم رئاسة دولة جنوب السودان اتوني ويك في مؤتمر صحافي اقتحموا المستشفى وذبحوا جميع المرضى وعددهم «127»، بينما قال المتحدث العسكري باسم المتمردين لول رواى كوانج، من العاصمة الكينية هذا كذب محض.. نحن لا نستهدف مدنيين وعلى العكس الحكومة هي من تستهدف المدنيين بدءًا بالمذبحة التي ارتكبت في جوبا. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي البعثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان. في المقابل نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي أن انتهاكات ارتكبت من قبل قواته في ملكال منذ الاستيلاء على المدينة مشيراً إلى أنه سيتم التحقيق في المزاعم. مجلس الأمن يطالب طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإشراك المعتقلين السياسيين المعارضين الذين يحتجزهم رئيس جنوب السودان سلفا كير في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار، بينما قال رئيس مجلس الأمن الدولي المندوب الدائم للأردن الأمير رعد بن زيد بن حسين الذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس لشهر يناير الجاري إن أعضاء المجلس رحبوا بتوقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية بين حكومة جنوب السودان وحركة تحرير جيش السودان، وأشاد أعضاء مجلس الأمن بالجهود الدؤوبة من قبل الهيئة الحكومية للتنمية إيقاد، وأكدوا دعمهم القوي لجهود الوساطة التي تقودها من أجل التوصل إلى تسوية دائمة للأزمة في جنوب السودان. وجدد مجلس الأمن الدولي- في بيان صحفي- دعمه اللا محدود لبعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أونميس ولرسالتها التي تقوم بها نيابة عن المجتمع الدولي في حماية المدنيين في جنوب السودان، بما في ذلك الرعايا الأجانب، وإجراء أعمال المراقبة والرصد والتحقق في مجال حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية. وكان أعضاء مجلس الأمن قد استمعوا عبر الفيديو كونفراس في جلسة مشاورات مغلقة لإحاطة حول الوضع في جنوب السودان، قدمها كل من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونيفيتش والمملثة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون. ترحيب دولي حظي توقيع الأطراف في جنوب السودان على اتفاق وقف العدائيات بترحيب دولي واسع. واعتبر الرئيس الأميركي الهدنة خطوة حاسمة في طريق سلام دائم بالبلد الوليد، كما رحب كلٌّ من وزيري خارجية بريطانيا والنرويج بالاتفاق. كما رحبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون باتفاقية وقف القتال في جنوب السودان والتي وقعت في أديس أبابا أمس. وقالت آشتون في بيان صحافي صدر أمس ان هذا الاتفاق يجب أن يتحول إلى واقع وعلى الطرفين أن يتحركا فوراً لتنفيذه بحسن نية، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن القتل يجب أن يتوقف الآن. ورحب الرئيس الأميركي باراك أوباما باتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان والمتمردين الذي وقعه الطرفان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لإنهاء أسابيع من القتال الذي أدى لتشريد نصف مليون شخص. وقال أوباما في بيان عليهم «زعماء جنوب السودان» واجب لضمان أن حياة شعبهم ومستقبل دولتهم الوليدة لا يشوبهما العنف المتواصل ومحاسبة الأشخاص الذين ارتكبوا فظائع. داعياً الأطراف كافة إلى الالتزام بالتوصل لحل سلمي للأزمة ، وفي السياق نفسه رحبت موسكو، باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه طرفا النزاع في جنوب السودان في الثالث والعشرين من الشهر الحالي في أديس أبابا. وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها عن أملها في أن يتم التقيد بشكل تام بتفاصيل الاتفاق الموقع بين حكومة جنوب السودان وأنصار رياك مشار، النائب السابق لرئيس البلاد، والذي يتضمن تجميد تحركات جميع الوحدات المسلحة للطرفين في أماكن مرابطتها وضمان نقل المساعدات الإنسانية للسكان في المناطق المتضررة من النزاع، بدورها رحبت الصين باتفاقية وقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان وقوى المعارضة، داعية إلى تنفيذ فوري للاتفاقية. وذكر المتحدث باسم الخارجية تشين قانغ خلال مؤتمر صحفي يومي إن الصين ترحب باتفاقية وقف إطلاق النار التي توصل إليها طرفا الصراع وتقدر الجهود المضنية التي بذلتها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «إيقاد» وغيرها من الأطراف، وأعلنت الحكومة الصينية تخصيص منحة إضافية قدرها 200 ألف دولار أمريكى، بصفة عاجلة لدولة جنوب السودان، للمساهمة فى شراء المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين واللاجئين، جراء الصراع الذي تشهده الدولة الوليدة. وقال سفير الصين لدى جنوب السودان ماو تشانج لراديو «مرايا» بجوبا، أمس «الجمعة»، إنه سيتم تقديم التبرع الإضافي من الحكومة الصينية نقدا، مشيرا إلى إنه تم إرسال شحنة مساعدات إنسانية من الصين في طريقها حالياً إلى جوبا. وأخيرا رحب الاتحاد الإفريقي بتوقيع اتفاقيات لإنهاء الأعمال العدائية في جنوب السودان باعتبارها خطوة حيوية وملتزمة استعادة السلام في البلاد التي مزقتها الحرب.