يبدو أن تململ مجموعة «الإصلاح الآن» لم يبدأ من مذكرتهم الشهيرة في سبتمبر المنصرم، وإنما بدأ منذ قرارات الرابع من رمضان «المفاصلة» 1999م، إذ أن غازي صلاح الدين أقرب إلى عراب الحركة الإسلامية د. حسن الترابي، فقد لعب الرجل وسيطاً إبان خلافات الترابي مع المؤتمر الوطني، لرأب الصدع بعد المفاصلة، وهو أول من أدار حواراً بعلم قيادات المؤتمر الوطني بغية عودة الإسلاميين، ولم يكتف غازي بهذا القدر بل كانت له مساجلات وكتابات بهدف عودة المياه إلى مجاريها، غير أن غازي لم يكن يعلم ما تخفيه الأيام، فقد توالت الانشقاقات الكبيرة التي ضربت جسد الحركة الإسلامية الذي عانى منذ سنوات غابرة من تصدعات كبيرة توجت قبل ثلاثة عشر عاماً بخروج الأب الروحي للتنظيم الدكتور حسن الترابي. الأمر الذي جعل تجربة الدكتور غازي تبدو مكرورة، لكن مع ذلك فإن الرجل ذا الفكر العميق، يكاد يجزم بأن فرص نجاحات التنظيم الجديد تبدو قائمة برغم العقبات الكبيرة، وما أكده ذلك الزيارة التي سجلها الترابي لقيادات حركة الإصلاح الآن بمقر حزبهم. زيارة الترابي في بادرة تعتبر الأولى من نوعها سجل الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي زيارة لقيادات ورموز حركة الإصلاح الآن، وتبادل الترابي مع رئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين الحديث حول الوضع السياسي الراهن بما فيها الحريات والتعامل مع الدستور والانتخابات القادمة. منذ المفاصلة يعتبر غازي أقرب إلى الترابي من غيره من الإسلاميين، قواسم مشتركة تجمع بين الرجلين هدوء ووقار يتسمان بهما، وبرغم مرور «14» عاماً ًعلى مفاصلة الشعبي عن الوطني، ومرور نحو «5» شهور على مفاصلة غازي عن حزبه التقى بالترابي على ذات المناهج والأهداف التي انفصل عنها الأخير. اعترافات اعتذارات علمت «الإنتباهة» أن قيادات الحزبين تبادلوا الاعترافات والاعتذارات عن الماضي خلال اجتماع امتد قرابة الساعتين وتم طرح الأشواق والأماني من منطلقات إسلامية، وتعاهد الترابي وغازي صلاح الدين أن تكون منصة الانطلاق القادمة هي الإسلام والسودان الكبير، وقال الترابي بحسب المصدر «لو حصلت أي حاجة مفترض يتم تجاوزها». السودان ما هين لا بد من الحفاظ عليه وفور انتهاء الاجتماع الذي استمر قرابة الساعتين تحفظ الرجل عن التصريحات واكتفى في حديث مقتضب عند وداعه لرموز وقيادات حركة الإصلاح الآن بعبارة جعلت القيادات تومئ برؤوسها لعبارة الترابي، حيث قال إن السودان ما هين ولابد من الحفاظ عليه، عبارة الترابي تبدو في معناها كبيرة وتحمل بين ثناياها ما لم يستطع أن يقوله في الماضي فكأنما اتفاق تم على أشياء كثيرة بين تلك القيادات، ففي ظاهر الأمر بشريات أما باطنها هذا ما يستوجب معرفته آجلاً أم لاحقاً. مناسبة الزيارة توقيت الزيارة مع إعلان خطاب رئيس الجمهورية والحراك الذي يدور جعل كثيرين يتكهنون بأن لقاءات واتفاقيات تمت بين قيادات المعارضة مع المؤتمر الوطني بشأن الإصلاح والوصول لمخرج يفضي إلي سلام شامل يعم السودان. وكشف الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي للصحافيين أمس بدار حركة الإصلاح الآن عقب الاجتماع عن تكوين لجنة مشتركة بين الحزبين لدراسة خطاب الرئيس البشير ومن ثم ترفع تقريرها لرئيسي الحزبين، وقال إن حزبي الشعبي وحركة الإصلاح الآن أصبحا أقرب للحزب الواحد، ولم يستبعد عمر إمكانية اندماج الحزبين في حزب واحد، مبيناً أن كل الخيارات مفتوحة. بينما قال القيادي بحركة الإصلاح الآن فضل الله أحمد عبد الله إن زيارة زعيم المعارضة د. حسن لحركة الإصلاح الآن جاءت بمبادرة من قبل المؤتمر الشعبي في إطار العلاقات الاجتماعية، وكان الغرض منها مباركة تأسيس حركة الإصلاح الآن وافتتاح مقر حزبه وامتداد وشائج الإخوة الممتدة بين الطرفين، وأضاف فضل الله أن حزبه ليست لديه خصومة مع أي حزب سياسي، وأن علاقاته مفتوحة مع الأحزاب في حدها الأدنى، وقال إن من أولويات الحزب جمع أهل السودان والاتفاق على الحد الأدنى. Clojure Docs: Returns non-nil if nums are in monotonically decreasing order, otherwise false. →