يعاني منقبو الذهب بالولاية الشمالية من عدة مشكلات تواجه عملهم وتتمثّل في أنهم يقومون بصرف أموال طائلة على التنقيب العشوائي دون فائدة، وقال بابكر محمد نور/ أحد منقبي الذهب في حديثه ل (قضايا): يواجه منقبو الذهب عدة مشكلات أولها وأهمها هو التنقيب العشوائي وصرف مبالغ طائلة دون فائدة نتكبّد فيها نحن والدولة خسائر فادحة وذلك نسبة لصرفنا كميات كبيرة من الجاز على آلات الحفر إذ أن (الحفار) يصرف في اليوم الواحد (برميل) من الجاز وتبلغ تكلفة البرميل الواحد (800) جنيه تقريباً، علماً بأن هنالك من يملك أكثر من (حفار) وهنالك آلاف (الحفارات) منتشرة على الأراضي شمال منطقة أبو حمد شرقاً وغرباً حتى الحدود المصرية في مساحة ستمائة كيلو متر تقريباً، وأضاف بابكر: هنالك بعض المنقبين عثروا في بداية تنقيبهم على كمية من الذهب، ولكن عندما استمروا في الحفر لم يعثروا على كميات أخرى وصاروا ينقبون دون طائل لفترة تجاوزت العام ونصف العام وما زالوا يحفرون على أمل، إلاّ أن هذه الطريقة العشوائية تؤدي إلى خسارات كبيرة تتجاوز مليارات الجنيهات وهذه الخسائر ليست للمنقبين فقط، ولكن للدولة أيضاً لأنها تقوم بدفع عملة صعبة تستورد بها الوقود (الجاز) الذي تعمل به آلات الحفر لذلك نرى أن تقوم الدولة باستجلاب آلات وأجهزة حديثة وخبراء جيلوجيا لتساعد في عمليات التنقيب وتحدد المناطق التي يتوفر فيها الذهب وتحدد للمنقبين أماكنهم وتأخذ على ذلك رسوم أو نسبة معينة من الإنتاج وبذلك تكون قد وفرت علينا وعلى نفسها الخسارة لأن الوقود الذي تعمل به آلات الحفر «90%» منه يذهب أدراج الرياح، ولأن العمال الذين يقومون بمهمة الحفر غير متعلمين أو دارسي جيلوجيا ولكنهم مواطنون لهم خبرة في مجال الحفر إما متوارثة أو تم اكتسابها في مناطق التعدين، وأشار بابكر إلى أن هنالك مشكلة أخرى يواجهها منقبو الذهب وتتمثل في أن الجاز المستورد الذي تعمل به آلات الحفر (الحفارات) غير صالح للاستعمال فهو (ثقيل الوزن ولونه أحمر) ويؤدي إلى تعطيل آلات الحفر والآن هنالك العديد من الآلات تعطلت بسببه لأنه يحتوي رواسب كثيرة، وأول ما نقوم بشرائه نعمل على تصفيته بالقماش حيث تظهر لنا رواسب كثيرة جداً ولكن بالرغم من ذلك عندما يتم تشغيل ماكينة الحفر تتعطل وعندما يفحصها المهندس يجد أن عطلها نسبة للترسبات من الوقود (الجاز) وعلى ضوء ذلك قام العديد من المنقبين (المقتدرين مادياً) باستجلاب جاز سوداني نقي (من مصفاة الخرطوم) حتى لا تتعطل ماكيناتهم إلا أنهم قلة، أما بقية المنقبين فهم يعانون من هذه المشكلة وتتعطل ماكيناتهم وتكبدهم خسائر إضافية لأن صيانة الحفار تكلف مبلغ (3 إلى 10) آلاف جنيه، وبيَّن بابكر أنهم كمنقبي ذهب يشعرون أن هنالك استهدافاً لاقتصاد البلاد من الخارج عبر استهداف عمليات التنقيب عن الذهب وذلك بتعطيل الماكينات بهذا الوقود.