يبدو أن كلمة أزمة لم تعد كافية لتوصف ما يحدث الآن من تزاحم في الساحات والميادين ومراكز بيع الغاز، حيث تعكس تلك الصفوف ضخامة الأزمة التي يعانيها المواطن البسيط وهو يحمل «أنبوبة الغاز» منذ ساعات الصباح الأولى منتظراً الفرج حتى منتصف النهار، وقد يعود خالي الوفاض ليبدأ رحلة المعاناة من جديد. في استطلاع أجرته (دنيا الاقتصاد) بعدد من المناطق المتضررة والتي تعاني منذ أشهر من مشكلة الغاز، فكانت الحصيلة.. البائعون المختصون أسواق البيع المباشر والنوافذ والميادين هي معالجات وقتية أجريت لحل المشكلات، وهي تعمل خلال الأسبوع بواقع كل يومين للمنطقة الواحدة، وهي تستهدف غاز «إيران» لندرتها باعتبارها متوفرة لدى الغالبية العظمى من سكان المحلية، ولا توجد إشكالية سوى شح في بعض المناطق، وذلك لتوفرها في فترة معينة بأسعار مخفضة وأحياناً تباع بالأقساط، وهي جهود تقوم بها المحلية لتدارك الأزمة. بعض الشركات مثل أبرسي والوطنية متوفرة وبكميات كبيرة، وقد أكد مصدر مطلع أن الولاية توفر ما لا يقل عن «600» عربة يومياً في الميادين وأسواق البيع المباشر، وهذا ينفي تماماً وجود أزمة الغاز، وما نراه من اصطفاف وازدحام ما هو إلا جشع التجار الذين يصنعون الأزمة للحصول على الغاز بطرق ملتوية وبيعه في السوق الأسود بأسعار (خرافية) كما أنه يتم تهريبه للولايات وبيعه بأضعاف السعر الذي فرضته الولاية كتعرفة ثابتة لا تتجاوز ال (25) جنيهاً، وقد يصل السعر ل (75) جنيهاً، إضافة إلى التلاعب في الأوزان فبعض الموزعين يتلاعبون بانقاص وزن انبوبة الغاز وبيعها ليتم استهلاكها في وقت وجيز والعودة مجددًا لشراء أخرى بالرغم من الجهات بالمختصة الرقابية تقوم بدورها من رقابة ورصد وهنالك جهود مشتركة من شعبة الغاز والأمن الاقتصادي إلا أن التلاعب موجود مما يزيد الأمر تعقيداً. لا تنظيم مواطنة كانت تجلس القرضاء في يأس تام وكأنها تنتظر المجهول وعند سؤالها بادرت قائلة: (تركت عملي وتفرغت تماماً للحصول على أنبوبة ولكن لا يوجد تنظيم لعمل هذه الميادين ونحن نعاني لمدة شهر نقضي خلاله ساعات الانتظار التي تطول لنصف اليوم دون انجاز نستخدم خلالها (الفحم) في الطهي وهو مكلف للغاية ولا يفي بالغرض اتجهنا الى المراكز وفوجئنا بزيادة الأسعار بالضعف واحياناً السوق الاسود لقد اصبحنا فريسة سهلة لأطماع التجار ونعيش موسم الانتظار على أمل ان تحل الازمة. إبرة في كوم قش يقول المواطن محمد أحمد أمبدة منذ شهرين وان احمل الانبوبة كل صباح الى الميادين وكأني أبحث عن (إبرة بكوم قش) الصفوف لا تنتهي والكل ينتظر وما يؤلم المواطنين هو الاهمال من الجهات المسؤولة بالاضافة الى التجار الذين يستغلون حاجة المواطن للغاز ويبيعونه في السوق الاسود واضاف لا يوجد حلا سوى الاضراب وقفل الشوارع الرئيسة حتى نوصل احتجاجنا الى الجهات المسؤولة والتي يفترض بها حل مشكلة المواطنين لا زيادتها. لابديل إلا الغاز يقول محمد آدم من سكان صالحة منذ أيام ونحن في حالة تأهب للحاق بعربات الغاز وبالرغم من ذلك لا نتحصل عليه وحتى الموزعين يغلقون المتاجر بعد استلام حصصهم وصفوف المواطنين تنتظر لتشترى بالسوق الاسود نحتاج لرقابة ويبدو ان قرار وزارة الطاقة بسحب التراخيص من الموزعين الذين يبيعون بأكثر من 25 جنيهاً للانبوبة وأكد انه لا يوجد بديل للغاز إلا الغاز.