نهضت من النوم مبكراً على غير العادة وبدأت أمارس بعض الحركات الرياضية المحدودة وأنا جالس على السرير لكني أحسست ببعض الآلام في الظهر والإرهاق، فرأيت أن أزيد زمن التمارين وكانت زوجتي تقرأ بعض الصحف لكنني لاحظت أنها تراقب تماريني من حين إلى آخر، وعندما انتهيت قالت لي: الكسير ده كله من اللهطي بتاعك لحدي نص الليل. # يا وليه أنا متين قاعد أسهر مرة في الأسبوع يا مشيت النادي ولا زرت واحداً من أصحابي. قول متين جيت البيت بدري؟ #هسي أمبارح أنا مما جيت من الشغل مرقت تاني؟ بس أمبارح لكن الأسبوع كله ما مرقت بره البيت. هنا قررت أن أوقف المساجلة فنهضت من السرير لكن لمحت ورقة على المنضدة وكانت مطبقة بعناية وفوقها الموبايل الخاص حتى لا يطيح بها الهواء فتناولتها وعندما فتحتها وجدت قائمة بمشتريات تتكون من سبعة بنود ونظرت إلى زوجتي فابتسمت وقالت: دي لستة خفيفة مش كده؟ # أيوه خفيفة وزن الريشة لكن بس خليها أول الشهر. أول الشهر شنو ده متين بدأ؟ # يا وليه هسه أنا قبل يومين ما أديتك مية وخمسين أشتريت بيها حاجات الشهر؟ يومين شنو دي كانت قبل عشرة أيام، بعدين الحاجات دي ما عندها علاقة مع حاجات الشهر. # دي كلها حاجات ما ضرورية ممكن تستني أول الشهر. يا راجل الما ضروري فيها شنو بس وريني؟ # هسي جك الخلاطة والكبابي والمفرمة دي أوليات؟ أولاً الخلاطة مهمة لأنو بخلط بيها الطماطم طبعاً مش الفواكه لأنو ده ترف بالنسبة لينا، أما المفرمة أنا ما عايزاها لفرم اللحمة لأنك ما بتشتري لينا لحمة فرم بس واقعنا جلافيط ساكت، أما يا سيدي الكبابي كلها أدشدشت وما فضل غير تلاته كبابي هسي يوم داك جونا ناس محاسن وباتوا معانا دخلت جوه أضافريني لمن شحدت من الجيران وده ذاتو كان صعب جداً لمن خليت محاسن تزح من الحوش حتى لقيت لي فرقة وكوركت لجارتنا عواطف وطبعاً كنت مكسوفة جداً لكن ما كان في طريقة غير كدة. # خلاص اشتري تلاتة كبابي وباقي اللستة دي خليها آخر الشهر. آخر الشهر شنو دي كلها حاجات ضرورية جداً والله ما في طريقة زوقه حتى لو تبيع موبايلك. # يا وليه موبايلي هو كله بجيب كم؟ المهم أصلو الليلة ما بتعتب بره البيت كان ما ختيت لي القروش كلها. # يا وليه والله أنا ما عندي ليك قروش غير حق تلاتة كبابي بس كان دايراهم هسي بديك حقهم؟ حق الكبابي شنو ما عندك طريقة الليلة. # يا وليه أنت ما تفهمي، أنا بقوليك ما عندي غير حق الكبابي تقول لي ما عندك طريقة الليلة. خلاص أديني تلتين نشتري منها جك الخلاطة والكبابي أنا عارفاك ما بتعرف غير الجرسة. # تلتين ما عندي عشرة بس للكبابي. ثم سارعت بدخول الحمام بينما قالت لي بصوت مرتفع وغاضب هذه المرة: والله ما تدفعها أنا تاني ما أسوي ملاح والله إلا كان تاكل سندوتش طعمية كل يوم. وعندما خرجت من الحمام لم تتحدث معي فقد استلقت على السرير وسحبت الغطاء على وجهها كتعبير عن الغضب. وإلى هذا الحد قررت أن أنهي النقاش وأعطيت ظهري لها وأخرجت محفظتي، وهنا نهضت في قفزة أكروباتية التفت حولي ولمحت ما بداخل محفظتي من بنكنوت مكدس وصرخت: أنا ما عرفاك مستهبل وجلده هسي الخمسينات الشفتها دي ورق كوتشينة؟ هنا أخرجت ورقة من فئة العشرين وناولتها لها ولكنها رفضت استلامها فوضعتها على المنضدة وخرجت، فسمعتها تقول لي استعد لسندوتش الطعمية من الليلة.