«بطّة»، «تختخ» «شُلضُم»، «ترنتي»، «كابوكي». وغيرها الكثير من هذه الأسماء تُطلق للأشخاص البُدناء، وبالأخص الأطفال، الذين يُطلق عليهم أيضاً أسماء بعض شخصيات مسلسلات الكرتون الممتلئة و«السمينة». يقول مختصون نفسانيون بأنّ إطلاق مثل هذه على الأشخاص البدناء يؤثر على نفسياتهم سلباً، للدرجة التي يصلوا فيها الكُره للمجتمع الذي يعيشون فيه، أو كُره نفسهم، وشخصياتهم. أما الأطفال البُدناء فأقل ما يُصيبهم نتيجة النعوت التي يطلقها عليهم الذين هم من حولهم في أسرهم أو مجتمعهم فهو الإصابة بالانطواء، والاحساس بالرفض الذي يمارسه عليهم المجتمع. أو ربما الانكباب نحو الأكل أكثر، وهو ما يزيد من بدانتهم، ويضر بصحتهم، أما أكثر ردات الفعل فهي محاولات الانتقام من المجتمع بالإضرار إما بأفراده، أو بالمجتمع بشكل عام. الوزن المثالي ويُعرف الأطباء الشخص البدين بأنّه الطفل الذي يزن أكثر من 20 بالمائة فوق الوزن المثالي بالنسبة للطول والسن وجنس الطفل. لكن زيادة الوزن المفاجئة أو التدريجية لطفل ينمو وخصوصا قبل وأثناء فترة البلوغ يجب ألا تدعو للقلق. فخلال هذه الفترة يزداد احتياج الطفل للسعرات الحرارية، وبالتالي يبدو عليه النمو السريع في الحجم. وهذه الظاهرة لا تعتبر مشكلة ما لم تتعد الزيادة 20 بالمائة من الوزن المثالي لطول و سن الطفل وجنسه. مخاطر السمنة أما ما ينجم من مخاطر من السمنة والبدانة لدى الأطفال أنها «تُشكل مقدمة لعديد من المشاكل الصحية مثل ضغط الدم العالي، والسكر، والسرطان، وأمراض القلب، وتوقف التنفس أثناء النوم، والتهاب المفاصل وأمراض المرارة. بالاضافة للمشاكل الصحية، فان الطفل البدين قد يعاني من ضعف ثقته بنفسه، اذ قد يعايره أطفال آخرون بسمنته، وقد يستبعد من المشاركة مع فريق في لعبة كرة القدم مثلا». الصفات السالبة وفي هذا الاتجاه تشير الاستاذة أماني مختار آدم، باحث إجتماعي بإحدي المدارس الخاصة، بأنّ النعوت التي تُطلق على الأطفال بالبدانة وتشبيههم بالشخصيات البدينة في المسلسلات الكرتونية أو في ألعابهم، فهي تضر على نفسياتهم كثيراً، ويختلف رد الفعل للطفل المنعوت بهذه الالفاظ، لكن الاتفاق في كونها تؤثر عليه سلباً. فغالب الشخصيات البدينة التي تظهر في مسلسلات الأطفال، أو المسلسلات العادية تحتكم على قدر من الصفات السالبة مثل التبلد والبلاهة وقلة الفهم، هذا بالاضافة الى صفات أخرى سالبة مثل كثرة النوم وكثرة الأكل والإهمال في الملبس والدروس والواجبات وغيرها. النعوت السالبة وتضيف أماني بأنّ كل هذه الصفات تكون متضمنة في النعت الذي يطلق على الطفل البدين، ومن هؤلاء الاطفال من يرد على من يطلق عليه هذه النعوت، وبمرور الوقت يكون مؤهلاً للعنف تجاه الآخرين. أو ربما يسمع هذه النعوت السالبة في حقه ويسكت، وبالتالي هذا ما يؤهله لأن يكون منطوياً، وصموتاً ومنزوياً بعيداً عن الناس، وشخص غير اجتماعي. ومن المؤكد أنّ هذا الأمر يؤثر على تحصيله الدراسي، أو يترك الدراسة. وهذا يعني أن الأسرة فقدت فردا مهماً من أفرادها . اهتزاز الثقة بالنفس وفي ذات السياق قال الاختصاصي النفسي د. عمرو إبراهيم مصطفى في حديثه «ل «الإنتباهة» ان السمنة عند الاطفال واحدة من الاشكالات غير المرغوب فيها لما لها من تأثيرات مباشرة على نمو الطفل النفسي والاجتماعي والانفعالي ، ودائماً الشكل الخارجي للطفل البدين يجعله عرضة للايذاء من قبل اصدقائه ، ٍوهذا يهز ثقته في نفسه ويجعله في مقارنة دائمة بينه وبين أقرانه خاصة الاطفال في التمدرس في الفترة ما بين الصف الاول الى الرابع لان في هذه الفترة لا يستطيع الطفل السيطرة على انفعلاته ، ويكون منطويا على نفسه وتحصيله الاكاديمي ضعيف جداً بجانب عدم ابراز هواياته ومهاراته، وحصر عمرو مضار السمنة في انها تؤثر على شخصية الطفل وتجعلة مضطرباً دائماً، بجانب النظرة السالبة التي تجعل الطفل عديم الثقة بنفسه، فضلاً عن عدة عوامل تلعب دورا في قابلية الطفل للإصابة بالبدانة منها الوراثة والبيئة وأنماط حركة الطفل ونشاطه، وختم عمرو حديثه قائلاً: نخاف من الآثار النفسية التي تهز الثقة بالنفس للأطفال المصابين بداء السمنة.