رصد: خديجة صقر البرزن زبيدة أحمد: منذ أن ألقى رئيس الجمهورية خطابه للشعب السوداني والقوى السياسية في نهاية يناير الماضي، عارضاًَ الحوار للأخيرة، ساد حراك كثيف في الساحة السياسية، وتباينت مواقف أحزاب المعارضة بين مؤيد ورافض للحوار، وبدورها أولت مراكز الدراسات هذه القضية الوطنية اهتمامها، ومنها مركز التنوير المعرفي الذي نظم بالأمس ندوة «المصالح الوطنية العليا»، بمشاركة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والقيادي بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع، ونائب رئيس البرلمان د. عيسى بشرى ونخبة من المختصين وأهل الرأي بمختلف الأحزاب، والندوة قدمت ورقتين، الورقة الأولى قدمها البروفيسور محمد حسين ابو صالح بعنوان «مصالح الأمن القومي السوداني» والثانية بعنوان «المشروع الاستراتيجي الإسلامي»، ومن أهم مخرجات الندوة أنها أوصت بضرورة وجود رؤية إستراتيجية شاملة تكون مدخلاً لحل مشكلات البلاد، بجانب انتاج الفكرة الوطنية التي تعبر عن الوجدان السوداني وتحدد المصالح الوطنية العليا والاتفاق على منظومة القيم الداعمة للمرتكزات الإستراتيجية وسبل تحقيقها، فضلاً عن إدارة حوار إستراتيجي بين كل السودانيين يشمل كل القوى السياسية والمجتمعية والسلطة العلمية وكل من له حق في الحوار بهدف التوافق الوطني حول المصالح العليا والاهتمام بتشكيل سلوك وطني جديد يعلي من قيم العلم وقيم الوطن والاهتمام بإستراتيجية التعليم والاعلام لدعم المصالح الوطنية، وطالبت الندوة بمحاربة الاختراقات في الثقافة الناتجة وآلياتها عن العولمة الحديثة خاصة الواتساب لأنها تهز المصالح الوطنية والقيم الإنسانية، منوهين بإعداد الدستور للتعبير عن الرؤية الوطنية الشاملة والتوافق عليه وتطوير الآلية الوطنية التي ترعى المصالح الوطنية في الدولة. وابتدر البروفيسور محمد حسين ابو صالح حديثه عن مفهوم مصالح الأمن القومي الاستراتيجي، معرفاً الامن القومي بأنه الحالة التي تكون فيها الدول قادرة على حماية مصالحها، منوهاً بالخطر الاستراتيجي في مفهوم الامن والسياسة والاقتصاد والبيئة والعولمة الثقافية والتكتل الاقليمي في ظل صراعات المصالح الدولية واهمية تعزيز القدرات التفاوضية للدول، وذكر أن السودان جزء من الصراع في حرب المياه وانه لا بد من الحوار الاستراتيجي والوفاق الوطني من خلال الاستفادة من خطاب رئيس الجمهورية في ادارة الحوار الاستراتيجي للحد من الصراعات والخروج من فخ الأزمات من قبل دول الجوار الغربي. ويرى القيادي بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع ان السلام والعدل لا يمكن تحقيقهما الا بمعرفة الحق وكل القيم الانسانية، مجدداً دعوة الحكومة للقوى السياسية للحوار الداخلي والتفاكر حول تحقيق المصالح الوطنية العليا لاجل التوجه القومي المنشود، الا ان زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي نادى بضرورة وضع استراتيجية لحماية البلاد من الاعتداءات الخارجية لأن الصراعات الدائرة بدون استراتيجيات تنفذ خطة الاعداء في تخريب البلاد، مبيناً أن الفتن الطائفية تعمل على خلق استقطاب حاد في المنطقة بالإشارة الى خمسة مرتكزات اساسية تعتبر من أهم وظائف حقوق الانسان في المصالح الوطنية، حصرها في الكرامة والعدالة والحرية والمساوة والسلام. فيما تحدث مدير الأكاديمية العليا للدراسات اللواء «م» محمد خوجلي عن الإستراتيجية الإسلامية التي تتلخص في السلام والعدل والحق والنور والاستراتيجية الوطنية الشاملة، بالإشارة للفرعية التي أجملها في الإستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاع والأمن والعلوم والتقانة وإستراتيجية الإعلام والعلاقات الدولية، وذلك من أجل التخطيط والوصول للغايات المرجوة. من جهته دعا زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي الى ضرورة وضع إستراتيجية مضادة لحماية البلاد من الاعتداءات الخارجية، منوهاً بأن الصراعات القائمة بدون إستراتيجيات تنفذ خطة الأعداء بأن نخرب بيوت بأيدينا، مطالباً بمحاربة الفتن الطائفية لمواجهة الصراع في المنطقة حتى لا تكون أدوات تخلق استقطاباً حاداً داخلياً، وقال إن اية جهة تتخذ اتجاها يلغي ضرورة التفاهم بين الآراء ستخلق طرقاً للنزاع، وشدد على ازالة اسباب النزاعات الداخلية التي تمكن اعداء البلاد من توظيف الخلافات الداخلية، منوهاً بالالتفات إلى خمسة مرتكزات أساسية تعتبر من أهم وظائف حقوق الإنسان في المصالح الوطنية، حصرها في الكرامة والعدالة والحرية والمساواة والسلام.