{ هل أصاب أمة الإسلام العمى والصمم؟؟ هل وصل بها الاستسلام والخنوع والانكسار لتفقد كرامتها وعزها وشرفها؟؟ وصمة عار وبثرة قبح على وجهها. وهي ترى إخوتها في الإسلام والعقيدة في إفريقيا الوسطى يقتلون.. فكلاب جهنم.. بعد أن مكنت الصائد من الفريسة توقفت متلذذة بمنظر الأشلاء والأجساد ممزقة بالرصاص «الفرنسيون كلاب جهنم.. نصبوا الشراك لاصطياد المسلمين الأبرياء العزل في إفريقيا الوسطى.. نصبوا المشانق للمسلمين بعد أن مكنوا النصارى.. ليعيدوا للتاريخ الحملات الصليبية.. أشعلوا الفتنة بين أبناء القطر الواحد.. فانهارت قيم الإنسانية وانحدرت الأخلاق.. أعادوا للتاريخ محاكم التفتيش.. بعد أن بذروا الشقاق بين المسيحيين والمسلمين في إفريقيا الوسطى.. لتتحول الدولة الفقيرة إلى محرقة حطبها المسلمون... ضللوا الرأي العام العالمي.. فأغرقوه في طوفان الأكاذيب.. بأنهم بتدخلهم في إفريقيا الوسطى.. سيعيدون الأمن والاستقرار.. للدولة التي هي واحدة من الدول الواقعة تحت نفوذهم.. ولكن في حقيقة الأمر.. دخلوا بقواتهم لإبادة المسلمين العزل الأبرياء.. فما يجري من قتل وسحق للمسلمين في إفريقيا الوسطى.. هو طامة كبرى على أمة الإسلام.. المسترخية والنائمة على اليأس.. فما يجري في إفريقيا الوسطى عار وخزي للذين يتمشدقون بحقوق الإنسان.. فالمشهد الذي تتناقله قنوات العالم.. ليس إبادة لطائفة المسلمين في إفريقيا الوسطى هو دم مسفوك.. وشرف مسفوح وقلب مذبوح وعدل منفي.. ورايات حق منكسة.. للإنسانية.. مجرمو الحرب كشفتهم كاميرات القنوات الفضائية ولا حراك للمنظمة العالمية.. ولا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. فالمشهد أشلاء بشرية.. وعيون مفقوءة.. وبطون مبقورة.. وقلوب مسحوقة وأكباد مهترئة.. وجماجم منفجرة. المشهد أبشع محرقة عرفها التاريخ.. أطفال يصرخون.. ونساء تنوح.. وأم ينزف ابنها بين يديها.. وما بين الدم المهراق واللحوم البشرية المشوية.. كل شيء في إفريقيا.. يصرخ ويستغيث الطين يصرخ.. الأشجار تصرخ.. الحجر يصرخ إلا الضمير الإنساني وحده هو الصامت فصوت الرصاص قتل الرحمة.. فلا شيء في الساحة غير الموت الوحشي.. فإن غاب ضمير المجتمع العالمي فأين ضمير أمة الإسلام؟؟ فالمؤسف أن أمة الإسلام.. من طنجة إلى جاكارتا أصابها السعار والجنون.. فمات فيها العقل والضمير فراحت تأكل أعز أبنائها وأنبلهم وحتى الاتحاد الافريقي.. ومجلس سلمه.. أصابه هو الآخر مرض اكتساح.. وعمى البصيرة والبصر.. فالأقلية المسلمة في إفريقيا الوسطى.. التي تتعرض لإبادة جماعية مسؤول عن حمايتها مجلس الأمن.. والاتحاد الافريقي والمسلمون في بقاع المشرق والمغرب.. فأين مجلس الأمن؟ وأين «الاراجوز» كي مون.. وأين الاتحاد الافريقي؟؟ أين هم جميعاً من هذه المحرقة التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في إفريقيا الوسطى؟؟ ومتى تتوقف أنهار الدماء؟؟ أين هو البند السابع الذي يهدد به مجلس الأمن الدول التي لا تخضع لإرادة إمبراطورية الشر الأمريكية؟؟ ألا يرى الدماء المسفوكة.. والمقابر الجماعية للمسلمين في إفريقيا الوسطى.. ألا يرى تلال الجماجم البشرية؟! فالذي يجري جريمة ضد الإنسانية.. وضد الأخلاق.. جريمة حرب كاملة الدسم.. جريمة ضد فرنسا وضد المجرمين الذين يمارسون القتل بتلذذ واستمتاع.. وأخيراً.. إن صفارات الإنذار الأخلاقي تغطي كل الوجود الإنساني.. عبر كل تاريخه المعذب في الطامة الكبرى في إفريقيا الوسطى.