الناظر لمبنى حوادث مستشفى الأبيض يخيل له أنه لاينقصه شيء لكن عند تجوالنا داخل المبنى وجدناه يعاني كثيراً من الإشكاليات بدءاً بدورات المياه التي تنبعث منها روائح كريهة نسبة لافتقارها للنظافة أو انعدامها تماماً الأمر الذي يؤدي لكارثة بيئية؛ فالمرضى يستنشقون هواءً ملوثاً يمكن أن يؤدي بحياة المصابين (بالربو) ومن المؤكد أن تكون سبباً في نقل الأمراض المعدية ناهيك عن سلة النفايات المتراكمة الموجودة داخل الصيدلية بجانب الأتربة التي تتسرب من النافذة المفتوحة الخاصة بالصيدلية؛ فسوء تهويتها جعل العاملين يلجأون لفتحها إضافة لذلك فثلاجة الصيدلية تحتاج لتغيير لكن إدارة المستشفى لم تعطِ الأمر كبير اهتمام. نقص حاد في الأدوية وعند دخولنا للصيدلية أفادنا مصدر مطلع بصيدلية الحوادث بمستشفى الأبيض أن الصيدلية تعاني من نقصٍ حاد في أدوية الطوارئ إضافة للأدوية المنقذة للحياة والتي يجب أن يتم توفيرها باستمرار نسبة لحاجة المرضى المستمرة، وأضاف ذات المصدر قائلاً: إذا حدث وتوفرت الأدوية لمدة شهر فسوف تنعدم لفترة شهرين متتالين وهذا الأمر يضطر المرضى لشراء الأدوية من الصيدليات الخارجية وبمبالغ مالية كبيرة علماً بأن هناك مرضى لا يستطيعون شراءها لأنهم يعتمدون اعتماداً أساسيًا على الدواء المتوفر بصيدلية الحوادث، إضافة لذلك فإن الصيدلية غير مهيأة وتحتاج لتهوية لأن المكيف الخاص بها متعطل منذ فترة طويلة لذلك فاعتمادها الأساسي على المروحة والنافذة ومن المعروف أن الأدوية تحتاج لدرجات حرارة معينة وطريقة خاصة لتخزين الدواء وهناك بعض منها لايمكن حفظه في درجة الحرارة العادية، وأشار المصدر إلى أن هناك أدوية غير متوفرة بالصيدلية وعندما نطالب بتوفيرها نتفاجأ برد إدارة المستشفى الحوادث بأنها غير متوفرة حتى بالشركة المستوردة وأكد أنها ليست إشكالية ويمكن أن يتم توفيرها من شركة أخرى. مرضى على الأرض فيما أكد مصدر آخر رفض ذكر اسمه حاجة الحوادث بمستشفى الأبيض لتوفير مقاعد للمرضى خاصة في صالة الانتظار التي يوجد بها عدد قليل من المقاعد لايتناسب والكم الهائل من المرضى لأن القلة في المقاعد تعني أن يكون المرضى في حالة وقوف لساعات طويلة في انتظار الطبيب أو نتيجة تحليل ومن لا يقوى على الوقوف فانه يجلس على الأرض أو يستلقى في مشهد يتنافى مع احترام آدمية الإنسان.. ولايخفى على الزائر للمستشفى تلك الأبواب المتهالكة لدورات المياه والتي تحتاج لتغيير عاجل وليس صيانة إضافة لذلك فإن غرفة العمليات الصغيرة غير مهيأة وتحتاج لتهوية ونظافة مستمرة اضافة لذلك فان مساحتها ضيقة حيث يوجد بها عدد نقالتين فقط تسع مريضين فقط بجانب دولاب إلا ان هناك غرفتين غير مجهزتين تحتاجان لتجهيز. فهاتان الغرفتان حالياً خالية حيث تستخدم كمستودع ويتم وضع المعدات القديمة فيهما في حين ان الحوداث تحتاج لغرفة ثانية للعمليات الصغيرة بالاضافة لذلك فإن غرفة العمليات تحتاج لدولاب لحفظ مستلزمات العمليات الصغيرة لان الدولاب الموجود بها قديم متهالك اضافة لحاجتها لثلاجة صغيرة لحفظ الأدوية.والتقت (الإنتباهة) عدداً من المرضى بقسم حوادث الأطفال الذين أكدوا اكتظاظ العنابر بالمرضى حيث يتم تنويم كل ثلاث حالات في سرير واحد وذلك نسبة لعدم توفر عدد كافي من الأسرة. الصحة تنفي نقص الأدوية واستجلاء للحقائق كان لا بد من الاتصال بجهة الاختصاص ففي اتصال هاتفي أجرته (الإنتباهة) مع مدير عام الصحة بولاية شمال كردفان معاوية محمد المنا نفى وجود نقص في أدوية الطوارئ والأدوية المنقذة للحياة وأضاف أن المستشفى عليها مديونية تصل «50» مليوناً ومضى قائلاً: إن إدارة المستشفى تقوم بجلب الأدوية شهرياً وليست هناك حاجة وعند سؤالنا له عن جوانب القصور داخل قسم الحواث خاصة سوء تهوية الصيدلة وتعطل أجهزة التكييف لفترة طويلة أفادنا بأن هذا الأمر يعني إدارة المستشفى وليس الوزارة.