جاء في الأنباء أن الجامعات في كوريا الشمالية «الشيوعية» بدأت تطبق توصية حزب العمال التي تنص على وجوب محاكاة الطلاب تصفيفة شعر الزعيم كيم جونغ أون المميزة والمتمثلة في تقصير الشعر من الجانبين مع إبقاء الشعر طويلاً بأعلى الرأس وفرقه بالمنتصف، وأعلنت إذاعة آسيا الحرة أمس الخميس عن صدور أوامر حزبية تنص على ضرورة أن يقص الطلاب من الذكور شعرهم بنفس طريقة زعيم البلاد الشاب كيم جونغ أون، كذلك فإن التوصية الحزبية لم تستثن الطالبات فقد طالبتهن بتقصير الشعر مثل السيدة الأولى في البلاد ري سول جو وفق ما نقلت الإذاعة الكورية عن مصادر من داخل الدولة، واضطرت الجامعات في كل أرجاء البلاد بتنفيذ التوصية باعتبارها أوامر واجبة التنفيذ، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء بين الطلاب، لكن بالطبع فإن الاحتجاج ممنوع ولا يسمح حتى برفع لافتة أو صدور صحيفة بالجامعة تنتقد أو تجرؤ على مناصحة الحزب الشيوعي الحاكم. يعني إذا كان الزعيم الكبير هناك يلبس بنطلون «ناصل» على طريقة ما يعرف لدى بعض الشباب «بالسيستم» فإن على الطلاب أن ينزلوا من بنطالهم بمقاس يحدده الحزب الحاكم، أما إذا كانت السيدة الأولى تمشط شعرها وتدهنه بزيت الخنزير فليس بمقدورهن مخالفة هذه التعليمات باستخدام زيت زيتون مثلاً، أما إذا كانت تسريحة الزعيم قنبور واحد في الرأس لن يسمح للطلاب أن يضيفوا «شوية هوادة بقنبورين زيادة» لكن لسوء حظ الإسكافية «النقلتية» في السودان أن الزعيم الكوري لا يرتدي حذاء «تموت تخلي» المصنوع من لساتك السيارات لأن السودان كان يستطيع أن يصدر الملايين من هذه الأحذية للطلاب الكوريين بعد صدور الفورمان، وهي تجارة ستوفر فرص عمل للنقلتية وستنعش تجارة اللساتك القديمة لكن الخوف أن «يشلع» اللصوص السيارات البرادو واللكسيس والمرسيدس من أجل جوز لساتك، كما أنهم لن يتركوا عربات الكارو تنعم بلساتكها المسندة «بالكركاسات»، كما أن الشماسة سيهجمون على لساتك الساحات في الأحياء السكنية التي يسور بها الشباب ميادين الساحات منعاً لعبور السيارات وربما لإعاقة عملية قرنصة بعض المحليات على ميادين الحارات. لكن حكومة ولاية الخرطوم ستبدو سعيدة لأن منظمي المظاهرات والاحتجاجات لن يجدوا لساتك يحرقونها في الطرقات. المهم من الحكاية الكورية أن الحكومة الشيوعية هناك تخطت المعايير مثل حقوق الإنسان والحريات والخصوصية والرأي الآخر كلها، وذهبت بالفعل في يسار هذه المفاهيم السياسية والفكرية المتفق عليها بعيداً، فقامت بفرض حتى حلاقة شعر الزعيم وقص شعره، وغداً ربما ستكون هناك أغنية الزعيم ووجبة الزعيم المفضلة أي أن الشعب الكوري المتشابه بطبيعته في الشكل سيتحول إلى فوتو كوبي من الزعيم «المحبوب» والعبارة بين قوسين كانت هي اللقب الرسمي للزعيم الروحي الراحل كيم إيل سونغ وكانت السفارة الكورية في الثمانينات تنشر مواد في بعض الصحف السودانية عن زعيمها المحبوب بأمر الحزب ،لكن الطريف أن شاعراً غنائياً معروفاُ دخل هذا المولد ونسج قصائد عصماء عن الزعيم «المحبوب» وقام بطباعتها في ديوان باسم الزعيم، وقطعاً فهو لم يوزعها على المكتبات لأن المهم هو أن تستلم السفارة الكورية ديوان الزعيم ولا ندري إن كان قبض المعلوم أم لا؟ أخيراً حاج عثمان عندما قرأ خبر قرار فرض تسريحة الزعيم على الطلاب الكوريين قال لصاحبه أبو لبض «غايتو الطلاب ديل مساكين ما بتحلوا من الحكاية دي إلا إذا جات صلعة للزعيم»، بيد أن أبو لبض رد سريعاً وقال «يا خوي يا دابو ما تعبوا لأن الزعيم بحلقم كلهم صلع».