ذكر د. عبد الرحيم محيي الدين في مقال نشره يوم الخميس الماضي بهذه الصحيفة هذه العبارة التي ذكر فيها اسمي بقوله: «كذلك ما كنتُ أود أن أشغل القارئ ولا أشغل نفسي بمثل هذه القضايا التي لا تهم الكثيرين من القراء الذين لم يسمعوا بآراء الشيعة إلا من سعد والركابي».. والمقال المذكور هو رد على الشيخ سعد أحمد سعد، فهو يدعي أنه يكتب كتابة فكرية موضوعية وبينه وبين ذلك بعد المشرقين فهو يكتب وكأنه شخص يرتاد سوقاً للحراج أو ما شابهه ولذلك ختم مقاله بقوله التالي: «وأنا أوجه السؤال لأستاذنا الفاضل العلامة محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان عن موقع سعد أحمد سعد في هيئة علماء السودان هل هو الكافتيريا أم البوابة؟..»، فهل هذا التعبير من الموضوعية أم من المناقشة الفكرية في شيء؟! نعم أنا أعلم أن ما يكتبه الشيخ سعد وغيره في التحذير من الرافضة وخططهم وإعلانه عن ثورة علمية للموحدين في التحذير من مذهب السبئية، أعلم أن ذلك سيثير حقد المتبعين للنحلة الرافضية أو الموالين لها أو المغشوشين والمخدوعين بمسرحية الوصية وحب أهل البيت التي يجيدها الروافض، وقد ناقشتُ وناقش غيري لسنوات فاقت الست سنوات بهذه الصحيفة وتمت مناقشات علمية كثيرة وامتدت حلقات عديدة. ولا أقول هذا دفاعاً عن الشيخ سعد أحمد سعد فأتوقع رده وتعقيبه، وإنما أردت التعقيب على العبارة التي ذكرني فيها الكاتب، حيث لم يأت بجديد فإن بعض الكتاب المتشيعين والمتأثرين بالتشيع يدندنون كثيراً بتقليل حجم الوجود الشيعي في مجتمعنا وذلك حتى لا تكثر وتستمر حملات التحذير العلمية التي هي منتشرة في مجتمعنا في المدن والقرى والمساجد والجامعات والأسواق وغير ذلك.. وأيّاً كان قصد الكاتب أو هدفه فإن كلامه غير صحيح، وقد رددتُ قبل فترة بهذه الصحيفة على أحد كتاب الأعمدة فأعيد بعض ما قلته في الرد عليه ومن ذلك: أولاً: إن المؤسف أن يكون في مجتمعنا من تشيعوا بل نصّبوا أنفسهم دعاة للتشيع!! وهي ثمرة طبيعية لفتح المجال للشيعة بفتح المراكز ونشر الكتب وتوزيعها وبرنامج الدعوات والزيارات الخارجية الذي استهدف مجموعة ليست قليلة من أبناء وبنات مجتمعنا. ثانياً: صدرت رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية موضوعها في: الوجود الشيعي في السودان ببيان مظاهر هذا الوجود وأسبابه وآثاره. والرسالة أجيزت في الجامعة وبها معلومات مثبتة بإمكان من يتشكك في الأمر مطالعتها. بمواقع الانترنت والمنتديات وجود لشيعة سودانيين عاكفين بالليل والنهار يجهرون بسب الصحابة وشتمهم وشتم زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، وفي مناقشة لي مع بعضهم استمرت لشهرين ونصف في أحد أكبر المنتديات السودانية توثيق لهذا الوجود وقد شاركني في هذه المناقشة مجموعة من الإخوة الأفاضل.. وهل خفي على الأخ الدكتور أن كتباً شيعية تدعو للتشيع ألّفها سودانيون من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا؟! وقد اصطلح الشيعة على تسميتهم ب «المستبصرين» لأن البقية من غير مستبصريهم !!«عمي» في نظرهم لأننا نتولى أبا بكر وعمر وعثمان وعلي جميعاً!! ومن تلك الكتب على سبيل المثال: «ودخلنا الباب سجداً» وكتاب آخر بعنوان: «بنور فاطمة اهتديت».. وغيرهما، وبصفحات«اليوتيوب» نماذج لذلك، ومن العجائب أن تشاهد سودانياً معمماً في صفحات«اليوتيوب» وهو يقول: «قول الشيعي يا علي هو عين قولنا يا الله»!! ثم يحاول أن يبرر ذلك مندفعاً مستميتاً مستعيناً بفلسفات تتجه نحو عقيدة الحلول والاتحاد!! المتأثرة بعقيدة النصارى التي تزعم اتحاد اللاهوت في الناسوت. ثالثاً: صدرت كتب تحدثت عن الوجود الشيعي في السودان وإفريقيا وفيها إحصاء وتتبع لمناطق وجودهم وأسماء من تشيعوا. رابعاً: هناك من يذكر معلومات عن الوجود الشيعي ويصوّر الأمر بأكبر من الواقع وهذا خطأ بلا شك، إلا أن الواقع يشهد بوجود دعوة وحرص على التشييع وهو ما يوجب على العلماء والدعاة مواجهته بالعلم والبيان وعلى عامة الناس الانتباه لذلك، فإن سلف هذه الأمة كانوا يعلمون أبناءهم حب الصحابة وهم صغاراً، وعلى الجهات المختصة في الدولة دور كبير ومسؤولية عظيمة في الحفاظ على الإرث الذي وجدت عليه مجتمعنا من موالاة الصحابة والقرابة جميعاً، وفي لقاء تلفزيوني منشور بالانترنت لسفير الأردن الأسبق بإيران بسام العموش ذكر فيه أنه لا يوجد مسجد لأهل السنة تصلى فيه الجمعة بطهران، فكيف يريدون إقامة الحسينيات في عواصم بلادنا؟! . وأختم بأننا على يقين أن التشيع نبتة لا تقبلها أرضنا والدليل على ذلك رجوع كثيرين، كما أن كثيراً من المتشيعين هم من المنبوذين في مجتمعاتهم وقد نشرت مقالاً قبل أيام بعنوان: الرفض والتشيع نبت لا تقبله أرضنا.. ولكن على الجهات المنوط بها حفظ الدين وهو أعظم الضروريات الخمس القيام بما يجب عليها... وإنها مسؤولية عظيمة يشترك فيها المجتمع كله... وعليه فقول الكاتب إن كثيراً من القراء لم يسمعوا بآراء الشيعة إلا من الشيخ سعد والركابي قول غير صحيح والواقع يكذبه، فالتشيع له وجود في مجتمعنا والتحذير منه غطّى القرى والحضر والناس الآن جهالهم قبل علمائهم بمجتمعنا يعرفون من هم الشيعة ويعلمون عن تقيتهم وعن سبهم وتكفيرهم للصحابة وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام ويدركون خطرهم ولا يذهب كثير من الدعاة بلدة إلا ويطلب كثير من الناس منهم أن يجتهدوا في التحذير من المد الرافضي.. وأتمنى أن يطلع الكاتب على رسالة الماجستير التي ذكرتها ليعلم أن كلامه أعلاه كما يقال مجرد«نَجِرْ عِز الضُّهُر» ..!!