إن أخشى ما أخشاه أن يكون الأخ الدكتور المتباهي ما كتب كتبه هذه كلها إلا دفاعاً عن الشيعة. انظروا إليه ماذا يقول عن الشيعة: ص «105» لا شك أن الحديث عن الشيعة يختلف عن الحديث عن الفرق الإسلامية الأخرى كالخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة والجبرية الذين لا وجود لهم كمجموعات.. الشيعة اليوم يقارب عددهم ربع المسلمين «يقصد ثلث المسلمين!» ويصل عددهم إلى مائتي مليون مسلم «يقصد شيعي!» أو يزيد عن ذلك وينتشرون في العديد من الدول الإسلامية ولهم مرجعيتهم الدينية وروابطهم وعلماؤهم وإعلامهم وفضائياتهم ومؤلفاتهم وصلاتهم مع قضايا الإسلام!. ثم يعود ليكرر ذات الأكذوبة قائلاً: «ومناصرتهم لقضية المسلمين المركزية فلسطين ودعمهم لحركات المقاومة الإسلامية من أجل تحرير فلسطين» وذات الأسطوانة التي لا علاقة لها بتطور الفكر الإسلامي بل هي أوضاع وجود مادي لا علاقة لها بالفكر ولا بالمعتقد، بل أن الأخ يدافع عن الشيعة كما يتنفس.. إذن الشيعة اليوم ليسوا هم شيعة الأمس الذين حكى عنهم الشهرسناتي أو الأشعري أو البغدادي ليسوا هم تلك الفرقة التاريخية التي تراوحت بين التطرف والغلو والاعتدال..!! صدق وهو الدكتور المتباهي ودائماً فإن الشيعة لم يغادروا منصة التطرف والغلو قيد أنملة. مشكلة الأخ الدكتور أنه يعد الشيعة فرقة من فرق الإسلام، بل هو يسعى جاهداً لوضعها مع أهل السنة جنباً إلى جنب حتى أنه كلما أنحى باللائمة في موضوع على الشيعة زج معهم «إخوانهم» السنة وسنرى ذلك كثيراً. يقول: ص«106» «شيعة اليوم هم الشيعة الإمامية الجعفرية الاثني عشرية، هم غير شيعة الأمس، لذلك يجب تناولهم بصورة علمية موضوعية تبتعد عن خلفيات الصراع السياسي التاريخي والطائفي.. بصورة دقت أسفين الفرقة بين الأمة الإسلامية بشقيها الشيعي والسني». ويقدم الشيعي على السني، عجبي!! فالدكتور يعتبر الشيعة فرقة من فرق الإسلام وأخطر من ذلك ينسبها إلى الإمام جعفر ويسميها الجعفرية.. والدكتور أظنه.. وليس كل الظن إثماً.. يعد الإئمة الاثني عشر من الشيعة الرافضة.. مع أن العلم متوافر من أقوال الأئمة أنفسهم ببراءتهم من التشيع والرفض والغلو في آل البيت وفي الصحابة وفي أمهات المؤمنين.. والإمام جعفر الصادق من التابعين وهو من أهل السنة ولعنه للرافضة مشهور ومعلوم، وكذلك كلام أبيه الباقر كما أوردناه. إن الدكتور يريد أن يتجاوز القضية المحورية بين أهل السنة وأهل الرفض، فيكثر ويطيل في الحديث عن علاقات أهل البيت سيدنا علي رضى الله عنه والحسن والحسين وبقية أهل البيت مع الصحابة ومع الخلفاء الراشدين وما قاله فيهم وكيف تعامل معهم وأصهر إليهم.. ويسهب الدكتور في الأمر وكان حرياً به أن يجعل ذلك في رسالة يوجهها إلى الحمقى من المعممين والآيات والمراجع الشيعية الذين يسبون الصحابة سباً ولعناً ليلاً ونهاراً بلا تهاون ولا انقطاع. إن القضية المحورية هي في الذين يكذبون على آل البيت ويقولون بألسنتهم زوراً في الصحابة وأمهات المؤمنين قولاً يخرجهم من الملة. إن الدكتور يعدد معتقدات الشيعة ويدافع عنها دفاع المستميت، بالله انظروا إليه ماذا يقول ص «136» من كتابه عن معتقدات الشيعة: «قبل ذكر المرتكزات العقدية عند الشيعة لا بد لنا أن نذكر أن الشيعة لهم مصادرهم الخاصة في تلقي الخبر والحديث.. فما عند أهل السنة من كتب الأحاديث كالبخاري ومسلم والصحاح الأخرى لا تعتبر حجة عند الشيعة وهم غير ملزمين بأخذ الأحاديث التي وردت فيها إلا إذا اتفقت مع ما عندهم من أحاديث وردت إليهم عبر أئمتهم من أهل البيت». وهذا اعتراف واضح وصريح من الدكتور المتباهي بأن دين الرافضة غير دين أهل السنة. بل إن الرافضة أنفسهم صرحوا بأن دين أهل السنة ليس بدين لهم ولا رب أهل السنة برب لهم ولا نبي أهل السنة بني لهم. يقول نعمة الله الجزائري إن رب السنة ليس ربنا ونبيهم ليس نبينا وفي رواية أخرى يقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا الرب الذي خليفة نبيه عمر بربنا وهذا في الأنوار النعمانية ج2 ص «278». وهذا قول لا سبيل للاعتذار عنه ومهما قيل فيه فإن أقل ما يمكن أن يعتذر به عنه يجعله استخفافاً بالله وبحكمته ومشيئته وربوبيته.. في أدنى الحالات قائله كافر والساكت عنه كافر والراضي به كافر والمدافع عمن قاله والمعتذر له كافر. وأنا أسألك سؤالاً مباشراً وبسيطاً وليس وراءه مؤامرة ولا مكيدة ولا حيلة. هل شيخ الشيعة باقر المجلسي كافر؟وهل نعمة الله الجزائري كافر؟ وهل الطبرسي صاحب الاحتجاج كافر؟ وهل الكركي كافر.. الإجابة من عندك قطعاً لا؟ فأجبنا من الكافر من هذه القصة؟ يقول المرجع آية الله باقر المجلسي «لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من اعتبره مسلماً وعلى كل من يكف عن لعنه» جلاد العيون ص «45». ويقول في «حق اليقين» ص «522» «إن أبا بكر وعمر كانا كافرين والذي يحبهما كافر أيضاً». الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلعن عمر ويعتبره مسلماً ويشهد له بالجنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء ينطبق عليه ما يتفوهون به من خنا وخبث وسفه وانحطاط!! عجيب!! يقول الكركي «إن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد بكفره فهو عدو الله ورسوله كافر بما أنزل الله» نفحات اللاهوت ص «57». فهل الكركي كافر؟ أم أن الرسول كافر؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله. ماذا يقول الطبرسي؟ يقول إن منزل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل! أليس هذا طعناً في رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفيراً له؟ فهذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أشد الطعن.. وأنت تدافع عن الشيعة الرافضة وتدعو إلى التقريب بيننا وبينهم. إن مقتضى قول المجلسي والطبرسي والكركي والجزائري تكفير النبي صلى الله عليه وسلم وتكفير أهل السنة. ولم نسمع أحداً أنكر عليهم أو كفرهم. فإذا كنت أنت من أهل السنة فأنت عندهم كافر.. وإذا كنت من الشيعة الرافضة أو ممن يدافع عنهم فأنت بمقتضى هذا القول كافر لأن من يرضى لنبيه الكفر فهو كافر. وإن كان رضاه سكوتاً.. وأنت تعلم السنة قولاً أو فعلاً أو تقريراً. وأنت تستميت في الدفاع عن الشيعة الرافضة الإمامية الغالية وتعتذر لهم عن جل عقائدهم ولم تخالفهم في شيء مخالفة واضحة صريحة إلا في موضوع المهدي فقط، وجاريتهم وتعللت لهم بالعلل في موضوع التقية ص «146» وقلت: «لقد توسع خصوم الوحدة الإسلامية في تضخيم مسألة التقية وجعلها ناسخاً لكل فعل إيجابي». يا صديقنا.. اتق الله!! هل هناك تضخيم أكبر من قولهم «التقية تسعة أعشار الدين.. ولا دين لمن لا تقية له» وينسبون ذلك كذباً للتابعي الجليل جعفر الصادق؟ بل أنت تنسب التقية للقرآن الكريم ص «147».. وهذا إسراف منك والكل يعلم أن تقية الشيعية أسلوب دعوي ماكر خبيث وتقية المسلم تقية عارضة ومؤقتة ولدفع أذى جسيم وضرر قد يؤدي إلى القتل. وهي عند المسلم السني ليست بتسعة أعشار الدين ومن لم يتق وتحمل الأذى فلا بأس عليه ولا يكفر.. وانت جاريتهم ومالأتهم واعتذرت لهم حتى في تحريف القرآن الكريم وأنت تعلم علم اليقين أنهم يقولون إن القرآن محرف وإن قرآنهم هو مصحف فاطمة وموجود هذا في الكليني والتحريف ثابت عند الشيخ الحفيد في أوائل المقالات و عند العاملي في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأسرار ومشكاة الأنوار وعند محمد باقر المجلسي في مرآة العقول وعند نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية.. وعند سلطان محمد الخراساني في كتاب بيان السعادة وعند الحسن العاملي أنه من ضروريات المذهب. ومنهم أيضاً القمس والفيض الكاشاني ويوسف العجراني والنوري الطبرس له كتاب سماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب. والدليل على أنك تدافع عن كفر الشيعة باستماتة ما بعدها استماتة أنك تقول في ص «159» من كتابك «إذاً يضحى الحديث عن أن للشيعة مصحفاً خاصاً بهم هو مصحف فاطمة هو نوع من المزايدة السياسية والخصومة المذهبية» اقرأوا كلامه إلى نهايته. بالله انظروا إلى هذا المفتري!! اطمئن، نحن لا نصدق أن الله أنزل مصحفاً على فاطمة الزهراء حتى نقبله أو ننكره، لكن الذي ننكره هو القول به والتوسع في إطرائه ومدحه وتقديمه على كتاب الله وإذا كان موجوداً فهو تزوير وتحريف.. والتحريف عند الرافضة معمول به في النص وفي التفسير وفي التأويل وكلها باطلة. ولولا أن المجال لا يسعنا هنا لرددنا على كل محاولاتك لتبرئة الرافضة من الطعن في القرآن الكريم التي أوردتها في صفحات 168 176 بقي لنا في الرد عليك الكثير.. في دفاعك عن تكفير الصحابة والقول بالعداء وسب أمهات المؤمنين والعصمة والرجعة وعلم الغيب إلى آخره.. فأنت تدافع عن ملة فرغ السلف من الحكم عليها بالكفر منذ قرون!!