في بيان صحفي عن دورة الانعقاد العادي لمجلس الشورى القومي يومي الجمعة والسبت الماضيين، ذكرت الحركة الإسلامية للنخبة السودانية المعاصرة والمؤسسة والمساندة للسلطة الحاكمة القائمة إنها: «بعد استعراض المجلس لورقة مرتكزات التطوير والإصلاح الشامل ثمن الجهود المبذولة من قبل الدولة وحزب المؤتمر الوطني في الدعوة للحوار مع الآخرين وبسط الحريات العامة ومحاربة النزعات الجهوية والقبلية والاستمرار في الدعوة للسلم الاجتماعي ووقف الحروب والاقتتال القبلي وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية وتقوية الأجهزة العدلية وبذل الجهود الإضافية في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي». وأضاف البيان: «إن مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية الذي يراقب ويتابع ما يجري في العالم من مخططات تستهدف عقيدة المسلمين ومستقبل الحركات الإسلامية، يجدد قناعته بأن تطلعات الشعوب العربية والإسلاميية تتجه بكلياتها نحو الإسلام الذي يلبي أشواقها وينسجم دائماً ولا يتعارض مع الروح الوطنية والقومية لكل بلد، ويؤكد على حريات الشعوب وسيادتها في أرضها واستقلال قرارها. وأشار البيان إلى سعادة مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية بالفوز المؤزر الذي حققه حزب العدالة والتنمية بتركيا في الانتخابات الأخيرة مما يؤكد انحياز الشعب التركي الواعي لميراثه الحضاري وانفعاله بقيم الحرية والعدالة واستقلال القرار الوطني عن الإملاءات الخارجية». وبهذه المناسبة وفي إطار المساهمة في الحوار الوطني السوداني في الوقت الحالي تجدر الإشارة لما ورد في خلاصة لبحوث شتى كتبها الباحث الأكاديمي السوداني المتميز بروفيسور محمد الحسن بريمة بعنوان «رؤية القرآن للعالم ودلالتها على أولويات المشروع الإسلامي في السودان»، وهي الخلاصة التي صدرت في كتاب عن هيئة الأعمال الفكرية بالخرطوم أواخر العام 2012، وذلك في طبعة خاصة بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية آنذاك. وكما هو معلوم فقد شهد ذلك المؤتمر حدوث انقسام في الصف الداخلي للحركة الإسلامية السودانية المؤسسة والمساندة للسلطة الحاكمة القائمة وذلك على النحو الذي رأى فيه البعض في تلك الفترة إنه يعتبر دليلاً على فشل هذه الحركة في إثبات القدرة على إدارة الحوار الداخلي في صفوفها ناهيك عن أن تكون لها قدرة على المشاركة الفاعلة في الحوار الوطني الجاري بالسودان في الوقت الحالي. وعلى العموم، وبالعودة لما ورد في خلاصة البحوث المشهورة والمنشورة للباحث الأكاديمي السوداني المتميز بروفيسور محمد الحسن بريمة كما جاء في الطبعة الخاصة للكتاب الذي صدر عن هيئة الأعمال الفكرية بالخرطوم أواخر العام 2012، فقد ذكر الكتاب المشار إليه في مقدمته أنه: «في إطار خبرة الباحث بالزمان والمكان فإنه يؤكد التمييز بين أولويات المشروع الإسلامي في السودان، وهي أولويات إستراتيجية، وبين الأولويات الحالية للدولة والحكومة والمجتمع السوداني، وهي غالباً أولويات آنية تمليها ظروف المدافعة لقوى وأوضاع خارجية وداخلية مشاكسة، ولذلك فالغالب أنهما لا يتطابقان بل قد يتقاطعان في أحيايين كثيرة. وتحت عنوان: تطببيق الشريعة أم إقامة الدين؟ ذكر البروفيسور محمد الحسن بريمة أنه يرى أن هناك ضرورة لمراجعة الخطاب بالدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وذلك لأن أصحاب هذا الخطاب لا يقصدون فيما يبدو من ظاهر أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم من الشريعة إلاّ معناها الإصطلاحي، وهو تطبيق الأحكام التكليفية العملية. والشريعة بهذا المعنى هي مجرد منهاج أي وسيلة ولا بد لها من هدف أو مقصد أي شرعة وبما أن المقاصد لا بد أن تتقدم الوسائل، لا من حيث الترتيب فحسب، بل من حيث الأهمية أيضاً لأنها هي التي تحدد من يناسبها من وسائل، فإن السؤال إذا كان الأمر كذلك فما معنى التركيز على تطبيق الوسيلة مع إهمال تام لمقاصدها؟ ثم أن الأحكام التكليفية العملية هي زاوية واحدة من زوايا النظر إلى ذات الفعل أو العمل الذي هو الوسيلة الحقيقية لتحقيق مقاصد الدين في الواقع، ولهذا فإن السؤال هو: ماذا عن زوايا النظر العملية الأخرى لذات الفعل والتي لا تقل أهمية عن النظرة الفقهية وذلك حتى يأتي المكلف بالفعل الأرشد وبالطريقة الأفعل وذات الأثر الأكبر في تحقيق مقاصد الدين في الواقع بطريقة مثلى.