٭ كان «وهج» الأمس يتحدث حول ذات الموضوع، وهو المخدرات السلاح الفتاك الذي يصوَّب على رؤوس الشباب تحديداً فيفتك بعقولهم ويدمرهم ويحدث الخراب فيهم، حيث أن الشباب هم ركيزة البناء للمستقبل. ٭ مشكلة المخدرات مشكلة كبيرة لا يمكن أن يُسكت عليها، بل تحتاج لمواصلة واستمرارية في أساليب المكافحة والمعالجة بصورة تجعل انتشارها محصوراً في نطاق ضيق حتى تتم السيطرة عليه واجتثاثه. ٭ حتى اللحظة الناس لا يدركون خطورة هذه المخدرات واتساع رقعتها وانتشارها بصورة مزعجة حقيقة ومقلقة.. وكثير من جرائم تعدي الأبناء على والديهم تكون نتيجة إدمانهم لهذه المخدرات، وهذا الإدمان يقود كثيراً لجريمة القتل لأحد الوالدين أو كليهما... إذا تعذر الحصول على المال الذي يمكنه به شراء هذه الآفة... وهو دافع كبير جداً لإتيان جرائم السرقة من داخل البيت وبيع الذهب الخاص بأفراد الأسرة.. وقد تقوده حالة الإدمان لبيع البيت الذي يسكنونه دون علم الوالدين إلا لاحقاً... حينما تلتف حوله الشللية المنحرفة من المروجين والتجار وأصدقاء السوء. ٭ كثير من المدمنين أفلسوا بآبائهم ولحقوهم «أمات طه». ٭ إدمان المخدرات له أسبابه... إما للانتقام من الوالد إذا كان تاجراً ناجحاً أو وزيراً أو مسؤولاً كبيراً... ودائماً المجرمون يستهدفون أولاد أمثال هؤلاء بغرض الابتزاز ومن ثم التفليس بهم وتدميرهم نتيجة الحقد والحسد.. وهذا سهل حدوثه نتيجة لغياب المسؤولين عن منازلهم وأسرهم لفترات طويلة لهثاً وراء المناصب والكراسي التي لا تجلب غير دمار الأسر وتحطيمها ومن ثم خراب المجتمع. ٭ إذن نتفق على أن بداية الخلل تكون بالأسرة ثم ينتقل الى المدرسة فالمجتمع، لتساعد بعد ذلك عوامل كثيرة وسيطة في جعله النشاط المهم لدى هذه الشرائح. ٭ الشريحة التي تنتقل فيها نيران المخدرات كانتقال النار في الهشيم هي شريحة الشباب.. حيث المراهقة والتقليد وإثبات الشخصية والصراعات بين الكبار.. فيروح ضحيتها الصغار الشباب. ٭ العالم الآن يشهد صراعات اقتصادية وتدميراً قاسياً له.. نتيجة تجارة المخدرات والعمل فيها.. فمشكلات غسيل الأموال وغيرها من التدهور الاقتصادي تجد المخدرات هي واحداً من العوامل الرئيسة في ذلك. ٭ اللواء المكي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كنت في حديث مطول معه عبر الهاتف... ووجدت الرجل قلقاً جداً لهول مشكلات هذه المخدرات ومهموماً بقضيتها.. وهو دائماً يردد أنه لوحده كإدارة لن يفلح أبداً في علاج هذه المشكلة إذا لم تتضافر معه كل الجهود كما قلنا بالأمس تماماً، حيث اتفق معنا في ما ذهبنا إليه أمس عبر ذات الوهج بأن المشكلة تحتاج لعون المجتمع بأكمله بكل مؤسساته ووحداته وإداراته وأفراده.. بنقل المعلومة وتسليمها متى توفرت له. ٭ السيد اللواء المكي رغم حداثة عمله بهذه الادارة إلا أنه خبرها جيداً.. فكان معظم حديثه علمياً يطمئن إلى أن الادارة يمكن أن تفعل شيئاً. ٭ يقول السيد اللواء إنهم يعملون من منطلق ركنين أساسيين في فكرة المكافحة.. الأولى خفض العرض وهذه مهمتنا بالمراقبة والمكافحة والابادة والقبض والتقديم للمحاكم وما بعدها من عقوبات والثانية هي خفض الطلب... وهذه أيضاً تقع تحت مسؤوليتنا بالتوعية والإرشاد والوعظ وتشترك معنا جهات عدة كالإعلام مثلاً.. له دور كبير وفعال في هذا الخفض وبقية الأجهزة الأخرى.. ولم يحدث أن وجدنا أي برنامج اعلامي إذا كان اذاعياً أو تلفزيونياً أو صحفياً أو ندوات مدارس أو محاضرات.. لم نترك ذلك وإلا تحدثنا حول خطورة هذه المخدرات لخفض طلبها بالتبصير والتوعية بخطورتها. ٭ وزاد قائلاً إنهم في هذه الادارة يتعاملون مع كل معلومة ترد إليهم بكل جدية صادقة كانت أو كاذبة.. فهم يرون إذا كانت صادقة وجبت المكافحة وإذا كانت غير ذلك وجب تكذيبها. ٭ ويقول المكي إن الذين يتاجرون بهذه الكارثة موجودون في وسط الناس في الأحياء ويعيشون معهم وبينهم... لذا نحن نؤمن مصادرنا... ولا تستطيع أية جهة أن تكشف سريتهم.. وحتى لا يترددوا علينا يمكنهم أن يوصلوا هذه المعلومات حتى لو بالهواتف.. فنحن نحترمها ونتعامل معها ونتخذ فيها الإجراء اللازم. ٭ حول المخدرات والابداع وكيف تباد المخدرات المقبوضة وإلى ماذا يحتاجون في عمل المكافحة وأين تذهب دخاخين الإبادة؟ كلها أسئلة ستكون إجاباتها في عمود الغد بإذن الله «الرسائل الصادقة»... انتظرونا.