شهدت صادرات السودان من الثروة الحيوانية ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الماضية مما ساهم في الدخل القومي لفترات طويلة إلا أن المشكلات التي تعرض لها القطاع في السنوات الأخيرة أقعدت به عن القيام بدوره المنوط به بجانب تراجع الصادر إلى أسواق عدد من الدول العربية والتي تعتبر سوقاً رائجة لتلك الصادرات وساهم في خروج السودان من المنافسة العالمية في هذا المجال وذلك لوجود عدة مشكلات تمثلت في ارتفاع رسوم الصادر والتي لعبت دوراً كبيراً في رفع أسعار صادرات البلاد من قطاع الثروة الحيوانية بجانب عدم تأهيل المحاجر والمسالخ المحلية، وتعتبر المشكلات الفنية والتي تتمثل في الشهادات الصحية واعتماد شهادات المنتج وتعقيدات شهادات المنشأ كذلك إجراءات المواصفات وتقييم المطابقة واعتماد المواصفة الدولية، بجانب القيود المالية فتتمثل في مغالات المصارف العربية في أسعار التحويلات المصرفية ورسوم الاعتماد وتحديداً فيما يتعلق بالعمولات وبالإضافة إلى ما ذكر فهناك مشكلات تواجه التجارة في السلع داخل السودان، ولكن يبدو أن بداية العام ستشهد الصادرات نهضة مرة أخرى فمن خلال حديث المسؤولين بالقطاع عن ارتفاع حجم الصادرات الحية إلى 5 ملايين رأس، وأوضحت وزارة الثروة الحيوانية الاتجاه لفتح الصادرات للمملكة العربية السعودية وتوقعت أن ترتفع صادرات اللحوم إلى أكثر من 30 الف طن بجانب 5 ملايين رأس من الحيوانات الحية مبينه أن صادرات السودان من اللحوم المذبوحة لم تتجاوز 2 ألف طن في السنة، اقتصرت على الإمارات والأردن وقطر والبحرين وقال إن سياسة الوزارة تتجه نحو صادر اللحوم للحصول على قيمة مضافة، وتوقع قفزة عالية لصادرات اللحوم لجمهورية مصر العربية عن طريق النقل البري المبرد بعد فتح الطريق البري ارقين اشكين عن طريق وادي حلفا ما يقلل تكلفة النقل، وكشف رئيس شعبة مصدري اللحوم باتحاد الغرف التجارية د. خالد المقبول أن حجم التجارة في اللحوم السودانية تجاوزت 15 مليار دولار مشيرًا إلى أن السوق السعودية تعتبر واعدة للحوم السودانية متوقعاً أن تصل بنهاية العام إلى 5 ملايين رأس بمبلغ مليار دولار مؤكدًا الاتجاه لمعالجة مشكلات المصدرين في أسرع وقت ممكن في وقت أوضح فيه رئيس شعبة مصنعي ومنتجي اللحوم بالغرف الصناعية د. عماد أبو رجيلة أن السودان يواجه مشكلة التصنيع في مجال الصادر مما ساهم في ضعف الصادرات والتي قد يكون لها تعظيم للقيمة المضافة وقال خلال حديثه ل (الإنتباهة) إن الصادرات السودانية تواجه العديد من المشكلات أقعدتها عن المنافسة لافتاً إلى أن فتح السوق السعودية فرصة لانتعاش صادرات اللحوم السودانية سوا كانت الحية أو المذبوحة وذلك عبر تغيير الدولة للسياسات التي تخص الصادر مشيرًا لضرورة معالجة السياسات المالية بمعنى خفض السعر التأشيري للصادر، لافتاً لخسارة المصدرين بنسبة كبيرة بعد توريد «10%» من حصيلة الصادر عبر بنك السودان مشيرًا لمساهمتها في خلق نوع من العشوائية كتجارة العملة واستخدام سجلات وهمية للصادر وقال لا بد من وضع سعر تشجيعي وحوافز لتجارة اللحوم يصل إلى 10% وأشار أبو رجيله لضرورة تجهيز السوق السودانية عبر الجهات المعنية لافتاً لتنفيذ اشتراطات السلامة الغذائية بالمسالخ السودانية وزيادة عددها عبر اتجاه الدولة للاقتراض من الخارج بشركات مع القطاع الخاص، وأشار لاتجاه القطاع لوضع مصفوفة تشجيع الصادر تم رفعها للقطاع الاقتصادي لتحسين وضع الصادر شملت كل السياسات بمشاركة الخبراء ولكنها لم تجد الدعم، وأضاف لا بد للدولة الاهتمام بصناعة اللحوم باعتبارها المرحلة الأخيرة للقيمة المضافة خاصة أن مصانع اللحوم واجهت في الفترة الأخيرة حملة من بعض أجهزة الدولة بوضع قيمة على المدخلات المستخدمة في التصنيع، مشيرًا لضرورة تخفيض تكلفة الكهرباء والمياه والتي تصل «4,5» مليون جنيه في الشهر بجانب خفض الجبايات وزيادة القدرة التنافسية للدولة.