تحدث السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن أهمية اتخاذ خطوات حقيقية وحاسمة لإيقاف انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تتسبب فيه الدول الصناعية وهو يؤدي بدوره لارتفاع درجة تسخين الأرض أو ما بات يعرف بالانبعاث الحراري. الدول الصناعية الكبرى التي تستخدم الفحم في الحصول على الطاقة وعلى رأسها الصين تحاول أن تصل لاتفاق في كل المؤتمرات التي تعقد لتصل لاتفاقيات دون جدوى وسيظل الدخان يرتفع ونعرق نحن. وقد كتب الدكتور جون تيودور هوتون أستاذ فيزياء الغلاف الجوي بجامعة أكسفورد سابقاً، ومؤسس مركز هادلي لأبحاث المناخ، وكان رئيساً مشاركاً لمجموعة عمل التقييم العلمي التابعة للجنة الدولية لدراسة التغيرات المناخية وكبير محرري أول ثلاثة تقارير صادرة عنها. وقد ترجم هذا المقال أمين علي وقد جاء فيه: «مما يؤسف له أن أصحاب المصالح الخاصة الأقوياء أنفقوا الملايين من الدولارات على نشر معلومات مضللة عن تغير المناخ. ففي البداية حاولوا إنكار وجود أي دليل علمي يؤكد حدوث ظاهرة الانحباس الحراري. ثم في وقت لاحق تقبلوا إلى حد كبير حقيقة تسبب الأنشطة البشرية في تغير المناخ ولكنهم زعموا أن تأثير هذه الأنشطة لن يكون كبيراً، وأننا نستطيع أن «ننتظر ونرى»، وأننا قادرون على أية حال على إصلاح الأمور في أي وقت إذا ما تبين أن المشكلة ضخمة حقاً. إن الأدلة العلمية لا تؤيد مثل هذه الحجج. والعمل العاجل مطلوب، سواء من أجل التكيف مع التغير الحتمي للمناخ أو للحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الانحباس الحراري، وخاصة ثاني أكسيد الكربون، سعياً إلى منع المزيد من الضرر بقدر الإمكان. لقد بات من المُسَلَّم به الآن أن الضرر الواسع النطاق الناجم على سبيل المثال عن ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تواتر وشدة موجات الحر والفيضانات والجفاف سوف يحدث حتى ولو كانت الزيادات طفيفة في متوسط درجات الحرارة العالمية. وعلى هذا فمن الضروري أن تُبذَل جهود مضنية للحيلولة دون تجاوز ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية لدرجتين مئويتين نسبة إلى مستوى ما قبل عصر الصناعة. وإذا كان لنا أن نحظى بفرصة طيبة لتحقيق هذه الغاية فينبغي علينا ألا نسمح لتركيزات ثاني أكسيد الكربون بتجاوز «450» جزءاً في المليون «وهي تقرب الآن من 390 جزءاً في المليون». وهذا يعني ضمناً أن إجمالي الانبعاثات العالمية من غاز ثاني أكسيد الكربون لا بد وأن تنخفض بحلول العام 2050 إلى أقل من «50%» من مستوى عام 1990«يتجاوز إجمالي الانبعاثات الآن هذه النسبة بحوالي 15%»، وأن متوسط الانبعاثات في البلدان المتقدمة لا بد وأن ينخفض بنسبة «80%» على الأقل عن مستوى عام1990 ولقد تعهدت المملكة المتحدة بالفعل بإلزام نفسها بهدف تخفيض الانبعاثات بذلك القدر، كما أعرب الرئيس باراك أوباما عن نيته في إلزام الولاياتالمتحدة بنفس الهدف. «مع أن سلفه المستر بوش رفض التوقيع على اتفاقية كيوتو التي تضع خطوطاً لمحاربة الإنبعاث الحراري». هناك متطلب أساسي واضح يتلخص في ضرورة وقف إزالة الغابات المدارية في غضون العقد أو العقدين المقبلين، وذلك لأن قطع هذه الغابات مسؤول عن «20%» من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري. أما عن الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري فقد حددت وكالة الطاقة الدولية بالتفصيل في التقرير الذي أصدرته تحت عنوان «آفاق تكنولوجيا الطاقة» التقنيات والتدابير المطلوبة في بلدان وقطاعات مختلفة لتحقيق هذه الأهداف. وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى ضرورة اتخاذ تدابير قوية وحازمة في الأمد القريب لضمان توقف مستويات الانبعاث العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون عن الارتفاع «الزيادة الحالية تتجاوز 3% سنوياً»، على أن تبلغ هذه الزيادة ذروتها في عام 2015، ثم تبدأ بالانحدار على نحو مطرد إلى أن يتحقق هدف الحد من الانبعاثات بالكامل بحلول عام 2050 كما تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن هذه الأهداف من الممكن أن تتحقق من دون أضرار اقتصادية غير مقبولة. بل لقد عددت وكالة الطاقة الدولية الكثير من الفوائد التي سوف تتحقق إذا ما تم العمل بتوصياتها. المطلوب الآن هو أن نُقِر بأن تغير المناخ الناتج عن أنشطة بشرية سوف يؤثر بشدة على أبنائنا وأحفادنا، وأفقار مجتمعات العالم، والأنظمة البيئية في مختلف أنحاء العالم، وأن ندرك أننا قادرون على تخفيف شدة تأثير العواقب المترتبة على تغير المناخ إذا ما بدأنا العمل الآن. ولكننا في الدول الفقيرة غير الصناعية غير مسؤولين عن تزايد انبعاث ثاني أكسيد الكربون مثل الدول الصناعية الكبرى. آخر الكلام غير المفيد: قضيت يوم أمس والأيام التي قبله محاولاً إرسال مقالاتي مستخدماً «سوداني» ومستخدماً «زين كونيكت»، فلا السوداني أفاد ولا زين كانت زينة وفي كل الحالات حاولت أن اتصل بخدمات المشتركين ولكن كل موظفي الاستعلامات مشغولون على بكرة أبيهم على مدار الخمس وعشرين ساعة «طبعاً مستلفين ساعة من اليوم التالي»، وسنرجعها بعد بكرة. ولذلك معذرة.. فقد فرض علينا احتجاب إجباري لا نملك له رداً. وإلى الآن ساقية الاتصالات مقطوعة.