يا ايها الاخوة في الاحزاب المختلفة ويا سادتنا السياسيون الشعب السوداني ليس «ملك حر لكم» او سلعة تباع وتشترى حتى يساوم به في كل الحقب التي تعاقبت على حكم السودان وحتى الآن؟! الم يحن وبعد هذا العراك الطويل ان تحكموا صوت العقل وان يكون الولاء لهذا الوطن السودان العظيم ولشعبه الابي؟ ويلم الشمل وان تنبذوا الخلاف الجهوي والتعصب للاشخاص والسادة؟ وان ينسى كل ذلك الماضي الاسود بكل اخفاقاته وسلبياته واخطائه فكلكم تتحملون ذلك لا أحد يبرئ نفسه! اتحدث بحرية وهذا رأيي وكما قال السيد رئيس الجمهورية لا عزل لأحد؟ والان هذه هي الفرصة الاخيرة لاداعي لتضييع الوقت في صغائر الامور كما أسلفت والوطن مجروح والجرح غائر؟ يحتاج من كل القوى السياسية جميعا لتداوي هذا الجُرح حتى يندمل فأنتم الطبيب المداوي؟ لا خيار ابدا فعليكم ان ترتقوا الى مستوى المسؤولية؟؟ فالامر امر وطن وشعب؟ وان تراعوا معاناة شعبكم والا تضيعوا الوقت المتبقي من العمر في غير المفيد وترك المزايدات السياسية كما أسلفت. وتصفية ما بالنفوس من الشوائب العالقة والاحقاد والضغائن ونبذ العصبية الحزبية الضيقة والولاء للاشخاص؟ ايضا المطلوب منكم نبذ الجهوية والقبلية وان تتذكروا قول الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» صدق الله العظيم. فالحمد لله الذي جعل امة السودان على فطرة الاسلام. فعليكم تشابك الايدي جميعا لا عزل لاحد حكومة واحزاب مشاركة ومعارضة وحملة السلاح وكلكم سودانيين لا هوية غيرها؟ وان تعاهدوا الله والشعب السوداني بان لا عودة الى الوراء وان تنظروا الى مستقبل السودان بعين التفاؤل وان يكون الوفاق الوطني وان يكون الوفاق بصدق وامانة ووطنية خالصة لا لترضية لاحد او جماعة او نظام او حزب وانما من اجل رفعة هذا السودان العظيم ولخدمة شعبه ورفاهيته لا فرق لعربي على اعجمي ولا ابيض على اسود ولا نريد ان نسمع هذا جلابي وهذا غرباوي وهذا شمالي وذلك من الشرق الكل في هذا السودان هويته سوداني الجنسية وسوداني القبيلة لا نريد ان نسمع بعد اليوم تلك المسميات البغيضة؟ اتركوها الى الأبد لانها هي التي ادت الى تلك الفتن والمصائب التي حلت بهذا الوطن! وان يكون هذا السودان سودان واحد موحد ديدنه العدل والمساواة لجميع السودانيين وكلهم سواسية امام الشرعية والقانون لا كبير ولا شريف ولا سيد او ابن سيد على القانون مهما كانت مكانته؟ واعجبني كثيرا لحظة انتهاء السيد رئيس الجمهورية لخطابه الاخير وقام كل الفرقاء بمختلف الوانهم بما فيهم السيد الرئيس في تلك القاعة الجميلة بعناق بعضهم لبعض في ود واحترام اغرورقت العيون بالدموع يا له من مشهد عظيم فهذا هو الشعب السوداني وهذه هي عظمته مهما كان الخلاف؟! فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كنت اتمني ان يكون ذلك اليوم هو يوم الوفاق والمصالحة ولم الشمل وانتهاء ذلك الشتات الذي استمر طويلاً. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: «لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» الى اخر الاية. ارجو ان تنتبهوا الى قول الله جل شأنه وتعملوا به وان تراعوا في ذلك مصلحة البلاد والعباد. والا سوف يظل هذا السودان في المربع الاول والى الابد؟! هذا ليس تشاؤم او عدم تفاؤل ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه طيلة تلك الحقب التي تعاقبت على حكم البلاد والى الان؟ وكما نسمع ونرى فبالرغم من مشاركة بعض الاحزاب السياسية الكبيرة منها والصغيرة قديمها وحديثها في حكومة الوحدة الوطنية الحالية فما زالت العراقيل والتحرشات والمكايدات السياسية والاجندة الخارجية مستمرة من المعارضة والاحزاب التي لم تشارك في الحكومة لماذا كل الذي يحدث والسودان في ظل ظروفه الحالية الحرجة ويحتاج منكم جميعاً الى تضافر الجهود وتماسك الجبهة الداخلية والوفاق الوطني ولم الشمل كما هو مطلوب الان وليس غدًا؟ وإلا فانكم لا تريدون تقدم هذا السودان ورفعته واستقراره ولا تريدون لشعبكم الخير والرفاهية فكل همكم الوصول للسلطة وبأي ثمن؟! والله يؤتي ملكه من يشاء وبأى كيفية فيقول الله عز وجل في محكم تنزيله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم «باسمك اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء» الى آخر الاية. ايضا يقول جل شأنه (وتلك الايام نداولها بين الناس) فالامر امر الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد ما فيه شك ابدا فالحكاية ليست شطارة او فلاحة بالبلدي كده؟ فالناس ما تجتهد اكثر من اللازم فلابد ان يكون هناك تغيير من هذا النمط القديم ولا ننكر ابدا ما قام به الرعيل الاول من ابائكم واجدادكم وبتضحياتهم الجسام من اجل هذا السودان. وكما قالوا اهلنا قديم الماعندو قديم ما عندو جديد! هذا الكلام حقيقة ولكن هذا هو الواقع وهذه هي سنة الحياة في هذا الكون لا بد من المواكبة مع العصر والتحديث والتطور شرطا فيما يرضى الله ورسوله؟ فلهذا كان قول الله سبحانه وتعالى جل شأنه «وتلك الايام نداولها بين الناس» فلا بد من ذلك فالمسألة ماهي احتكار وأنانية على طول خلوها حلوة شوية وافسحوا المجال لغيركم من الشباب في احزابكم المختلفة؟ ايضا افسحوا المجال للاغلبية الصامتة التي طال صمتها؟ فلها الحق في المشاركة. فيا ايها السادة السياسيون اكرر مرات ومرات كفى معاناة الشعب السوداني وارجو منكم بان لا تتمسكوا بالتقليدية والنظرة الضيقة وانا ليست لي اي صفة اخاطبكم بها! الا انني احد ابناء هذا الشعب السوداني فمن حقي وحق اي سوداني ان يقول رأيه بالصراحة والوضوح لا عزل لاحد كما قال ذلك السيد رئيس الجمهورية في خطابه الاخير للامة السودانية فنحن من عامة الشعب السوداني وانتم من صلب هذا الشعب. دعوا الاجيال القادمة من ابناء الشعب السوداني ان يتمتع بالديمقراطية والحرية والكرامة والعزة ولا نريد له التبعية العمياء؟ التي اقعدتنا كثيرا. وان ينعموا بالرفاهية من خيرات هذا السودان التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى جل شأنه شأننا كبقية شعوب العالم المتقدم ألسنا بشر مثلهم؟! انتبهوا أيها السادة السياسيون واعلموا ان الاعمار محدودة وان لهذه الدنيا نهاية وميعاد لا يتقدم ولا يتأخر وهناك حساب؟ وسوف ينتهي كل شيء في هذا الكون ولا يبقى الا وجه الله سبحانه وتعالى جل شأنه وهذا معلوم لديكم لا جديد فكل انسان مسلم مؤمن يعرف ذلك ولكن الذكرى (تنفع المؤمنين) فاكرر مرة اخرى بان لا تضيعوا الوقت في المزايدات احسبوها بالمنطق كم بقى لكم من العمر والاعمار بيد الله فمنكم من شارف عمره الثمانين عاماً وهناك من يقارب عمره التسعين عاماً وما زال طول الامل والصراع والتكالب على السلطة نصب اعينكم!! عليكم تحكيم صوت العقل ولم يبق لكم شيء يذكر من العمر والاعمال بيد الله كما ذكرت آنفاً وان تضعوا الامور في نصابها وان تركبوا السفينة مع الجميع قبل فوات الأوان؟ والا سوف نفقد هذه الديمقراطية التي تحبونها وللمرة الخامسة وانتم تعلمون ذلك جيدا اذا فرطتم واصريتم على تعنتكم؟ ايضا تعلمون علم يقين بان هذا السودان مستهدف وهذا واضح لكل سياسي عاقل ومستنير وذلك من قرائن الاحوال التي يعيشها السودان الان؟ وتلك الاجندة الخطيرة التي يخطط لها من قبل الصهيونية والامبريالية العالمية والعملاء؟ يريدون ان يتشرذم هذا البلد الطيب ليصبح هذا السودان دويلات صغيرة متعددة وضعيفة تحت وطأة الاستعمار الحديث وبذلك تكونوا قد خسرتم انتم اولا؟ وسوف يضيع هذا السودان وشعبه بسبب تعصبكم لغير المفيد واطماعكم الشخصية والانانية وحب السلطة والأمر ليس بعيدا وكما ترون الى تلك التدخلات الاجنبية في كثير من الاحيان في الشأن الداخلي للسودان واشعال نيران الفتن؟ ايضا ذلك الحصار الجائر الظالم مما ادى الى ازمات في ضروريات هامة وهذا الغلاء الطاحن المستمر يومياً. فقد تكالبت علينا كل قوى الشر في العالم من اعداء الله والوطن لينهبوا خيرات هذا البلد الذي لم ينعم به اهله بعد! ويدعون باطلا بانهم رسل سلام ومع الانسانية وحقوق الانسان؟! كذلك تدخلهم وتكالبهم على السودان ليطفئوا نور الله في هذا البلد المؤمن ان استطاعوا ذلك وهذا هو المحك؟! ولكن هيهات هيهات الله متم نوره ولو كره الكافرون. والله أكبر والعزة للإسلام والله أكبر والعزة للسودان.