في الوقت الذي يقتلع فيه العنف الشعوب أكثر من اي وقت مضى، تجد الدول التي صادقت على اتفاقية «1951م» نفسها امام تحديات لا سابق لها في سبيل توفير الحماية للاجئين ومساعدتهم، والتي تعد من الواجبات الاساسية التي يتحتم على الحكومات الالتزام بها بدعم من الاممالمتحدة والجهات المعنية، ويبدو أن العالم يدخل في جو حزين بشأن نزوح قسري لأكثر من «51» الف لاجئ بزيادة ستة ملايين في العام الماضي، وذلك بحسب تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف العشرين من يونيو من كل عام، وقد درجت عدة دول ومناطق مختلفة في العالم على إقامة احتفالات خاصة باليوم العالمي للاجئين الذي يعد من اكثر الايام احتفالاً بها في عدد من الدول الافريقية من بينهم السودان الذي احتفل به بمشاركة ممثل الأممالمتحدة بالسودان والفريق شرطة عوض النيل ضحية رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني وجهاز الأمن والمخبارات لوضع حد لهموم وقضايا ومشكلات اللاجئين والاشخاص الذين تتعرض حياتهم في اوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء، وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم برعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالسودان والمعتمدية ووزارة الداخلية والجهات ذات الصلة. ويرى تقرير صادر عن الاممالمتحدة انه منذ الحرب العالمية الثانية يتزايد عدد النازحين حول العالم بسبب النزاعات والازمات والحروب متخطياً خمسين مليوناً بحيث كان السودان يستقبل ما يبلغ «166.000» لاجئ وطالب لجوء سياسي من إريتريا وإثيوبيا وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى والكنغو الديمقراطية والصومال وسوريا، وجلهم يسكنون في شرق السودان، حيث يبلغ تعدادهم «91.000» نسمة علاة على إقامة الباقين في الخرطوم، غير أن معتمد اللاجئين حمد الجزولي لفت النظر إلى ارتفاع عدد اللاجئين في السودان الى «200» ألف لاجئ، في وقت اشار فيه إلى عدم وجود احصائيات دقيقة في ولاية الخرطوم، ويبدو ان الخدمة الالزامية في بلادهم أجبرت الكثير منهم على الفرار منها، والتي وصفها الجزولي في حوار مع «الإنتباهة» بأنها ليست لها سقف زمني، ويرى امكانية تقليل نسبة اللاجئين في السودان اذا تمت معالجة الاسباب الجذرية للمشكلة في البلد الأصل، وذكر ان ميزانية اللاجئين تأتي من المفوضية السامية وفقاً لنص القوانين والمواثيق الدولية، موضحاً ان المعتمدية تعد جسماً اتحادياً لكل الشؤون الخاصة باللاجئين، وحسمها يتم على مستوى المركز، وأبان انه بعد الصراعات والكوارث التي حدثت في افريقيا الوسطى ظهرت إفرازات نتج عنها دخول اعداد كبيرة من اللاجئين خاصة في ولاية جنوب دارفور، وقال ان المعتمدية بصدد ترحيلهم الى معسكر ام شالايا في وسط دارفور، ودعا خلال الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي بالخرطوم الى ضرورة ايجاد حلول وترسيخ عمليات التوثيق وتفعيل الاجراءات لوضع اللاجئين وتحسين اوضاعهم في ما يخص اصحاح البيئة والصحة والمساعدات الغذائية، بجانب انتهاج الحلول الدائمة كلما كان ذلك ممكناً، فيما نوهت نائب المندوب السامي لشؤون اللاجئين بالخرطوم انجيلا لي روز بارتفاع اعداد اللاجئين من دول الجوار، وشددت على تفعيل الاتفاقيات بشأن وضع اللاجئين واللجوء، وثمنت جهود السودان باعتباره دولة اسضافت اللاجئين ما يقارب ربع قرن من الزمان من جهات مختلفة، واعلنت عن وضع خطة عمل مشتركة لتقليل مخاطر اللاجئين بالسودان، ووضع الاحصائيات والدخول في مرحلة تصنيف البيانات، بينما أكد برنامج الغذاء العالمي انه من خلال العمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تمكن من مساعدة «4.2» مليون لاجئ و «8.9» مليون نازح داخليا حول العالم ممن سماهم ضحايا الأزمات الثلاث الكبرى في العالم الآن وهي سورياوجنوب السودان وافريقيا الوسطى. وقال انه على الرغم من مواجهة نقص التمويل خلال ستة اشهر من عمليات الغذاء في جنوب السودان بحيث يبلغ العجز «475» مليون دولار امريكي في يوم اللاجئ العالمي، تعمل الاممالمتحدة مع شركائها المحليين بالوصول الى اكثر من مليون نازح ممن يصعب الوصول اليهم داخل الدولة، اما المنظمات الإنسانية فقد قالت إنه عند انتهاء الاسباب التي ادت الى اللجوء فإنها ستعمل على اعادة اللاجئين الى اوطانهم وتقديم المساعدات لهم، وذكرت ان اللجوء حالة مؤقتة يختارها أو يجبر عليها الإنسان تجنباً للصراع وتفادياً لآثاره، أو الرحيل قسرياً من قبل أحد أطراف الصراع.