محمد إسحاق: لا شك أن ولاية وسط دارفور من الولايات التي شهدت الكثير من الصراعات القبلية خاصة في المحليات الجنوبية، لكنها بدأت تدب فيها الحياة بعد مجيء الشرتاي جعفر عبد الحكم إسحق والياً لهذه الولاية التي تفتقر إلى المقومات التنموية خاصة في مجال الطرق. ومن خلال الزيارة التي قام بها النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح مؤخراً للولاية، والذي وعد أهل الولاية أن حكومة المركز على العهد والاستعداد التام للقيام بواجبها الكامل بكل ما تتطلبها هذه الولاية من توفير الأمن والبنيات التحتية من الطرق فى داخل الولاية، ودعا أبناء دارفور من حملة السلاح التوجه للدوحة للحاق بقطار سلام الدوحة، وقال إن ولاية وسط دارفور انطلقت الآن بقدوم الشرتاي جعفر عبد الحكم والياً عليها، ودعا كل أبناء الوطن إلى التصالحات الوطنية، وأكد أن الدولة قادرة لتحمل المسؤولية كاملة ولكن رغم ذلك ما زالت المحليات الجنوبية تشهد الصراع بين قبيلتي السلامات والمسيرية رغم التصالحات التى تمت مؤخراً من والي الولاية إلا أن الطرفين لم يلتزما ببنود وشروط الصلح الذي تم بينهما. وقد شهدت مؤخراً محلية مكجر نوعاً من الاضطرابات الأمنية بين قبيلتي المسيرية والسلامات الأمر الذي دفع مجموعة من القبائل بولاية وسط دارفور خلال اليومين الماضيين بتقديم بيان طالبت فيه الحكومة بالتدخل السريع لحسم التفلتات الأمنية بالمحليات الجنوبية بالقوة، ولفرض هيبة الدولة لينعم المواطنون بالطمأنينة والسلام. وأوضح البيان أن الصراع بين المسيرية والسلامات بات يمثل تهديداً لأمن الولاية مما يتطلب من الأجهزة الأمنية أداء دورها الكامل في حسم المتفلتين من الطرفين، واستعادة الاستقرار وإزالة الفوضى التي أحدثها الصراع في المنطقة والتي ألقت بظلالها على كل قبائل المنطقة. وقد أعلن الشرتاي جعفر عبد الحكم إسحق والي وسط دارفور استعداد حكومته على فرض السلام والاستقرار بالمنطقة، موضحاً بأنه قد وجه القوات النظامية بالتدخل لحسم التفلت والصراع بقوة القانون، وطالب بقية القبائل بالابتعاد عن الصراع وترك أمر الحسم للحكومة وأجهزتها الأمنية والقانونية، ووعد الوالي المجموعة بمحاسبة كل المتورطين في الصراع دون استثناء، واستخدام كل وسائل الردع من أجل فض الاشتباك واستعادة الأمن والاستقرار للمنطقة. وقال إنه سوف لن يقبل بعد مطالبتهم بالحسم الذي سيعتبرها استفتاء شعبياً لتدخل الحكومة في الصراع، ولن يقبل بعدها بالوساطات القبلية والجوديات لحين انفضاض الصراع المسلح بين المسيرية والسلامات، كما أن حكومته وأجهزتها الأمنية لن تتهاون مع المتورطين في الخروقات التي أعقبت توقيع القبيلتين للصلح. ومن المعلوم أن الصراع بين المسيرية والسلامات ظل يؤرق أمن الولاية ويستنزف إمكانيات الحكومة الشحيحة طيلة العامين المنصرمين في المصالحات والجوديات دونما جدوى، وصرف كل الجهود ولم يترك مساحة للتنمية والإعمار، واستمرت الخروقات رغم الصلح الموقع بين الطرفين منذ العام2013م آخرها كانت أحداث مكجر التي وقعت الجمعة الماضي وراح ضحيتها أربعة من القبيلتين، تلتها اشتباكات المردف يوم السبت الماضي مما دفع حكومة الولاية للتدخل لحسم الصراع بقوة القانون. علماً أن تلك القبيلتين قد أقسمتا ألا تكون هناك حرب ولا خلافات بينهما. وسط دارفور تحتاج إلى نوع من الاستقرار الأمني للحاق بالتنمية والاستقرار كما هو في الولايات الأخرى.