الصادق الرزيقي: التأمت في العاصمة الروسية موسكو، أمس الخميس فعاليات المنتدى الدولي للبرلمان حول الوضع الراهن في العالم اليوم، بحضور دولي كثيف من قادة البرلمانات الدولية، وهو المنتدى الثالث الذي يدعو له مجلس «الدوما» الروسي، رؤساء وممثلي ووفود البرلمانات الدولية لمناقشة مستقبل العالم وقضاياه الملحة التي تعيق تحقيق الأمن والسلم الدوليين.. والرفاهية والعيش في وئام بين شعوب ودول العالم. في العام 2012م حضر النسخة الأولى «25» برلمان دولي والنسخة الثانية جاءت وفود من «35» برلمان، وارتفع عدد الدول المشاركة في نسخة اليوم الى ما يزيد عن واحد وسبعين برلمان، من الجوار الروسي وأوروبا وأفريقيا وآسيا ومن القارة الايبيرية في أمريكا الجنوبية، وحضور شخصيات برلمانية دولية ذات تجارب وخبرة طويلة، وقيادات احزاب اوروبية تنبهت من قبل لهذه المخاطر الماثلة.. مثّل المجلس الوطني بالبلاد، وفد بقيادة الدكتور عيسى بشري نائب رئيس المجلس، ومحمد يوسف عبد الله رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وتهاني تور الدبة رئيس لجنة التشريع والشؤون القانونية، وحضر عضو المجلس جوزيف مكين بدعوة من البرلمان الدولي الارثوذوكسي . ماذا هناك ..؟ يهدف المنتدى الى تفعيل دور البرلمانات والحوار والنقاش الجاد حول الواقع الدولي وتحدياته والتفاكر والتشاور، بشأن عدد من الموضوعات الدولية الملحة منها «الدروس التاريخية للحروب العالمية» «الشراكة الاستراتيجية والمسؤولية الدولية والقانونية» و«التهديدات ضد القانون الدولي ومؤسسات التعاون البرلماني» .. وحشد «الدوما» الروسي الكثير من الهيئات التشريعية العالمية والبرلمانات وشخصيات ذات ابعاد قانونية وسياسية دولية، للخروج إما برؤية جديدة تمهد لعمل مشترك لتغيير النظام العالمي وطبيعة عمل منظماته، أو إقامة تكتل مناهض للسائد الآن في عالم اليوم. كلمات ساخنة التداعي البرلماني الدولي لهذا المنتدى المهم، عبّر عنه رئيس مجلس «الدوما» سيرجي ناريكيتش الذي ترأس الجلسة الافتتاحية وادارها والقى الخطاب الرئيس، شارحاً حقيقة الوضع الدولي والعلاقات المأزومة ووضع العالم في مواجهة الهيمنة واستخدام النفوذ وخطورة طغيان منطق المعايير المزدوجة، واستخدام وتطويع القانون الدولي والسيطرة الاقتصادية والقانون الدولي لتمرير الاجندة والمصالح دون اشاعة العدل واجواء الحوار، وقدم شرحاً وافياً للموقف الروسي في الأزمة الاوكرانية. وعقب كلمة رئيس مجلس «الدوما»، أُعطيت الفرصة لعدد من رؤساء الوفود المشاركة لتلقي خطاباتها والكلمات المعدة لمشاركتها، وتحدث في هذه الجلسة اكثر من عشرة من رؤساء وممثلي البرلمانات من مختلف دول العالم، من الارجنتينوالمانيا وفرنسا وبوليفيا والجزائر وملدوفيا واليونان وطاجكستان واندونيسيا وهولندا وغيرهم من رؤساء الوفود والدول. وقدم الدكتور عيسى بشري كلمة السودان خلال المؤتمر التي أكد فيها على مواقف السودان من القضايا الدولية ومطالبته بإصلاح الاممالمتحدة، بما في ذلك مراجعة هيمنة الكبار على مجلس الامن الدولي وضرورة إلغاء حق «الفيتو» الذي تتمتع به الدول الكبرى، وإعادة التوازن في العلاقات الدولية وتعديل القانون الدولي، وندد بسياسة فرض العقوبات من بعض الدول على البلدان والشعوب والافراد دون مسوغ وتفويض دولي وخطورة ذلك على الأمن والاستقرار، وعدم الكيل بمكيالين.. وقال إن القوى التي تسيطر على العالم صَممت القوانين والاساليب المختلفة لفرض هيمنتها وتحصين نفسها وستستخدم النظم الاقتصادية والسيطرة السياسية والعسكرية، لضمان وجودها ومصالحها. ووصم سلوك هذه القوى الدولية بالانتقائية في تطبيق المعايير والنظم الدولية وتجاوز الشرعية العالمية والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول. ودعا لبذل كل الجهود من اجل العدالة وتحقيق الامن والسلم الدوليين، وجعل الاولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر التعاون المشترك والبناء، معرباً عن الامل في ان يضع المنتدى اولويات العمل بالنسبة للبرلمانيين في العالم لإشاعة مفاهيم التكاتف والتعاون في مجالات النهضة والتجارة وتقوية الاقتصاد وإصلاح النظام العدلي الاقتصادي من اجل العدالة الاجتماعية ورفاهية الشعوب.. وندد بما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية واتهمها بأنها تهدد السلام والاستقرار، ولا تمثل اي قيمة للعدالة الدولية ولا تعبر عنها، وهي أوضح دليل على غياب التوازن والعدل في العالم. وقال نائب رئيس الجمعية الفيدرالية في روسيا إن بلاده تطمح في البحث عن نظام اقتصادي جديد، وهناك منبر لبحث التعاون والتكامل لكن الشركاء الغربيين يحجمون عن المشاركة فيه. وقال ان المنتدى هو جزء مهم من العمل في العلاقات الدولية. رئيس البرلمان الارجنتيني طالب بتقوية الديمقراطية في العالم عن طريق البرلمانيين، والحفاظ على استقلال الدول وأن لا تقهر الدول الكبيرة البلدان الصغيرة، ولابد من تأمين السلام الدولي والامن وإصلاح النظام المالي وذكر الجهود التي بذلتها بلاده في هذا الصدد. ممثل البرلمان الهولندي طالب بمراعاة المصالح المشتركة بين اوروبا وروسيا بدلاً من التصعيد والعقوبات ولابد من الحوار، وقال نحن مع روسيا لدينا مصالح مشتركة ومهددات مشتركة.. وذكر من بينها الإرهاب والأصولية و التطرف الإسلامي ..!! رئيس البرلمان البوليفي هاجم الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب، بمحاولته زعزعة الاستقرار في مناطق كثيرة في العالم في ليبيا وفنزويلا وبوليفيا وسوريا واوكرانيا وغيرها، وقال نحن مع الديمقراطية وضد المصالح الامبريالية. ممثل البرلمان الالماني اشار الى اهمية الحوار البنَّاء والعلاقات الخاصة بين المانياوروسيا، ودعا لشراكة استراتيجية معها وقال، ان تقوية حلف «الناتو» هذا ليس وقته وعلي أوكرانيا عدم الانضمام اليه، مؤكداً انه لا مجال للهيمنة. ممثل اليونان دعا لتكثيف الحوار الداخلي والعالمي وأن البرلمانات يجب أن تقود الحوارات الناجحة فهي ضمير ودروع الأمم. نائب رئيس البرلمان الفرنسي«الجمعية الوطنية» قال إن العقوبات التي تفرض على الدول وقياداتها تأتي بنتائج عكسية فلابد من الحوار بين البرلمانيين في العالم، وطالب بانضمام روسيا للاتحاد الأوروبي. رئيس البرلمان الاندونيسي قال إن بلاده تدعم الحوار البرلماني، وان العلاقات البرلمانية بين دول العالم تتزايد من أجل مصالح الشعوب. نائب رئيس البرلمان الجزائري قال إن بلاده ظلت تدعو للإصلاح في المؤسسات والمنظمات الدولية وتقوية حوار الحضارات، وندد بالعدو الإسرائيلي وانتهاكاته ضد الشعب الفسطيني. ممثل الكنيسة الأرثوذكسية والبرلمان الأرثوذكسي ندد بلحروب في العالم، ودعا للسلام والمحبة مستعرضاً الوضع في أوكرانيا والشرق الاوسط ولابد من حلول تراعي مصالح الناس، وقال ان الدوافع التي صنعت الحربين العالميتين السابقتين هي ذاتها الدوافع التي تحرك الاوضاع الحالية في العالم، وقال إن الكنيسة محايدة. وتحدث غيرهم من ممثلي البرلمانات وموفديها. آليات العمل طوال يوم أمس انخرط أعضاء المؤتمر في حوارات عبر اللجان والآليات الثلاث لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالوضع الدولي، وهي الدروس التاريخية للحروب العالمية، الشراكة الإستراتيجية والمسؤولية الدولية والقانونية و التهديدات ضد القانون الدولي ومؤسسات التعاون البرلماني.. وقدمت أوراق عمل ونقاشات ومقترحات حولها تمهيداً لجمع التوصيات لإصدار البيان الختامي.