يشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله في فصل الصيف إذ يمتد الصيام إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكاف لما فقدته الأنسجة من سوائل، ويعتبر الماء من أهم المشاكل التي تواجه الصائم خاصةً في فصل الصيف، لذا يعتقد الكثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور تحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها ويقول الأطباء ان الماء مفيد لكل أجهزة الجسم حيث يحتاج إلى ما بين 2 إلى 3 لترات ماء أو سوائل يومياً، وتزيد هذه الكمية في حالة الحمل والرضاعة والطقس الحار لذا ينصح اطباء الباطنية والكلى بضرورة تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور لأن هذه الأغذية تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألبان التي تبقى فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش مع تجنب وضع الملح الكثير على السلطة، والأفضل وضع الليمون عليها والابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة، مثل السمك المملح وجميع أنواع المخللات، لأن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء فنوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، وأضافوا فى حديثهم يجب أن تكون درجة حرارة المياه التي نشربها خاصةً عند بداية الإفطار متوسطة البرودة، لأن شرب الماء المثلج لا يروي العطش، ويؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يؤدي إلى ضعف الهضم، كذلك شرب الماء لدفع الطعام أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصة للهضم، وللحصول على هضم جيد يجب مضغ الطعام جيداً. كما حذروا من شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة أو ملونة صناعيا، أو التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، لأن السكريات تزيد من الإحساس بالعطش، كما أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية خاصةً لدى الأطفال ويمكن استبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه كما أن الإكثار من هذه العصائر أو المياه الغازية تؤثر بشدة على المعدة وتقلل من كفاءة الهضم وتحدث بعض الاضطرابات الهضمية، لذلك لا بد من الاعتدال في كل شيء غير ان الماء مهم جدا لاستمرار صحة الأجهزه الجسدية كالقلب والكلى ونمو الخلايا بالاضافة الى نضارة الجلد وشده، الامر الذى أكده الاطباء فى حديثهم عن فوائد الماء وكيفية التعامل معه خلال فترة الصيام بقولهم شرب الماء يزيد من كفاءة عمل الجهاز الهضمي، ويزيد من إنتاج الطاقة في الجسم ما يؤدي إلى حرق السعرات الزائدة و يساعد على الرجيم وإنقاص الوزن وبالتالى يساعد على التخلص من الأملاح المتراكمة التي تؤدي إلى حصوات الكلى وارتفاع ضغط الدم، حيث اشارة الدراسات ان بعض الأشخاص الذين يعانون منه قد يكون بسبب تراكم الأملاح في أجسامهم. واضافوا ان الماء مهم جدا للحفاظ على صحة الأسنان لما تحتويه من أملاح معدنية وكلوريد وفلورايد ويساعد الماء أيضاً على إفراز اللعاب لتسهيل عملية مضغ الطعام والهضم. اما القلب فالماء مفيد جداً، حيث إنه يقلل من لزوجة الدم مما يقلل من المجهود على ضخ الدم بصورة جيدة إلى أجزاء الجسم، كما أنه يساعد في منع حدوث الجلطات والأزمات القلبية. البشرة كغيرها من خلايا تكونية بالجسم فالماء يلعب دورا كبير. فالبشرة مثلاً تحتاج إلى شرب الماء بانتظام لأن نقص الماء يؤدي إلى جفافها وتشققها وظهور التجاعيد المبكرة وتشقق الشفاه، كما أن الماء يعطي العين البريق، أما نقص الماء فيؤثر على العين ويؤدي إلى جفافها، وأوصوا بالإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل التمر الهندي والكركدية، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي. وفى ختام حديثهم التغلب على العطش يتم بعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصةً في وجبة السحور وتناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار وتناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغنى عن عشرات الأصناف من الخضروات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصةً في أيام الصيف الحارة.. ابتعاد في وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضروات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة لإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، فالسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، وكرفس وخيار وطماطم وبصل وقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها.