بدأت شرطة مرور ولاية الخرطوم في تنفيذ خطتها لتحقيق السلامة المرورية خلال شهر رمضان برؤية جديدة، ضمن هذه الخطة توفير وجبات إفطار توزع على السائقين في التقاطعات لتجنب السرعة الزائدة والحوادث، وهي محاولة ذكية لتطبيع العلاقة بين المرور ومستخدمي الطريق. ويقول اللواء شرطة خالد بن الوليد الصادق مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم إن الخطة تختص بالانسياب المروري الآمن خلال شهر رمضان المعظم وتستهدف أماكن الكثافة المرورية مثل المداخل والمخارج في الكباري والتقاطعات المهمة والأسواق وأماكن التجمعات والمساجد، وذلك عبر نشر عدد كبير من أفراد شرطة المرور وآلياتهم من الدوريات والمواتر والأوناش خلال الفترتين الصباحية والمسائية، موضحاً أن الخطة تتخللها حملات إرشادية وتوعوية للضبط المروري للمخالفين خاصة القيادة بدون رخصة وعدم ترخيص المركبات إضافة للتظليل والتفحيط والوقوف الخاطئ الذي يعرقل حركة السير، مؤكداً أن مباحث شرطة المرور ستشارك في هذه الحملات لضبط مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء والسرعة الزائدة. أزمة المرور في رمضان وإن كانت مرحلية إلا أنها متكررة وبشكل مماثل وتشكل هاجساً لإدارة المرور، بسبب تفلتات السائقين ومحاولة المرور في إيجاد وسائل ضبط وتوعية تتماشى مع الروح الرمضانية. وبالنظر للواقع المروري في الخرطوم نجد تقاطعات متناقضة ما بين الرؤية المثالية للمرور والرؤية المتفلتة لمستخدمي الطريق، ودونكم خبر ننشره بهذه الصفحة يحكي عن مأساة وفاة سيدتين وطفليهما على متن ركشة انقلبت أربع مرات وخلفت دماراً يصعب جبره على كل شركات التأمين، فلا بد من مراجعة الركشات وترخيصها والتشدد حول إجراءاتها. مسألة أخرى سعادة اللواء ابن الوليد والمدارس تجعل لمجالس الآباء مسؤولية التراحيل بلا تدقيق في المركبات ولا سائقيها وهي مسألة تحتاج لمراجعة وضوابط لا تقل عن ضوابط الركشات، فهناك من يحمل أكثر من «15» طفلاً على المركبة الأمجاد رغم تهالكها، وهناك هايسات بلوحات قديمة تثبت أبوابها بالحبال تجوب أزقة أم درمان وغيرها لتحمل فوق طاقتها أطفالاً قصراً بلا رقابة أو تأمين. كما يتوجب مراعاة مراجعة البصات السفرية التي تنطلق من الخرطوم، ودونكم بص بورتسودان الذي اتكأ بلا رقيب على ترعة عد بابكر وخلف ما خلف من خسائر، ومراجعة ناقلات الغاز، ودونكم انفجار كوبر وما خلفه من دمار، ومراجعة تقارير الأسبوع الأول من حوادث رمضان العام الماضي ومقارنته بالأسبوع الأول هذا العام ومعرفة ما فيه من اختلاف. أفق قبل الأخير امنحهم إفطاراً بعد اعتقالهم في حراسات الانتظار وسحب رخص قاطعي الإشارة حتى يأتي ضامنهم حين النظر في مخالفاتهم أمام المحكمة. أفق أخير من يدفع فاتورة إفطار السائقين؟