أصدر حزب الأمة القومي أمس الأول قراراً بتعيين الدكتورة مريم الصادق المهدى نائباً لرئيس حزب الأمة، وابلغت مريم المهدى بالقرار الاول من نوعه اثناء اعتقال والدها فى شهر مايو الماضى لتتقلد المنصب، مشاركة مع اللواء فضل الله برمة ناصر وصديق محمد اسماعيل ومحمد عبد الله الدومة، بعد ان كانت امينة الامانة السياسية للحزب. وتعتبر مريم المهدى من اكثر ابناء المهدى ممارسة للعمل السياسي ومؤسسة الرئاسة. وقيادة الحزب مكونة من نواب ومستشارين ومساعدين يتولى تعيينهم رئيس الحزب بموجب دستور الحزب. وزعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدى عمد أخيراً الى تقديم كريماته وانجاله الى كابينة القيادة فى محاولات ارجعها البعض لسعى الامام لتوريث قيادة الحزب الكبير على حساب بقية القيادات التاريخية. حزبية أسرية القرار الذى اصدره الحزب أخيراً لم يكن جديداً علينا، وهو ما اكده لنا حسن اسماعيل المحلل السياسي والقيادى القريب من مبارك المهدى، وذلك لأن الإمام يسعى إلى أن تكون القيادة السياسية واللائحة بالحزب تضم اكبر قدر من ابناء المهدى، وهو ما حدث واقعيا فى الحزب، فادارة الحزب تضم كل ابناء المهدى وبناته وزوجات ابنائه وازواج بناته وعماته وخالاته، فالحزب الآن هو اقرب للحزبية الاسرية من الطائفية. ومريم الصادق المهدى طالبت سابقاً بضرورة ان يكون لها دور تشريعى وشاركت العامة، وطالبت قبل عامين فى عهد د. ابراهيم الامين بمواصلة العمل فى دورة الامانة العامة الجديدة بدلاً من إسماعيل آدم على، بل انها هددته بأنه لن يتمكن من القيام بدور فى الامانة وتغولت كثيراً على سلطاته. كما انها والحديث لحسن رفضت ان تنضوى تحت قيادة سارة نقد الله لأنها ترى فى ذاته الأنفة والقدرة السياسية والمهنية ما يجعلها ترفض التدنى وتقلد منصب اقل.. بل انها طالبت أخيراً امام عدد من قيادات الحزب بأن تتولى رئاسة الحزب. ورغم أن مثل هذا المنصب فى السابق كانت تتقلده قيادات فذة خارج نطاق الاسرة فى مطلع الخمسينيات والستينيات، منهم عبد الله خليل ومحمد احمد المحجوب وامين التوم. واضاف حسن اسماعيل أن القرار فى حد ذاته يعد انتكاسة كبرى للحزب وهو تحريف ديقراطى خطير.. فللأسف هنالك عدد من النساء الرائدات اللائي حملن السلاح وعملن فى الحقل السياسي، هن الآن مغيبات تماماً عن الساحة السياسية. حسن إسماعيل قال إن مريم تتمتع بدلال خاص لدى والدها ساعدها لتتغول على جميع الصلاحيات والادوار بالحزب آخرها تغولها على صلاحيات مسؤول الاتصال الخارجى عبد الجليل باشا الذى تقدم باستقالته بسبب خلافاته مع مريم الصادق، فضلاً عن اصرارها على أن تكون داخل التحالف الوطنى. كنكشة الأمة تساءل البروفسيور حسن الساعورى عن الذى عين مريم المهدى، هل هو المكتب القيادى ام والدها ام جهات اخرى، وقال إن الحزب تحول فعليا الى حزب طائفى وعائلى يخص عائلة الصادق المهدى تحديداً فقط. واشار الى ان هذا التوجه ينفى حديث الصادق عن سعيه لاعادة شمل الاحزاب المنسلخة من الحزب ووحدة الحزب، فهذا التوجه أغلق الباب تماماً امام الادعاءات السابقة، فللاسف هذا القرار يؤكد على كنكشة الامة في قيادة الحزب. تعليقات الأحزاب عدد من القيادات السياسية كانت لها رؤية مختلفة حول قرار تعيين مريم الصادق المهدى نائباً لرئيس حزب الامة، منهم عضو المؤتمر الشعبى حسن عبد الله الذى علق بأن غالبية الاحزاب فى السودان هى احزاب ورثة، لذلك نجد ان هذه الخطوة من الامة جاءت بصورة متوقعة وطبيعية حاله كحال الحزب الاتحادى الديمقراطى والمؤتمر الوطنى مع اختلاف بسيط يتمثل فى ان الاخير يحتفظ لابنائه بنفس الوظائف الدستورية مع بعض التغير الضعيف داخل نفس الدائرة من وزارة لاخرى او من مقعد لآخر. يوسف حسين القيادى بالحزب الشيوعى السودانى اوضح ان ما يعلمه عن القرار وبحسب افادات مريم الصادق المهدى ان قيادات الحزب اشتركت فى القرار، واذا نظرنا للموضوع من هذه الزاوية لوجدنا ان وجود مريم المهدى فى هذا المنصب وهى امرأة يعد مكسباً للنساء السودانيات، وهى بلا شك اهل لذلك وهى قيادية نشيطة وفعالة فى ادارة عدد من الملفات السياسية بالحزب. الدكتورة هالة عبد الحليم رئيس حركة حق علقت ل «الإنتباهة» بأن القرارت الداخلية للاحزاب تخص الاحزاب لوحدها، وما يدور بحزب الامة يعنيه دون غيره، وقالت: نحن نتعامل مع الحزب حول مواقفه السياسية وننتقده، ولدينا رؤية كاملة حول ذلك، لكننا لا نتطرق للقرارات الداخلية، لكن عموما مريم شخصية قيادية ونسائية رائدة لديها كفاءة، وهى من قيادات حزب الأمة، وتمتلك قدرات على مستوى المرأة والنشاط السياسي كبيرة. ويبقى تعيين مريم نائباً لرئيس حزب الأمة القومي مؤشراً مهماً ربما غير مواقف مريم الحادة تجاه كثير من المواقف التي يقفها والدها.