سبعون ساعة والمنطقة تتبدل وكل جهة تقرأ كتابها الآن لتعرف أين هي بداية الأسبوع القادم. وداعش السنية تستعد لاقتحام بغداد العاصمة الشيعية في العراق. والحوثيون يستعدون لاقتحام صنعاء عاصمة السنة في اليمن. والأسد يستعد لاقتحام حلب عاصمة المعارضة السورية. لكن .. من يستعد لاقتحام شيء غريب هو إسرائيل والسيسي. (2) فصواريخ القسام تضرب النقب وتل أبيب. والنقب هي موقع مفاعلات إسرائيل الذرية. وتل أبيب هي مقر مفاعلات نتنياهو السياسية. وإسرائيل (تقرأ) صواريخ القسام التي تصل إلى هناك لأول مرة في تاريخ الصراع. وإسرائيل تجد أنها تواجه إيران. وتجد أن إيران تحدثها بلغة خفية. وحديث إيران لإسرائيل هو (جملة) من خطابها الممتد الآن في المنطقة. .. فاقتحام الحوثيين لعاصمة اليمن هو رسالة إيرانية تصل وتسلم إلى السعودية.. هناك. وإسرائيل تبعث رسالة تصل وتسلم إلى السيسي في القاهرة. نتنياهو مثل الآخرين يجد أن المواطنين لن يعيدوا انتخاب رئيس يجعل الصواريخ تصل إلى بيوتهم. ونتنياهو يسرع إلى السيسي وسيطاً عند حماس (وساطة لم تعلن حتى الآن). والسيسي إن هو ذهب إلى هناك كان المشهد هو : حماس تدخل معركة ضد إسرائيل في مناطق شديدة الخطورة وتكسب. والسيسي يتدخل ويوقف صواريخ إسرائيل ويكسب. ونتنياهو يكسب. وإيران تكسب. (3) وبعدها إيران التي تنتقم من علي عبد الله صالح الذي يهزم الحوثيين هزيمة بشعة /قبل إسقاطه/ إيران تنتقم الآن .. وإيران في الوقت ذاته تدعم عودة علي عبد الله صالح الذي يقاتل الآن للعودة.. مستفيداً من ترنح (عبد ربه) تحت ضربات الحوثيين. .. والسعودية التي تخوض معركة ضخمة جنوب السعودية وتستعين بالطيران الحربي لبعض الدول تجد أن دخول الأسد مدينة حلب يصنع مذبحة هائلة إن هي سمحت به. وهو الهجوم = يشل يدها إن هي = ذهبت لدعم المعارضة السورية من هناك. السعودية التي هي الآن ضد ومع إيران ومع المعارضة السورية التي تقاتل الأسد المدعوم من إيران. والسعودية التي تجد الشيعة ما بين شرقها.. العراق.. وغربها.. اليمن.. وشمالها سوريا... و.... السعودية هذه تصبح جهة تلقي بكراسة الحساب في النار... وتفتح كراسة جديدة. هذا إن سمح الوقت. فما يبقى من الوقت للتحولات الجديدة لا يزيد على أيام قليلة. وحتى الآن اليوم الجمعة الأحداث تطلع شمسها من المشرق وتغرب في المغرب.. لكن غليان الساعات القادمة يجعلها تطلع من أي مكان