كان اسمها العودة، سُمِّيت به بعد فشل انقلاب الرائد هاشم العطا وعودة الرئيس نميري للسلطة وبعد الانتفاضة رفع تجمع اليسار شعار كنس آثار مايو فكنس اسم العودة وأطلق على الحي اسم المهندسين ووضعت لافتة كبيرة عند مدخل الحي من اتجاه ميس الضباط تعلن عن الاسم الجديد. حي المهندسين يضم مربع 28 29 30 ومربعات أخرى ضُمّت إليه وهو مسجل في أوراقه الثبوتية بأنه حي درجة أولى وهل كان؟! وُزِّعت هذه المربعات كخطة إسكانية بدأت مع أوائل السبعينيات لكبار الموظفين وأصحاب المال ليكون الحي واجهة لمدينة أم درمان. حي المهندسين أو مدينة المهندسين كما يحلو للبعض أن يسميها «تعظيماً بدون وجه حق» معظم سكانها من أبناء أم درمان العريقة ومن محبيها ومربع 30 وزع كخطة إسكانية لاحقاً ومعظم ملاكه من العسكريين جيش وشرطة ورجال الأعمال وموظفين كبار في الدولة ويضم مربع 28 شريحة مقدرة من القضاة خُصِّص لهم جزء أُضيف لمربع 28 سُمّي بشريحة القضاة وفاءً لهم. كتبت عدة مرات عن حال مدينة المهندسين التي يطلق عليها مجازاً «درجة أولى» وهي لا تستحق هذه الدرجة والحال يغني عن السؤال، ما عليك إلا أن تقوم بزيارة الحي ومن المداخل ستعرف لماذا لا تستحق أن تكون درجة أولى!! كتبنا منتقدين وضعها مرة، واشتكينا من حالها مرات، وهاجمنا معتمدها ومرشحها ولائياً واتحادياً ولا حياة لمن تنادي ولم يعيرونا اهتمامًا ولم يحرك ما كتبنا فيهم شعرة ووصفناهم بأنهم لا يزورون الحي إلاّ عند الانتخابات «والانتخابات تاني ما بتجي؟» أو عند التعيين، وأحياناً الظهور في مناسبات الحي تفاخراً وتعالياً ولكن لا نراهم بين أزقة الحي تفقداً له يلطخ إطارات سيارتهم الفاخرة الوحل والطين المتعفن الذي تتميز به مدينة المهندسين التي يطلق عليها مجازاً درجة أولى؟! كنا نسمعهم في بداية المشوار الانتخابي يقولون «راح نعمل، راح نسو، راح نعمل ،راح نسو» ويكررون القول ولم نرَ عملاً ولا سوا!! قارن أخي القارئ الكريم بين المهندسين وأي حي آخر درجة أولى أو ثانية أو حتى ثالثة واحكم بنفسك وإليك مقال السيد صهيب البدوي وهو من سكان المهندسين يقارن بين المهندسين وأحياء أخرى في العاصمة تحت عنوان: { والذي نفسه بغير جمال!! لست أدري إن كنت أندب حظي أو أمني نفسي بشيء من حتى، هي أحلام يقظة ولكنها مشروعة وممكنة التحقيق، كنت بالمنشية في مناسبة اجتماعية فرأيت حديقة وسط الحي جميلة في سورها وخضراء في أرضها، سألت عن هذا الجمال والإبداع فأشاروا لي أنها محلية الخرطوم، وبعدها بيومين بامتداد ناصر وفي زيارة اجتماعية شاهدت أخت تلك الحديقة وبنفس السؤال أشاروا إلى محلية الخرطوم وبعدها علمت بأنه توجد مثل هذه الحديقة كثر شيدتها محلية الخرطوم تجميلاً وتزييناً للأحياء، وفي بعض المحليات هنالك مبالغ تخصص من عوائد الأحياء لتجميل الأحياء وإصحاح بيئتها وخلافه، وأنا في هذا الحلم إذا بي أصحو على حي المهندسين مربع 30/4/4 ذي الميادين الجرداء والبيئة المتردية والحالة البائسة، عندها خطر ببالي معتمد مدينة أم درمان دكتور أبو كساوي علّه يفسِّر رؤيتي هذه وهو خبير فحالنا يغني عن السؤال، حيث لا شوارع مستفلتة بالحي ولا ميادين خضراء ولا نظافة ولا إمدادات مياه مستقرة بل ما زلنا نستخدم مواسير الاسبستوس في توصيلات المياه علمًا بأنها قد حُظرت عالمياً. مدد يا أسياد المواطن: صهيب ميرغني محمد البدوي منزل 172/30/4/4 المهندسين تلفون 0912309080