أهل غزة الجياع المحاصرون في شعب ابن أبي طالب يقدمون لنا المعجزات، مليون ونصف من الجياع المحاصرين يقدمون لنا كل يوم درساً جديداً في الجهاد، يقدمون لنا نمطاً فريداً في المقاومة، ومن الإعجاز!! وصدق المولى عزّ وجل حين قال: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» ظنوا أن بحصار غزة بواسطة الكفر والمتأسلمين سوف يقضى على المقاومة، وظن الجميع أنها النهاية ولكن كلمة الله دائماً كانت العليا.. «لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»، وبعد إغلاق كل المنافذ وبعد أن ظن الجميع أنها النهاية، أوفى الله من فوق سماواته عهده الذي قطعه على نفسه «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»، فهداهم السبيل الذي لا يمنعه قفل معابر ولا حصار جوي وبحري وأرضي، فضربت تل أبيب وحيفا، وتم تصوير المواقع الإسرائيلية التي فشلت حتى أمريكا في تصويرها.! غزة الجائعة المحاصرة والمجاهدة أذلت العرب بأكثر مما أذلت إسرائيل، فالعرب ينظرون وينتظرون أن تريحهم إسرائيل من ذلك الصداع الدائم التي تسببه لهم غزة، ولكن الله رد كيدهم فأخذوا ينظرون فاغري أفواههم ببلاهة لما تقدمه غزة من بطولات.! وظنوا أنهم ما زال لهم دور يمكن أن يحفظ لهم قطرة من ماء وجههم، فعقدوا اجتماعاً لوزراء الخارجية في الجامعة العربية، في حين أن لو اجتمع كل رؤساء العرب وملوكهم لما غير هذا في الوضع من شيء! في المرة السابقة وغزة تدك من الجو والبحر والأرض قاطع زعماء العرب القمة الطارئة في قطر حتى أن أمير قطر ما كان لديه ما يقول سوى »حسبي الله ونعم الوكيل«. وجزى الله خيراً أمير قطر السابق الذي برأ نفسه وأمته أمام المولى عز وجل! واليوم وفي خضم الحملة العدوانية على الإسلام والمسلمين ووصفهم بالإرهاب يصمت الجميع عدا غزة التي صبرت وجاهدت وقاومت فهزمت العرب قبل هزيمتها لإسرائيل! أمريكا تحذر إسرائيل من مغبة اجتياح غزة، ففي ذلك خسارة عظيمة لها وبعض الأصوات العربية في الإعلام العربي تناصر إسرائيل وتطالبها بمسح غزة من الخريطة السياسية والجغرافية! لم تهدد إسرائيل كما اليوم، فالمستضعفون المحاصرون في غزة والذين وعدهم الله بأن يُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون، هؤلاء الضعفاء المستضعفون هم من يجبرون إسرائيل وأمريكا وبعض الأنظمة العربية الذليلة على الاعتراف بحقوقهم والتي نالوها بجهادهم وصبرهم وإيمانهم بالله! أي جيش عربي الآن يمكن أن يواجه إسرائيل الجيش المصري الذي تم تدجينه بكامب ديفيد فأصبح يدافع عن إسرائيل بأكثر مما تدافع عن نفسها، أم الجيش العراقي الذي تم حله منذ اليوم الأول للاحتلال الأمريكي للعراق، أم الجيش السوري الذي أنهكته الحرب الأهلية، أم الجيش الجزائري الذي أنهكته الحرب الأهلية والتي استمرت أكثر من عقد من الزمان، فأصبح كالمصري يهتم بأمور الحكم والسيطرة على الاقتصاد.! كل الجيوش التي ذكرت فقدت عقيدتها العسكرية وما عادت تصلح لحرب تحرير فلسطين وهي قضية المسلمين الأولى.! بعد حرب ثلاثة وسبعين من القرن الماضي، قالت إسرائيل إن هذه الحرب آخر الحروب، وبالفعل تحقق هذا القول، فلم تستمر سوى أربعة أعوام حتى حل السادات مخاطباً الكنيست الإسرائيلي وعند مدخل الكنيست رأى الخريطة لإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل!. وبعدها بسنوات أخرج الجيش المصري في ساحة القتال بكامب ديفيد، ولم تمر سنوات حتى دمر الجيش العراقي بحربين دمر فيها العراق وجيشه، ولم تمض فترة قصيرة حتى لحق الجيش الجزائري برفيقيه المصري والعراقي، واليوم تمضي المؤامرة لتدمير آخر جيش يمكن أن يقف أمام إسرائيل وهو الجيش السوري!. وهنا بقى لأهل فلسطين وحدهم أن يحرروا أرضهم والجميع أعلنها صراحة أو في صمت.. «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ »...! فلسطين يحررها مستضعفوها ومستضعفو الشعوب العربية المسلمة التي وحدها تحس بآلام الشعب الفلسطيني، فهم يعانون من ذات الاستضعاف داخل دولهم ومن قبل أنظمتهم التي تحكمهم نيابة عن إسرائيل وأمريكا.! وتحرير فلسطين يتم على أيدي مستضعفيها ومستضعفي العالم الإسلامي الذين وعدهم المولى عز وجل أن يري على أيديهم كل طغاة الأرض ما كانوا يحذرون.! تصدقوا أيها المستضعفون بما تستطيعون من مال ودماء وبالدعاء، فالنصر لجيش العسرة في غزة بإذن الله.!!