المهاجمون ينهبون هواتف صحفيي التيار وأجهزة الكمبيوتر-وزير الدفاع ووزير الدولة بالإعلام يصفان الاعتداء على ميرغني بالمشين-القصة الكاملة للاعتداء على صحيفة «التيار» الخرطوم: فضل الله رابح اقتحم مسلحون ملثمون بلباس مدني، على متن سيارتي دفع رباعي «تاتشر»، مبنى صحيفة «التيار» في قلب الخرطوم قرب شارع البلدية، واعتدوا بالضرب على رئيس تحرير الصحيفة، عثمان ميرغني، وردد الملثمون خلال اعتدائهم على عثمان بأن لديه موقفاً سموه بالمخذِّل من العدوان على غزة، وتعرض لإصابات مختلفة في القدم والرأس والكتف وجزء من البطن، ونقل ميرغني إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتم أخذ صور مقطعية له وطمأن الأطباء باستقرار حالته وتم نقله لاحقاً لمستشفى الزيتونة للمزيد من العناية وللاطمئنان عليه، بينما نهب المهاجمون ممتلكات الصحافيين من هواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر محمولة، في ذات الأثناء أدان وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين ووزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف الحادثة. بينما توافدت جموع الصحفيين ورؤساء التحرير ومساعد رئيس الجمهورية بروفيسور إبراهيم غندور ووالي الخرطوم للزيتونة للاطمئنان على صحة عثمان ميرغني. وأدان البروفيسور إبراهيم غندور حادثة الاعتداء ووصفها بأنها لا تشبه أخلاق السودانيين بأي شكل من الأشكال واستنكرها وقال إن الحجة يجب أن تقابل بالحجة وليس بالعنف.ووصف عبدالرحيم خلال الإفطار الذي أقامه وحضره عدد من رؤساء التحرير، وصف عثمان بالوطني الغيور، وأنه يستخدم قلمه لخدمة الوطن، وأكد أن ما حدث لا يشبه أخلاق السودانيين وتربيتهم وإدارة خلافاتهم السياسية، وتعهد عبد الرحيم بإقامة دورات للصحافيين في تغطية أخبار القوات المسلحة وجغرافية السودان، مقراً بوجود قصور من قبل إعلام الجيش في نشر تفاصيل الأخبار والصور والخرائط الإيضاحية والجغرافية. من جانبه، أدان الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الدولة بالإعلام الحادثة، واعتبره سلوكاً مشيناً، وأكد سعيهم لخلق شراكة بين الإعلام ومؤسسات الدولة. القصة الكاملة للاعتداء على صحيفة «التيار»:- تقرير: القسم السياسي في قلب العاصمة الخرطوم اقتحم مسلحون مجهولون ملثمون، مقر صحيفة «التيار» وقاموا بالاعتدء على رئيس التحرير بعد تهديد العاملين بالصحيفة، بجانب نهب هواتف وأجهزة لبعض الصحفيين، مصدر مطلع ل«الإنتباهة» أكد أن المسلحين المجهولين كانوا يستقلون سيارتين «لاندوكروزر تاتشر» حيث وصلوا مدخل شارع الصحيفة من الجهة الشمالية منذ الساعة الرابعة مساءً يوم أمس وانتظروا في سيارتهم حتى خلو الطريق من المارة حيث تعج تلك المنطقة بعدد كبير من المؤسسات والشركات بجانب بعض الصحف، وعند الساعة السادسة مساءً قام الملثمون بالتوجه الى الصحيفة ثم قاموا بتوزيع أنفسهم بوضع حاجز امني لبعضهم مكون من «7» افراد مسلحين بينما قام «5» آخرون بالدخول الى مبنى الصحيفة وتهديد العاملين بجانب وضعهم على الارض، في الاثناء كان بعضهم قد دخلوا الى مكتب رئيس التحرير الأستاذ عثمان ميرغني وقاموا بالاعتداء على عليه بأداة صلبة بحسب وصف الطبيبة، ما أدى لإصابات مختلفة في القدم والرأس والكتف وجزء من البطن، كما تم الاعتداء أيضاً على الصحافي «عبدالله إسحق» ما أدى لإصابته بجروح أيضاً، وعقب عملية الهجوم قامت المجموعة بنهب هواتف الصحفيين وأجهزة الكمبيوتر بالصحيفة، ما أدى لتعليق صدورها اليوم «الاحد»، مصدر أبلغ «الإنتباهة» أن المسلحين قبيل مغادرتهم قاموا بإعادة هاتف الصحافي عبدالله إسحق، كما أشارت مصادر أخرى بان إحدى الشركات قامت بتصوير العملية بشريط فيديو. مراقبون يعتقدون بأن المسلحين هاجموا الصحيفة على خلفية أن رئيس التحرير عثمان ميرغني اعتبروه متحاملاً على المقاومة الفلسطينية، لكن البعض الآخر اعتبر بان المسلحين انتهزوا فرصة موقف عثمان ميرغني من المقاومة الفسلطينية ليوجهوا اليه ضربتهم متذرعين بها، وكان ميرغني قد نشر مقالاً في الصحيفة قال فيه إن حركة حماس تقاتل بتهور وبدون مقدرات حقيقية، الأمر الذي اعتبره كثيرون تحاملاً على المقاومة الفلسطينية ما أثار جدلاً في الأوساط. والاسبوع قبل الماضي شارك عثمان ميرغني في حوار تلفزيوني على قناة النيل الازرق، خصص للحديث عن الدول المطبِّعة مع إسرائيل، ورأى فيه أن إسرائيل دولة ديمقراطية ومنفتحة وتتمتع بالتعددية وذلك بعكس السودان، الذي وصفه بالدولة الشمولية التي حتى لو أرادت أن تطبع مع إسرائيل فلن تقبل الأخيرة بذلك. وأعاد الحادث ذكرى حوادث أخرى منها قضية الصحافي الشهيد محمد طه محمد أحمد الذي تم اغتياله في العام 2006م بسبب احد مقالاته، بجانب تعرضه من قبل لمحاولات اعتداء أيضاً. الحادثة وجدت إدانات من الاوساط وقيادات الدولة حيث أدان وزير الدفاع الوطني الفريق اول ركن عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف الحادثة، بجانب بعض الكيانات والمنظمات الصحفية حيث اعتبروا الحادث سلوكاً مشيناً بحسب وصف وزير الدولة للاعلام. كما شكلت شرطة ولاية الخرطوم لجنة امنية عليا للتحقيق في الحادث، برئاسة عميد بالشرطة بجانب غرفة عمليات مشتركة مع اجهزة امنية اخرى للتحري حول الحادث، وحتى مساء الامس تم تطويق مقر الصحيفة بسيارات الشرطة لحمايتها.