له مقولات رددها.. الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة، إنها بمسافة الثورة.. وقال هكذا أفهم الصراع أن نصلب، قاماتنا كالرماح ولا نتعب.. وكثير أقوال يرن صداها كما رنت رسوماته في قلوبنا؛ ودوت قوية في قلوب أعداء الأمة حتى أردوه قتيلاً بسبب رسوماته وحنظلته. اغتيل برصاص مسدس كاتم للصوت في مثل هذه الأيام؛ 22 يوليو عام 1987م في لندن وظل في غيبوبة حتى توفي في 29 أغسطس في نفس هذا العام.. هذا هو ناجي العلي رسام كاريكاتير فلسطيني، من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري.. ابتكر شخصية حنظلة، وعن حنظلة يقول: «ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائماً في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. وأما عن سبب تكتيف يديه، فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع»، ويقول ناجي العلي إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية... شاهد الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته.. مات وخلف أعمالاً لا تموت ولن تطالها يد الغدر.. وها نحن لم يتبق لنا إلا أن نردد مع أحمد مطر في قصيدته ما أصعب الكلام.. "ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ اصعدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ