لم يعد سد مروي الذي أنشئ حديثاً بالولاية الشمالية كافياً ليتمتع أهل الولاية الشمالية بصفة خاصة وأهل السودان بصفه عامة بتيار كهربائي مستقر طول العام.. فوقائع الحال وقرائن الأحوال تشير إلى أن أهل الولاية الشمالية ومنذ دخول شهر رمضان المعظم والذي شارف على الختام لم ينعموا بتيار كهربائي مستقر، فخلال اليوم الواحد يحدث أن ينقطع التيار الكهربائي أكثر من ثلاث مرات وفي عز ساعات النهار ودرجات الحرارة في الشمالية تعلن عن نفسها ب«47» درجة عند الظهيرة.. ورغم تأكيدات المسؤولين في ادارة الكهرباء بان شهر رمضان المعظم سيشهد استقراراً في التيار الكهربائي بكل أنحاء البلاد، إلا أن تأكيداتهم ذهبت أدراج الرياح مع دخول أول يوم من الشهر الكريم بالشمالية، والذي انقطع فيه التيار الكهربائي بعدد واسع من مناطق الولاية ولمدة زادت عن السبع ساعات.. ولم تستطع الادارة معالجة الخلل ولمدة عشرين يوماً يظل الوضع كما هو عليه ليتجرع أهل الولاية الشمالية علقم التخطيط العشوائي وتقلبات الطقس في الشهر الكريم. ويشير احد المهندسين في حديثه ل«الإنتباهة» فضل حجب اسمه، أن هناك عدداً من الخطوط بها ضعف واضح في المحولات وان هذه المحولات لا تتناسب وعدد الخطوط الموصلة منها، ولذلك تحدث القطوعات المتكررة مع الضغط الكبير عليها من جراء تشغيل الأدوات الكهربائية خاصة«المكيفات» في الشهر الكريم.. وما يؤكد صدق ما ذهب إليه المهندس هو أن التيار الكهربائي قبل هذا الشهر شهد استقراراً منقطع النظير ولم يحدث أن انقطع ولو للحظه طيلة ثلاثة أشهر متواصلة فيما تكررت القطوعات في الشهر الفضيل على مدار اليوم ولأكثر من مرة. ويشير المواطن صديق محمد في حديثه ل«الإنتباهة»، أنه تعرض لنكبة كبيرة بسبب تعطل اثنين من «مكيفات الهواء» والسبب في ذلك هو تذبذب التيار الكهربائي.. ولم يكن صديق وحده الذي تعرض لخسائر مادية بل تعرضت مكيفات عدد من المساجد بالشمالية للتلف بنفس السبب، وهي المواقع التي تجد إقبالاً كبيراً من المصلين في الشهر الكريم ثم تستخدم كأماكن للاستجمام عقب الصلوات خاصة في أوقات الظهيرة، كما تعرضت عدد كبير من الاجهزه الكهربائية الخاصة بالأسر للتلف نتيجة الانقطاع المفاجئ ثم العودة السريعة للتيار الكهربائي.. ومن المؤسف أن ادارة الكهرباء لم تكلف نفسها لتوضح لزبائنها أسباب هذه القطوعات ولو عبر بيان أو توضيح من خلال الإذاعة المحلية أو التلفزيون الولائي بينما تلزم الصمت ولا تجيب على إستفسارات المتصلين.. فيما يظل الرقم «4848» مشغولاً على الدوام وهو الرقم الذي كان يجد منه المستفسرون والمشتركون الرد الشافي والحل السريع غير أنه أصبح خارج نطاق الخدمة. عموماً تبقى عملية تذبذب وانقطاع التيار الكهربائي بالولاية الشمالية خلال الشهر الكريم مع وجود أضخم سد بالسودان في قامة «سد مروي» تبقى علامة فارقة في جبين الهيئة القومية للكهرباء، التي طالما روجت باستقرار التيار الكهربائي غير انها سقطت في أول اختبار لها.