تراجعت المعارضة الجنوبية بزعامة د. رياك مشار عن مطالب سابقة لها بضرورة انسحاب القوات اليوغندية من دولة الجنوب، وأبدت ترحيبها ببقائها بالجنوب إلى حين نشر قوات من دول «الإيقاد». وفي ذات الأثناء عقد الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني مع نظيره الجنوبي سلفا كير ميادريت في منزل الرئاسة في عنتيبي جلسة مباحثات سرية بصورة مفاجئة أمس، بحضور عدد من كبار ضباط الجيش اليوغندي. وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليوغندية أوفونو أوبوندو أن وفداً من معارضة الجنوب التقوا مستشار الرئيس يوري موسيفيني لشؤون الدفاع والأمن الجنرال سالم صالح، الذي أقنعهم بضرورة وجود قوات يوغندية على أراضي بلادهم إلى أن تنشر «إيقاد» قوات لحفظ السلام، وقال أوبوندو: «شرحنا لهم لماذا نشرنا قوات في بلادهم، ووافقوا على بقائنا إلى أن تنشر «إيقاد» قواتها»، وأشار إلى أنهم أقروا أن الخيار العسكري لن يأتي بسلام دائم إلى جنوب السودان، وأضاف أن المسؤولين اليوغنديين أوضحوا للوفد الزائر أن الحكومة اليوغندية لم تنشر قواتها في بلادهم لتساند طرفاً في الصراع بل لتمنع إبادة جماعية، فيما اختتم الوفد زيارته للعاصمة كمبالا أمس بعد زيارة استغرقت أربعة أيام ضمن الزيارات التى تنظمها مبادرة هيئة «إيقاد». ومن جانبه قال رئيس وفد المعارضة الجنرال ألفريد لادو غور إنه تم الترحيب بهم في كمبالا، وتمت معالجة القضايا الأمنية بشأن سحب القوات اليوغندية من جنوب السودان وفتح باب جديد للعلاقات بين المعارضة والحكومة اليوغندية، مؤكداً أن مشار سيقوم بفتح مكتب اتصال في العاصمة كمبالا لتلبية احتياجات مواطني بلاده في يوغندا. وقال الجنرال غور إنه بالزيارة تم كسر العمود الفقري للرئيس سلفا كير، وأن عليه اتباع عملية الإصلاح بالتنحي سلمياً، وإلا فإنه سيكون مهدداً بالإطاحة عسكرياً، كما كشف رئيس وفد المعارضة أنهم وصلوا لاتفاق مع موسفيني حول القتلى الذين تمت إبادتهم في جوبا في «15» ديسمبر الذين قام سلفا كير بدفنهم جماعياً، وأن الرئيس سلفا كير حتى لو مات فإننا سننقل عظامه إلى المحكمة. يذكر أن وفد المعارضة كان يتكون من الجنرال ألفريد لادو جور نائب رئيس الحركة ورئيس العلاقات الخارجية ومابيور قرنق وناثانيال والمفوض لمقاطعة ربكونا بولاية الوحدة كول وبيتر مابيور وماتاتا فرانك. وفي اتجاه متصل قالت المتحدثة باسم الرئيس اليوغندي السفيرة تامالي مرنديني إن الاجتماع استغرق بضع ساعات، وبحسب مراقبين فإن الاجتماع جاء عقب مغادرة وفد المعارضة العاصمة كمبالا صباح أمس، وأوضحت مصادر مطلعة أن الرئيس موسفيني وسلفا كير بحثا مقترح الحكومة الانتقالية الذي يتنافس فيه سلفا كير مع زعيم المعارضة رياك مشار، وأشار المصدر إلى أن الرئيسين بحثا تمويل عمليات قوات الدفاع الشعبية اليوغندية في جنوب السودان، عقب فشل جوبا في دفع نفقات الجيش اليوغندي خلال الشهرين الماضيين.