الخرطوم: نادر بلة رباب علي بكرة التحالف جاي يملا البلد فته.... أيدينا ياولد أيدينا للبلد... الطلاب يريدون إسقاط النظام...هي لله، هي لله، الله اكبر. بهذه الهتافات وغيرها من الشعارات التي تمجِّد هذا وتقلل من شأن ذاك.. شهدت جامعة الخرطوم على مدار الأسبوعين الماضيين تنافساً سياسياً ونشاطاً مكثفاً شمل معظم أروقة الجامعة جانب اتخاذ شارع «المين» مقرًا لهذا النشاط السياسي. ويبدو أن شتاء جامعة الخرطوم هذا العام يكتنفه سباق محموم للوصول إلى قاعة المجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم كما حدث خلال الأعوام السابقة.. وتكونت القوائم المتنافسة هذا العام من مجموعة من التنظيمات وفقاً لدستور الاتحاد لعام 1993م، فقد أعلنت القوى المعارضة في الجامعة تحالفاً جديداً باسم التحالف الطلابي الديمقراطي والذي شمل تنظيمات المستقلين والناصريين والبعثيين وحق والاتحاديين والأنصار وطلاب دارفور جناح عبد الواحد محمد نور وهو تحالف تأسس على أنقاض تحالف القوى الوطنية الديمقراطية الذي سيطر على 5 دورات متتالية في أعقاب عودة الاتحاد في 2003 م.. بينما أعلنت الجبهة الديمقراطية الذراع الطلابي للحزب الشيوعي عن موقفها من خلال دعمها لطلاب غير منتظمين سياسياً باسم الوحدة الطلابية.. وعلى صعيد جبهة الإسلاميين فإن طلاب المؤتمر الوطني نافسوا بذات قائمتهم التي كانت مدعومة من بعض أنصار الجماعات السلفية.. وفي الوقت الذي اتخذت فيه جماعة أنصار السنة موقفاً صريحاً بالمقاطعة بيد أن طلاب المؤتمر الشعبي الساحة الطلابية فاجأوا الجميع بالنزول تحت راية التحالف الطالبي الإسلامي.. منبر التحديات شارع «المين» الشهير داخل أروقة الجامعة الذي تدار فيه حملات التعبئة الانتخابية عبر أركان النقاش امتلأ كالعادة بالطلاب على مختلف انتماءاتهم السياسية، مكبرات الصوت، الهتافات والقصائد الحماسية، اللافتات التي ترفع من شأن كل تيار وتحالف أو تعمل في المقابل على تحجيم المتنافسين في القوائم الأخرى، إضافة للنقاشات التي كثيراً ما تحولت إلى سجالات بين فعاليات من المفترض أنها منفصلة.. لوبي التمكين عادت انتخابات هذا العام والقوى السياسية الطلابية كعهدها كحد سيف القاطع، ولم تبارح قوى المعارضة محطة الكيل باتهامها للمؤتمر الوطني بمحاولة تزييف إرادة الطلاب والتواطؤ مع إدارة الجامعة ولنفس الدواعي التي ساقتها قوى المعارضة في آخر انتخابات تمت وهي أن لجنة الانتخابات عبارة عن لوبي متمكن داخل الكليات وأن أي مقترح تقدمه قوى التحالف المعارض يُواجه بالرفض من قِبل أمناء الكليات.. نافع.. رسالة للكبار عبر الصغار!! وصل نافع علي نافع إلى الباحة المطلة على شارع «المين» فتبسم ابتسامة لم يدرِ أحد بما خلفها، فتكهن البعض بأنها ابتسامة رضاء عن «أولاده» الذين يباشرون المد الإسلامي فيما ذهب البعض إلى أنها ابتسامة إلى الماضي والتاريخ حيث استدعى نافع ذاكرته وهو يقف متوسطاً شارع «المين»أيام «التمكين» للحركة الإسلامية. صعد نافع منصة اللقاء المفتوح الذي نظمه التيار الإسلامي وهو يخاطب الطلاب بمختلف تنظيماتهم السياسية، ولقد لاحظ الحضور بأن نافع في مخاطبته مازج بين حنكة السياسة ودهائها وحدتها وبين إحساس أستاذ جامعة الخرطوم الذي وقف في وقت مضى داخل أروقة محاضراتها، فلم تغب تلك الصورة عن الطلاب أثناء استماعهم له، وأرسل نافع حديثه لقادة الأحزاب عبر قطاعات طلابها فلم يخلُ حديثه من تباهي وافتخار لمسيرة حزبه طيلة السنوات الماضية وبلهجته الحادة أرسل أيضاً تهديدات للمعارضة. تفاؤل.. إحباط.. تحفظ!! التقت «الإنتباهة» بالأمين السياسي لطلاب جامعة الخرطوم إسماعيل علي الأمين الذي بدا متفائلاً من اكتساح حزبه للانتخابات فقد أشار إلى أن معطيات الواقع وقراءة الرأي العام والتفاعل الذي حدث من الطلاب نحو برامج التيار الإسلامي ومناشطه والمشاريع التي أنجزت تشير إلى عودة المنبر إليه والتي تأتي بعد فشل تجربة التحالف التي كانت مريرة لمدة ثلاث سنوات ولم تقدم أبسط مطلوبات الحياة الأكاديمية لطلاب الجامعة بل قدم خطابات جوفاء لإسقاط النظام والتي اعتقد أنها أنشودة كاذبة. وعلى الرغم من بدء التصويت لانتخاب الأجدر بقيادة المنبر النقابي للجامعة أمس إلا أن عضو التحالف المعارض عمر الفكي أكد بعدم نجاح انتخابات هذا العام وأرجعها إلى غياب الروابط الأكاديمية بالكليات والتي يُعتمد عليها في رفع نسبة التسجيل، واعتقد أنه يجب أن تسبق العملية الانتخابية عمل منظم بين التيارات والتنظيمات المشاركة في الانتخابات لمقابلة التيار الإسلامي واستدرك معلقاً بقوله إن التيارات التي قاطعت عملية الانتخابات قد تكون لها قراءات سياسية تخصها.. ومن خلال جولة أخرى قامت بها «الإنتباهة» داخل الجامعة التقت بعدد من الطلاب الذين بيّنوا أنهم «لا ناقة لهم ولا جمل» فاكتفوا بالمتابعة. اليوم الأول.. تخوُّف وترقُّب!! حينما أشارت الساعة إلى الثامنة صباحاً من يوم أمس ظهرت جامعة الخرطوم ب«نيولوك» جديد حيث اصطفت سيارات الشرطة وهي تأخذ مواقعها بشكل منتظم، بجانب تشديد في إجراءات الدخول إلى الجامعة فشهدت أبواب الجامعة اكتظاظاً من قبل الطلاب. ومن داخل الجامعة أعلن عن بداية الاقتراع وسير العملية الانتخابية. فشهدت إقبالاً ضعيفاً من قبل الناخبين الطلاب بجانب الفتور السياسي الذي ظهر في شارع المين حيث «لا أركان نقاش ولا مناظرات ولا هتافات» مما جعل البعض يتخوّف من عدم اكتمال النصاب المقرر لتدخل الانتخابات إلى مرحلة جديدة وهي لعنة عدم اكتمال النصاب.