بدأت أمس المرحلة الثالثة والأخير من إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم العملية بنشر الكشوفات النهائية للناخبين فيما يفتح باب ترشيح القوائم المتنافسة ونشر الكشوفات الأولية للمرشحين يومي الخميس والجمعة ويفتح باب الطعون والإنسحاب ونشر الكشوفات النهائية للمرشحين يوم السبت . وسيكون الأربعاء 23 نوفمبر الجاري هو اليوم المحدد للإقتراع وفرز الأصوات حسب الجدول الذي أعلنته لجنة الإنتخابات . عقبة النصاب القانوني يشارك في إنتخاب المجلس الأربعيني للطلاب أكثر من 25 الف طالب وطالبة وسيكون عليهم إختيار إحدى القوائم المتنافسة وفقاً لدستور الإتحاد لسنة 1993 . كما يتعين الحصول على النصاب والذي يبلغ نصف مجموع أعضاء الإتحاد أي 50 % من الطلاب المسجلين والنصاب دائما هو العقبة الكؤود التي تقف امام عودة الإتحاد . في آخر إنتخابات لم يكتمل النصاب لأن 5,233 طالباً فقط شاركو في التصويت من عدد 23,767 وكان المطلوب للنصاب القانوني 11,884 طالباً . وعليه لم يتم الفرز وغاب الإتحاد مرة أخرى . يعلق بروفسور عوض السيد الكرسني الرئيس السابق للجنة الإنتخابات في بيان نتيجة الإنتخابات السابقة ان عدم إكتمال النصاب العام للإقتراع ظل مهدداً في كل الجولات السابقة منذ عودة اتحاد الطلاب في 2003 م . ويدلل على ذلك بأن المتوسط العام للإقتراع ظل يترواح عند النسبة 56 % مما يعني عزوف 44% من طلاب الجامعة عن المشاركة . ويرى الكرسني ان حل المعضلة تتمثل في العودة لتوصيات سمنار إعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في فبراير 2002 م . ونشير هنا لأبرز تلك التوصيات هو تغيير دستور الإتحاد وهو ما يفتح الطريق لإعادة النظر في مسألة النصاب نفسها . شتاء ساخن في شارع المين في الوقت الذي بدأ فيه الشتاء الساخن بالجامعة العريقة بالدخول في المرحلة الثانية لم تتضح حتى الأن صورة نهائية للقوائم المتنافسة على مقاعد المجلس الأربعيني لإتحاد طلاب الجامعة . إلا ان مجموعة من التنظيمات المعارضة في الجامعة أعلنت تحالفاً جديداً بإسم التحالف الطلابي الديمقراطي والذي شمل تنظيمات المستقلين والناصريين والبعثيين وحق والإتحاديين والأنصار وطلاب دارفور جناح عبدالواحد محمد نور وهو تحالف مؤسس على أنقاض تحالف القوى الوطنية الديمقراطية الذي سيطر على 5 دورات متتالية في اعقاب عودة الاتحاد في 2003 م .ولم تعلن الجبهة الديمقراطية الزراع الطلابي للحزب الشيوعي عن موقفها بعد في وقت رجحت فيه بعض المصادر دعمها لطلاب غير منتظمين سياسيا بإسم الوحدة الطلابية . وعلى صعيد جبهة الإسلاميين فإن طلاب المؤتمر الوطني سينافسون بقائمتهم نفسها مدعومة من بعض انصار الجماعات السلفية وسيخوض طلاب أنصار السنة المحمدية الإنتخابات تحت قائمة الإصلاح . في وقت التزم فيه طلاب المؤتمر الشعبي الصمت ولم يعلنو موقفاً محدداً بعد . لجنة الإنتخابات وأبوالجوخ في وجه العاصفة أما منبر السلام العادل فقد اعلن في بيان رسمي صادر من امانة الشباب والطلاب اعلن جاهزيته لخوض الإنتخابات وهاجم إدارة جامعة الخرطوم متهماً إياها بالتواطو مع المؤتمر الوطني وإستقلال فترة سفر الطلاب للعيد وإعلان الإنتخابات في غيابهم ورفض البيان ما أسماه بحرمان الطلاب من ممارسة حقوقهم الشرعية وهو ذات الإتجاه الذي ذهب إليه مجموعة من طلاب الجامعة في لقاء جمعهم بعدد من الصحفيين اول امس بقاعة طيبة برس هددو فيه بإتخاذ موقف متشدد مع إدارة الجامعة حال عدم تصحيح مسار عملية إنتخابات إتحاد الطلاب . وقال متحدثون بإسمهم : ان إدارة الجامعة قررت حرمان اكثر من 5 الف طالب من حقهم في التصويت بحجة عدم التسجيل . وان لجنة الإنتخابات وضعت أيام الجمع والسبت داخل جدول الإنتخابات وهو ما يشكل عقبة امام مشاركة الطلاب في الإنتخابات. كما أكدو رصدهم لأخطاء كبيرة في كشوفات الناخبين في عدد من الكليات ابرزها كلية الإقتصاد . وقال الطالب محمد صلاح من كلية العلوم ادارة الجامعة غضت النظر عن أحداث عنف وقعت في كليات التربية والتمريض ومجمع المختبرات الطبية وكشف عن ميثاق شرف بين الطلاب رفع من جانبهم تم تجاهله من قبل المسئولين في الجامعة . وهذا ما دفعهم للتفكير في كافة الخيارات حسب تعبيره . وتشهد الجامعة هذه الإيام عدد من حلقات النقاش في شارع المين أقامتها التنظيمات االمتنافسة تحاول من خلالها إقناع الطلاب بالتصويت لبرامجها . وفي حلقة نقاش الثلاثاء أعلنت رابطة الطلاب الإتحاديين رسمياً مناصرتها للتحالف الطلابي الديمقراطي وهو تحالف جديد بين كل التنظيمات الوطنية المعارضة عدا تنظيم واحد حسب متحدث بإسم الرابطة . وقال الشريف حسين الهندي الطالب بكلية الهندسة في حديث مع (التيار) ان التحالف سيمثل فيه الطلاب الغير منتمين سياسيا بنسبة 49 % من مقاعد الإتحاد ، سيتم إختيارهم من كلياتهم بواسطة طلاب كلياتهم بثلاث شروط هي معارضة النظام الحاكم ومناصرة الديمقراطية ورفض الإسلام السياسي . وقال الهندي أنهم يسعون لإتحاد نقابي معني بشئون الطلاب وغير منبت عن تطلعات الشارع السوداني . وحول الجدل الدائر حول لجنة الإنتخابات قال :كان لدينا اعتراض واضح على توقيت الإنتخابات لأن الوقت قريب من الإمتحانات واعترضنا على رئيس لجنة الإنتخابات لأن أبنه ضمن المتنافسين لمقاعد المجلس . لذا فثقتنا في لجنة الإنتخابات ضعيفة لكن ثقتنا الكبيرة في القاعدة الطلابيه وهذا هو سبب نزولنا هذه الإنتخابات . هذه هي الصورة العامة لإنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم حتى عصر امس قبيل ساعات من إنعقاد إجتماع هام للجنة الإنتخابات التي يترأسها البروفسور ابوبكر ابوالجوخ ويشارك فيها عدد من الطلاب . وتقول مصادر مطلعة ان هناك مزكرة مرفوعة من بعض طلاب الجامعة للجنة تطالب بفتح باب التسجيل من جديد للطلاب كي يلحقو بالإنتخابات و مد فترة الكشوفات لمشاركة اكبر قدر من الطلاب . كما تطالب المذكرة بتغيير رئيس لجنة الإنتخابات ابوبكر ابوالجوخ الذي أثار قرار تعيينه رئيساً للجنة الإنتخابات جدلاً وسط الطلاب والتنظيمات السياسية في الجامعة والمتابعين خارج اسوارها. هذا شتاء الخرطوم موعود بسباق ساخن في الطريق إلى قاعة المجلس الأربعيني لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم . mohamed elmabrouk [[email protected]]